تفاعل وتوصيات تدعم حملة ترشيد الكهرباء في المساجد
تناولت ''الاقتصادية'' في حلقات سابقة التوعية بترشيد الكهرباء في المساجد، وتم التطرق لموضوع الترشيد في المساجد بكثير من التمحيص، وتمت مناقشة محاور متعددة في هذا الجانب، تحدث متخصصون في جوانب عدة عن سبل أخرى تسهم في ترشيد الكهرباء، وكذلك اطلع عليها قراء كانت لهم مراسلات على البريد الإلكتروني الخاص بصفحة المسجد، وآخرون علقوا على الحلقات في ''الاقتصادية'' الإلكترونية، وخرجنا من هذه الآراء المتعددة بتوصيات عدة سنستعرضها في ختام هذا الموضوع.
وعلق مواطنون تابعوا الحلقات الماضية وأبدى بعضهم ملاحظات إضافية.
#2#
في البداية تحدث المواطن أحمد عبد الحكيم وقال: لا شك أن طرحكم هذا الموضوع على حلقات عدة واستضافتكم متخصصين أمر كان في غاية الأهمية، خصوصا أمثال البروفسور ناصر الحمدي والمهندس الناجم والسلطان، حيث طرحوا آراء مهمة ينبغي على وزارة المياه والكهرباء الاستفادة منها، يضاف إلى ذلك بعض آراء الدعاة حول أهمية تعاون جماعة المسجد معهم، كما أحب أن أضيف وأوضح أن حملة الوزارة للتوعية ضعيفة ولم تصل بشكل جيد للمواطنين، فهناك الكثير من المواطنين الذين يجهلون مفهوم الترشيد وأهدافه، فنأمل أن تكون هناك وسائل سهلة للوزارة توصل ما يجهله المواطنون عن ترشيد المياه والكهرباء.
#3#
ويشير التربوي متعب نمازي إلى أن ''الاقتصادية'' نجحت في الحديث عن التوعية بترشيد الكهرباء والمياه في المساجد التي هي جزء من مسؤولية وزارة المياه والكهرباء بالتوعية العامة عن الترشيد في المساجد وفي المنازل، لكن رسائلها أو وسائلها التي تستخدم لا تصل للمواطنين بشكل يسهم في توعيتهم بالشكل المطلوب، ونتمنى أن تستعين بمختصين في الدعاية والإعلام يستطيعون تنفيذ هذه الحملة بشكل جيد.
ويؤكد هاشم محمد الترشيد وأهميته وأنه يعد الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة الكهربائية المتوافرة واللازمة لتشغيل المنـشأة دون المساس براحة مستخدميها أو إنتاجيتهم أو المساس بكفاءة الأجهزة والمعدات المستخدمة فيها أو إنتاجها، لم نتعلمه ولا يعرف بعض المواطنين شيئا عنه، وهنا تكمن المشكلة في أن الوزارة لم تستطع إيصال المعلومة بشكل مناسب، ويتحمل أيضا جزءا من المسؤولية بالنسبة للتوعية بالترشيد في المساجد وزارة الشؤون الإسلامية، وكذلك بعض أئمة المساجد الذين لهم دراية بهذا الموضوع، إذ لا بد من التعاون بين الجميع على التعريف بالتوعية بشكل مناسب ويصل إلى جميع المواطنين.
تعليقات على موقع ''الاقتصادية''
وجاءت تعليقات على موقع ''الاقتصادية'' الإلكتروني حول الترشيد وسنكتفي بأهم التعليقات ونبدأ بالقارئ الذي رمز لاسمه بسلمان حيث يعلق على مشكلة الترشيد بقوله: المشكلة أن الهدر ليس فقط في المساجد، لكن في كثير من الدوائر الحكومية، حتى المساكن الخاصة، وهدر المياه أيضا مثلا مرة دخلت بعض الجامعات في العطلة الأسبوعية ووجدت التكييف والأنوار مضاءة وكذلك أنوار كثير من الشوارع وهلم جرا.
ويشير ابن الوطن (أبو وائل) الحمد لله أن محاربة الإسراف تتقوى نبضاته من بيوت الله وتجب محاربة الإسراف ومقوماته في كل الاتجاهات، وألا يكون الحديث عن الإسراف فقط في الكهرباء، بل حتى الإسراف في قوة أهوائنا وتحقيق مخافة الله، فعلينا الاهتمام بهذا الجانب خاصة في ظل اهتمام ولاة أمرنا بدعم بيوت الله والعناية بها.
ويقول عبد الرحمن إبراهيم إن الاهتمام ببيوت الله واجب علينا والمساعدة على ترشيد الكهرباء أمر مهم لا بد علينا من القيام به مساعدة لأئمة المساجد خاصة أن بعض الناس لا يعير ذلك اهتماما.
وتقول من رمزت لاسمها بمتفائلة بالأمل: إن الحملة التي طرحتها ''الاقتصادية'' ثقفت قراءها بالنسبة لما يتعلق بالتوعية لترشيد الكهرباء وتعرف بعضنا على أمور كانت خافية عليه، استفدنا فيها من متخصصين هندسيين كانت لهم أفكار ورؤى نتمنى أن يستفاد منها في تصميم المساجد مستقبلا، والمسؤولية تقع على الجهات المختصة بمسؤوليتها تجاه المساجد والتوعية بترشيد الكهرباء وكذلك المياه وليس في المساجد فقط، بل حتى المنازل نسأل الله التوفيق للجميع.
التوصيات
من خلال الحلقات الماضية يمكن أن نخرج بتوصيات يمكن الاستفادة منها في ترشيد الكهرباء منها ما هو متعلق بالصيانة وغيرها، وفيما يلي أبرز التوصيات التي توصلت إليها ''الاقتصادية'':
1- الاستفادة من دراسة البروفيسور ناصر بن عبد الرحمن الحمدي التي تناولت أساس تصميم الجوامع في معظم الدول الإسلامية الذي يرجع إلى النموذج النبوي، وذلك بوجود فناء courtyard مكشوف إلى السماء وتحيط به أربعة أروقة مغطاة وأكبرها رواق القبلة.
2- أهمية البساطة في تصميم المساجد، فقد كانت الجوامع التقليدية والمبنية بالطين والحجارة وفروع جريد النخيل والأثل في أغلب مدن المملكة، معتمدة على تصاميم بسيطة واستخدام مواد بناء متوافرة في البيئة الطبيعية، وكانت مستجيبة ومتلائمة مع ظروف المناخ ومتطلبات المصلين من حيث حجم المسجد ومرافقه، فقد عرف هؤلاء الناس كيف يتكيفون ويصممون ويبنون مساجدهم ومساكنهم في بيئات طبيعية صعبة، فقد ابتكروا لمبانيهم منذ آلاف السنين عناصر معمارية من أجل القيام بوظائف متعددة منها النواحي المناخية والجمالية والحسية والاجتماعية، بل إنهم استخدموا طرق وأساليب تبريد وتدفئة وطرقا إنشائية سهلة باستخدام مواد بناء متوافرة في البيئة الطبيعية المحلية.
3- وأوصت دراسة توثيقية عن عمارة المساجد التقليدية في قرية آل خلف في منطقة جنوب غرب المملكة، بأن البساطة في تصميم المساجد يجب ألا يتخلى عنها بحجة السرعة لإقامة مساجد جديدة وتوظيف عمارة حديثة مستوردة.
4- محاولة تقليل نسبة هدر الكهرباء في جوامع المملكة تصل إلى 70 في المائة، يهدرها ما يزيد على 20 ألف جامع، وذلك بأساليب توعوية مناسبة للمواطنين.
5- تطبيق أساليب معمارية ملائمة لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المساجد.
6- اقتراحات بتضمين ترشيد استخدام المياه والكهرباء في المناهج الدراسية.
7- اقترح المهندس الناجم في إحدى دراساته التي طرحها عبر ''الاقتصادية'' إلى العمل على إيجاد فناء للمساجد، وهو ينطبق عليه حكم المسجد وهو يسهم في تخفيض ثلث الطاقة الكهربائية في المسجد.
8- إيجاد فتحات لدخول الإنارة في المساجد تسهم في الاستغناء عن بعض الإنارة في بعض الأوقات لأنها تسمح بدخول الإضاءة الطبيعية.
التركيز على عمارة الداخل، ومن أهم النتائج المتوخاة لذلك تقليل التعرض للشمس، وشمسها المباشرة التي تعد السبب الرئيس في ارتفاع الأحمال الحرارية داخل المباني، أي أن إيجابيات العمارة الداخلية كبيرة.
9- إيجاد تصاميم معمارية تقلل الاستهلاك في المساجد من بداية إنشاء المساجد.
10 التخطيط المكمل لتصميم المسجد، وذلك بتخطيط المدن لمساعدة الأنظمة المعمارية.
11- إيجاد أساليب مناسبة تسهم في توعية المواطنين بترشيد الكهرباء.