الحمية الغذائية .. علاج للأمراض الباردة «التنفسية والربو»
يعتقد كثير أن الحمية الغذائية هي عامل وقائي من الأمراض وليست طريقة في العلاج، ومن يرجع إلى كتب وتاريخ علماء الطب الإسلامي يجد أنهم يفضلون العلاج بالغذاء لأنه أسلم الطرق العلاجية وأقلها ضررا، ولكن هذه الطريقة تحتاج إلى وقت مقارب للوقت اللازم لظهور المرض بسبب العادات الغذائية التي لا تتناسب مع بدن المريض أو فصل السنة الذي هو فيه.
وقد تحدثنا في موضوع سابق عن أثر تغير فصول السنة على الصحة وأهمية تناسب الغذاء مع فصل السنة، وضربت مثالا لذلك بفصل الشتاء مع توضيح الأمراض التي تزيد حدة في هذا الفصل كالأمراض التنفسية الموسمية والمزمنة. وفي هذا المقال توضيح للحمية الغذائية لعلاج هذه الأمراض التنفسية بإذن الله.
وقد ذكرت أعشابا في نهاية المقال لتسريع تخلص الجسم من الرطوبة المتراكمة وهي تناسب من يريد نتائج سريعة، وهذه الأعشاب تندرج في باب في علم الأبدان يسمى المسهلات وهي طرق لإخراج مادة تراكمت في الجسم وزادت عن المعدل الطبيعي فأثرت في توازن البدن وحدث المرض، والمادة التي زادت لدى الأمراض التنفسية هي البرودة والرطوبة، لذا نصحنا بأعشاب تسرع في إخراج هذه الرطوبة الباردة من الرئة والجهاز التنفسي.
وقبل الحمية أود التنبيه لأمر مهم وهو حاجة أصحاب الأمراض التنفسية للأوكسجين الذي يعد مهما لكثير من العمليات الحيوية ولتكوين الطاقة على مستوى الخلية ومهم جدا لتقوية الأعصاب.
وعادة يقل الأوكسجين لدى المرضى إما بسبب أخطاء في طريقة التنفس أو وجود ضعف في الرئة أو لتراكم الرطوبة الباردة في الرئة (البلغم) أو ضعف الرئة بسبب دخول برد للجسم أو حدوث إصابة خارجية أثرت على الرئة.
ومن أفضل الأمور لتقوية الأوكسجين في الجسم هو تطبيق برنامج التنفس الصحيح، حيث يكون التنفس بطنيا وليس صدريا لكي يتم تفعيل كامل الرئة في التنفس وليس الجزء الأعلى منها فقط، ويطبق التمرين كالتالي: يكون الإنسان فيه مستلقيا على ظهره وقد رفع مستوى الكتفين أعلى من الرأس مع البدء في التنفس بسحب الهواء من الأنف وإخراجه من الفم بالتسارع نفسه، مع تصور أن الهواء يتوجه إلى القلب، حتى يحس بوخزات في القلب أو برودة في القلب بعد مرور دقيقتين إلى ثلاث دقائق. وقد تحدث مع بدايات هذا التمرين بعض الأعراض مثل الدوخة في الرأس وعدم القدرة على الكلام لمدة ثوان وخمول ونشوفة في الريق، وتدل هذه الأعراض على بدء استجابة الجسم لزيادة الأوكسجين الناتج عن هذا التمرين، وتزول هذه الأعراض مع الوقت.
ومن نعم الله على المسلم أن مثل هذا التمرين يتم أثناء قراءة القرآن مع التجويد. وفي الفقرات التالية سيتم توضيح الحمية التي تتم بعد تنظيف الجسم، وقد شرح التنظيف في مقال علاج برودة المعدة.
خيارات الفطور: دمج زيت الزيتون مع الزعتر والعسل أو جبنة شرائح مع الملح البحري والأرقانو مع رغيف من الخبز الرهيف أو البيض البلدي أو قليل من العدس أحياناً، ويكون مخففا بالماء مع وضع الشطة مع محاولة توحيد صنف الطعام قدر الإمكان.
خيارات الغداء: مكونات السلطة التي تؤكل مع الطعام: كمية كبيرة من البصل الأبيض النيء والبقدونس والشبت الأخضر بكمية كبيرة ووضع ملعقة ونصف زيت زيتون وملعقة من ورق الزعتر (أورقانو) وتملح بالملح البحري أو الصخري ومضغها جيداً قبل البلع لتتضاعف الفائدة منها.
وبالنسبة للوجبة الرئيسية فيمكنكم الاختيار بين الرز أو المكرونة أو الدخن أو الخضراوات المطبوخة مثل الكوسة والجزر والملوخية والزهرة والدجاج مع وضع الفلفل الأحمر والأخضر في الطبخ ويمكن تناول مرقة لحم الخروف أو الإبل.
وخيارات وجبة العشاء تكون مما ورد في الإفطار أو الغداء. مع ملاحظة مهمة هي تناول الفواكه المسموحة كالتين والفراولة أو التوت قبل الوجبات بقليل.
المشروبات المسموحة: يجب أن تكون المشروبات الباردة معتدلة البرودة.
الممنوعات وقت العلاج: الحوامض وعلى رأسها الليمون والشاي الأحمر والصلصة والماجي والخل الطبيعي والصناعي والزيتون والمخللات، اللبن والزبادي والقشطة والحليب بجميع أنواعه ومشتقات الحليب ما عدا الأجبان، الخس (العادي أو الأمريكي) والطماطم النيئة والخيار والرجلة والباذنجان، الفلفل الأبيض والأسود، الشمام والبطيخ والفواكه التالية: التفاح والكمثرى والمانجو والجوافة وعصائرها.
ومن الممنوعات أيضا وقت العلاج المشي على الأرض الباردة والعشب حافياً، الأسماك والجمبري والبيض، المشروبات الغازية والعصائر الحامضة، تجنب الزيوت المهدرجة في الطبخ وتجنب كثرة السكر الأبيض المكرر والمحليات الصناعية.
كما يجب تجنب مثيرات الحساسية (للجهاز التنفسي) ما أمكن وهي: البخور والدخون بجميع أنواعها والعطورات القوية والمواد الكيمائية مثل (الفلاش - الديتول) والمشروبات الباردة، وكذلك هواء التكيف المباشر، ويستحسن أن تكون درجة حرارة السيارة أوالغرفة 24ــ25 درجة مئوية ومركّز شاي الزنجبيل أو القرفة والحوارّ الحادة مثل: الفلفل الأسود والأبيض.
العلاج بحول الله: من المهم تدفئة الأذنين والأقدام والظهر خاصة أسفله في المناطق الباردة، شرب ثلاث كأسات يوميا من مغلي بذور الشمر بمقدار ملعقة كبيرة لكل كأس ويحلى بسكر النبات.
ويتم استنشاق بخار حصا اللبان (إكليل الجبل) المطبوخ لمدة 15 دقيقة في مكان دافئ عصرا والابتعاد عن تيارات الهواء لمدة نصف ساعة على الأقل وتكون مدة الاستخدام مدة 7 أيام عند مرضى حساسية الأنف والكحة أو مدة 14 يوماً لحساسية الصدر (الربو). إذا كانت هناك كحة قوية يُؤخذ نقيع لبان الذكر على الريق أو تشرب ملعقة من الطحينة وقت الحاجة بتذويبها في الفم. وإلى هنا انتهت الحمية.
وأضيف بعض التنبيهات:
- للتسريع في إيقاف الرشح ينصح بشرب شاي نصف كأس من شاي الرشاقة (السنا) مرة واحدة لكي يقوى الجسم على التخلص من فيروسات البرد.
- لعلاج التهاب اللوز تتم الغرغرة بماء مذاب فيه القسط الهندي وإن أضيف ملح بحري أفضل أكثر من مرة في اليوم.
- لعلاج الكحة المزمنة الرطبة وشبه الجافة المزمنة يجهز التالي: سمن حيواني وزنجبيل مطحون وسكر نبات مطحون ثم يحمس الخليط حتى يتغير لون الخليط إلى البني ثم يطحن وتتناول ملعقة صغيرة منه صباحا ومساء مع الماء حتى تتوقف الكحة.
- الذي لا يستفيد من الحمية خلال أسبوع تكون هناك أسباب أخرى للأمراض التنفسية مثل برودة المعدة أو دخول برد للجسم خاصة في منطقة الظهر المقابلة للرئة.
- دخول البرد للبدن، ذكر بكثرة في الطب الإسلامي حتى إن بعض العلماء في الطب ذكر أنه مسبب لكثير من الأمراض، ويلاحظ أن المصاب بالبرد يزيد عليه المرض في الأماكن الباردة ولا يستفيد من الحمية أو الأعشاب كثيرا أو تكون الفائدة لديه مؤقتة، ومن طرق تخفيف البرد في الجسم استخدام كمادات الزنجبيل الدافئة أو اللصقات الحارة.
- من يتعرض لتيار بارد خاصة الرأس بدون حواجز فيحس بصداع وثقل خلف الرأس بسبب دخول برد للرأس فينصح بدهن الرأس بزيت الخردل ثم التلحف بغطاء وشرب منقوع المرامية بالعسل ما يخرج هذا البرد بإذن الله، لأنه إذا تركه سينزل البرد على الحلق ثم إلى الرئة، ويسبب أمراضا تنفسية وصداعا مستمرا.
هنا وصفة لإخراج البرد من الظهر ولتخفيف آلامه بعد حمل الأشياء الثقيلة وهي تعتمد على التدليك بالملح الصخري أو البحري الساخن وهي كالتالي:
المكونات: زيت زيتون - زيت سمسم يتم مزجها بنسب متساوية - ملح قصب ويفضل ملح بحري يذاب بالزيتين حتى التشبع ثم يدفأ بنار هادئة. وكذلك يتم تجهيز كمية أخرى من الملح يتم حمسها في المقلاة لثلاث دقائق حتى تسخن ثم يوضع هذا الملـــح الحار في قماش قطني.
الطريقة: يدهن كامل الظهر بمزيج الزيت مع التدليك بحركه دائرية عكس عقارب الساعة حتى يتشبعه الجلد ثم يدلك العمود الفقري بالقماش القطني الذي فيه الملح الحار بحركة دائرية سريعة عكس عقارب الساعة وبعدما تخف حرارة الملح يوضع الملح الدافئ فوق أسفل الظهر أو مكان الألم لمدة ربع ساعة على الأقل وتكرر الطريقة عند الحاجة يوما بعد يوم لمدة أقصاها سبعة أيام ويفضل أن يغطى المريض بعد التدليك ببطانية لكي يعرق في مكان معتدل إلى دافئ خاصة لعلاج أمراض البرد.
ولمن يعاني ضغط الدم المرتفع بسبب ضعف الكلى فيمكنه استخدم الزيتين بدون إذابة الملح فيهما كما يمكنه استخدام كمادة الملح الساخنة. وكمادة الملح الساخنة تناسب الأماكن الأخرى في الجسم كالمفاصل وهي لا تناسب التالي: كبار السن جدا والأطفال الرضع - فوق الأماكن الحساسة من الجلد - على مواضع الدماغ مباشرة - ارتفاع كبير في درجة الحرارة - المنطقة السفلى من البطن للحوامل - فوق موضع الزائدة الدودية الملتهبة - فوق مواقع الأورام. هذا وبالله التوفيق.