إقامة المشروعات من بلاد ما بين النهرين القديمة إلى العصور الحديثة
ازدهرت إقامة المشروعات في بلاد ما بين النهرين في الفترة بين عامي 3500 و1200 قبل الميلاد. ولأن جنوب بلاد ما بين النهرين يفتقر إلى الموارد الحيوية مثل القطن والأخشاب، فقد لجأ السكان هناك إلى ابتكار نظام التجارة والتبادل التجاري. انتقلت التجارة غربا من الشرق الأدنى إلى البحر الأبيض المتوسط.
لقد تم الكشف عن موقع أثري يرجع تاريخه إلى عام 1200 قبل الميلاد ويشتمل على مخازن وسجلات محاسبية، إلا أن صعود الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية كان له تأثيرات سلبية على التجار الذي يسعون لتحقيق الأرباح.
بينما تنتقل الثروة من جيل إلى جيل، بدأ اليونانيون والرومان في تقدير الثراء الذي يكتسب عن طريق الغزوات بدلا من الثروات التجارية. وكانت للغنائم الحربية سمعة طيبة وأكثر شرعية من أرباح المشروعات التجارية.
شهد العالم الإسلامي علاقة قوية بفكرة التجارة وإقامة المشروعات. خلال العصور الوسطى، فتح التجار من الشرق الأوسط أسواقا جديدة في شرق إفريقيا، حيث أدخلوا إليها نظام المحاسبة، والحساب، والعملة، وجعلوا من اللغة العربية لغة للتبادل التجاري.
إلا أن النشاط التجاري الإسلامي شهد تباطؤا، وتخلفت الدول الإسلامية عن الغرب في التنمية الاقتصادية. وجاءت فترة استغرقت ألف عام كان فيها لأمريكا الشمالية أوروبا وشرق آسيا قصب السبق في أنماط التجارة التي جلبت لهم الازدهار، بينما تخلف وراءهم الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
تحولت أوروبا من حالة الركود إلى أن صارت مركزا تجاريا في العصور الوسطى (500 - 1500 ميلادية). وشجع صعود طبقة النبلاء عملية الازدهار الاقتصادي. وكانوا يتفاخرون بالإسراف والتبذير اللاعقلاني في الإنفاق. كان كل واحد من هذه الطبقة يحتاج إلى قلعة وغذاء وترفيه وفرق من الجند بخيولها ودروعها وأسلحتها. كل هذه الاحتياجات بالطبع كان يلزمها الكثير من عمليات التبادل التجاري.
جاء اختراع المحرك البخاري ليقدم دفعة جديدة للنشاط التجاري بعد أن تم استخدامه في تسيير القطارات والسفن. وأدى نجاح القطارات إلى نشاط حركة مد السكك الحديدية في أنحاء أوروبا. وشجع النشاط الاقتصادي العمال على المطالبة بتحسين أجورهم.
بحلول عام 1900، كانت بريطانيا على قمة الاقتصاد العالمي. كانت نسبة عدد سكانها أقل من 2 في المائة من عدد سكان العالم، إلا أن مشاركتها في التجارة العالمية من السلع المصنعة كانت تصل إلى 35 في المائة. إلا أنها فقدت هذه المكانة بحلول القرن الـ 20.