د. بادحدح: التسول في المساجد صورة محزنة ومؤلمة نتمنى اختفاءها
أكد الدكتور علي بن عمر بادحدح عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، أن الصورة المحزنة والمؤلمة المتكررة الدائمة التي ألفها الناس حتى صاروا ينكرون على من ينكرها وهو ''السؤال في المساجد والتسول فيها'' مع أننا نسمع قول الله جل وعلا: ''وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا''، قال السعدي في تفسيره: ''المقصود الأمران معاً: دعاء العبادة، ودعاء المسألة''، كيف تسأل في بيت الله غير الله؟ وقد كان هشام بن عبد الملك يطوف ـــ مرة ـــ بالبيت الحرام، فلقي سالم بن عبد الله ـــ من أئمة التابعين ـــ فسلّم عليه، وقال: سلني حاجتك! قال: إني أستحي من ربي أن أسأل غيره وأنا في بيته! فلما خرج قال: نحن الآن قد خرجنا من المسجد فسلني حاجتك! قال: من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة؟ قال: من أمر الدنيا، فأمر الآخرة لا أملكه! قال: أما الدنيا فما سألتها من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها!
وأضاف: أن هذا من الأمور المهمة، ويؤكد هذا حديث لو تأملنا في نصه لأدركنا هدي النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وهذا الحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه عند البخاري في صحيحه يقول فيه المصطفى عليه الصلاة والسلام: ''من سمع رجلا ينشد ضالته في المسجد فليقل: لا ردّها الله عليك؛ فإن المساجد لم تبنَ لهذا''. هذا لا يسأل الناس مالاً! وإنما له حاجة ـــ ضلت عليه ناقته أو بعيره ـــ يقوم فيقول للناس: بعيري كذا وكذا هل رآه منكم من أحد؟ وفي رواية أخرى عند البخاري أن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال: ''من نشد عن الجمل الأحمر؟! لا رده الله عليه''. ومضى يقول هذه مسألة مهمة ينبغي أن نعرف أن السؤال خاصة على الهيئة التي نراها من التشكي وعرض ما قد يكون صحيحا أو غير صحيح من أنواع البلاء والابتلاء الرباني كأنما هو اعتراض على قدر الله، وكأنما هو شكوى لغير الله، ثم هو في غير موضعه الصحيح وعلى غير صفته المشروعة بحال من الأحوال.