المشيقح: هناك مقاصد وحكم عظيمة من أجلها شرعت صلاة الجماعة
أوضح الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم أن صلاة الجماعة في المسجد كما هو معلوم واجبة، والدليل على الوجوب أن الله ـــ عز وجل ـــ أمر بالصلاة مع المصلين، فقال سبحانه وتعالى: ''وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ'' (البقرة:43)، وفي حديث أبي موسى وابن عباس ـــ رضي الله تعالى عنهم ـــ أن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال: ''من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إلا من عذر'' أخرجه أبو داود (551)، وابن ماجه (793). وكذلك أيضاً لحديث أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ عن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم: ''لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم''. صحيح البخاري (644)، وصحيح مسلم (651). ومما منعه من ذلك أنه لا يعذب بالنار إلا رب النار. وهكذا حديث عبد الله بن أبي أم مكتوم ــــ رضي الله عنه ــــ لما استأذن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ فقال له: ''هل تسمع النداء بالصلاة؟'' قال: نعم، قال: ''فأجب''. وفي رواية: ''لا أجد لك رخصة''. أخرجه مسلم (653)، وأبو داود (552). وأيضاً في قول النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: ''لا صلاة لرجل فرد خلف الصف''. أخرجه أحمد (15862)، وأبو داود (1003)، وابن حبان (2203). قال ابن القيم ـــ رحمه الله ـــ فكيف بمن كان منفرداً عن الصف وعن الجماعة.. إلى آخره.
ومضى يقول كما أن مما وأيضاً يدل على هذا أيضا حديث ابن مسعود ـــ رضي الله عنه ـــ قال: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ـــ وفي رواية: أو مريض ــــ ولقد كان الرجل يوتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. صحيح مسلم (654). وأما فعلها في المسجد فالصواب أيضاً أنه واجب لمن قدر على ذلك، ولا يسقط إلا عند المشقة الظاهرة؛ لما تقدم من قول النبي ــــ صلى الله عليه وسلم: ''من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر''، وكذلك قوله ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ للأعمى: ''أجب''، وكذلك أيضاً فعل الصحابة ـــ رضي الله تعالى ـــ عنهم فلقد كان الرجل يؤتى به بين الرجلين حتى يقام في الصف، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق.
ولأن الجماعة لو لم تشرع في المسجد لفاتت الحِكَم العظيمة والمقاصد الشرعية التي من أجلها شرعت الصلاة، وأيضاً لم يكن هناك كبير فائدة في بناء المساجد.