الرحلة والدروس المستفادة منها

يستعرض هذا الكتاب مذكرات المؤلفة ومبادئها ومعتقداتها في الحياة التي جعلت منها واحدة من أكثر قادة أمريكا احتراما. فرانسيس هاسيلباين هي قائدة فتيات الكشافة التي تلت رئاسة مجلس فتيات الكشافة وحولته إلى منظمة مزدهرة.

من أول يوم لها في منصب المدير التنفيذي لمجلس تالوس روك لفتيات الكشافة وصلت إلى مكتبها ومعها ست نسخ من كتاب دراكر (المدير التنفيذي الفعال). بعد تركها المنصب تولت منصب المدير التنفيذي لمؤسسة دراكر الجيدة لإدارة المؤسسات غير الهادفة للربح التي تعرف الآن بمعهد من القائد إلى القائد.
حصلت هاسيلباين في عام 1998 على وسام الرئيس للحرية وهي أغلى جائزة مدنية في الولايات المتحدة. وكانت تسافر إلى مختلف أنحاء العالم لتلقي محاضرات عن القيادة. بدأت هاسيلباين حياتها طفلة صغيرة في مدينة جونستاون في ولاية بنسلفانيا التي تشتهر بوقوع ثلاثة فيضانات مدمرة في تاريخها.
نشأت هاسيلباين محاطة بأفراد أسرتها كثيرة العدد، وتعلمت مبكرا كثيرا من الدروس التي أسهمت في تكوين شخصيتها القيادية في وقت لاحق. من الدروس الأثيرة لديها قصة جدتها وحبها للمزهريات.
كما تقول هاسيلباين، كان لجدتها أكبر تأثير في حياتها. كان لدى جدتها مزهريتين جميلتين، أرادت هاسيلباين بينما كانت صغيرة أن تلعب بهما. وكانت هي طفلة شديدة الإلحاح، فحكت لها جدتها قصة رجل صيني يدعى مستر يي كان يعيش وحده في الولايات المتحدة في شقة فوق مغسلة يمتلكها في المدينة.
كان مستر يي يعاني من الإهانات الموجهة إليه لكونه صينيا. وفي أحد الأيام أتت الجدة إلى مغسلته، وكانت تتحدث معه باحترام منادية إياه ''مستر يي''. كانت هذه هي المرة الأولى في السنوات العشر التي قضاها في جونستاون التي يدعوه بها أحدهم هكذا باحترام. فأهداها المزهريتين، حيث إنه كان عائدا إلى الصين ليجمع شمله مع زوجته وابنه.
هكذا كان التنوع وقبول الآخر واحدا من المبادئ الأساسية للقيادة كما تراها هاسيلباين. وكان هذا ما حرصت على ترسيخه في نفوس فتيات الكشافة. كانت نسبة الفتيات البيض في المؤسسة 95 في المائة، عملت هاسيلباين على برنامج دعائي لاجتذاب الفتيات من الجماعات العرقية المختلفة في الولايات المتحدة.
إن قوة التنوع والاحتواء هي واحدة من عدة مبادئ مهمة وتوجيهية للقيادة الفعالة كما يشرحها الكتاب. يتضمن الكتاب عديدا من القصص والأمثلة لمواقف حقيقية أسهمت في تشكيل هذه المبادئ لدى المؤلفة.