عزيزي الموظف.. كن مبادراً
عزيزي الموظف الانطباع الأول يدوم، وعندما تلتحق بالعمل في مؤسسة من المؤسسات، عليك أن تبدأ بداية قوية، فالتقاعس في هذه المرحلة سيولد انطباعاً سلبياً لدى مديرك أو رئيسك لن تستطيع تغييره بسهولة، والتحلي بروح المبادرة ربما سيكون خطوة كبيرة نحو تبوء مكانة متميزة في عملك.
روح المبادرة هذه أول سمة سيبحث عنها مديرك عندما تلتحق بالعمل، ومن خلال روح المبادرة سيستطيع توقع الكثير من السمات الأخرى. والمبادرة كما يوصفها روبرت كيلي في كتابه ''استراتيجيات التميز'' أنها تشمل رغبتك في تحمل مسؤوليات إضافية بخلاف المسؤوليات المحددة في توصيفك الوظيفي، وأنك قد تمارس أعمالاً إضافية في القسم الذي تنتمي إليه أو في فريق العمل الذي تنضم إليه. روح المبادرة تظهر أيضاً في تمسكك بتنفيذ رؤية معينة حتى لو اعتقد الآخرون أن المهمة يصعب تنفيذها.
عزيزي الموظف إن امتلاكك روح المبادرة قد يكون سبباً لقطع خطوات سريعة في مجال التفوق الوظيفي، وحتى لو أنك ملتحق بعملك منذ سنوات طويلة، فإن ظهور هذه الروح في ممارستك عملك سيؤدي بلا شك إلى تغيير اتجاهات كل من حولك بشأن قدراتك في العمل. بالفعل الفرصة متاحة دائماً لإبداء روح المبادرة.
يقول ستيفن كوفي في كتابه ''العادات السبع للناس الأكثر فاعلية''، إن الأخذ بزمام المبادرة لا يعني أن تكون مندفعاً، بغيضاً أو عدوانياً، ولكنه يعني أن تدرك مسؤوليتك في صنع الأحداث. ويضيف أيضاً أن الفرق بين الأشخاص الذين ينتهجون أسلوب المبادرة وأولئك الذين لا يسلكون المسلك نفسه هو بالضبط كالفرق بين الليل والنهار. ويستطرد كوفي قائلاً: ولست أتحدث عن فارق 25 أو 50 في المائة في الفاعلية، بل أتحدث عن فارق يصل إلى 1000 في المائة، خاصة إذا ما اتسم أصحاب المبادرة بسمات الذكاء والوعي والفهم تجاه الآخرين.
عزيزي الموظف: أنت تستطيع أن تمتلك روح المبادرة من خلال دراسة المشكلات التي يواجهها قسمك، ومن خلال دراسة المشكلات التي تواجهها مؤسستك، من خلال دراسة المشكلات التي يواجهها عملاء مؤسستك، أبحث عن حلول لهذه المشكلات، لا يهم أن تكون هذه الحلول شافية وكاملة تماماً، ولكن اطرح تصوراتك في حدود قدراتك، وفي حدود ما يصل إليه ذهنك، وتشجع في عرض ما توصلت إليه. أيضاً إذا كنت تسعى إلى امتلاك روح المبادرة فلا تكتفي فقط بعرض الأفكار وتركها للرئيس أو المدير كي يتولى شأنها، ولكن تابع تنفيذها مع مديرك واشترك معه في مواجهة العقبات، دافع عن فكرتك حتى الرمق الأخير طالما ثبت أن هذه الفكرة تعود بالنفع على مؤسستك.
عزيزي الموظف: هناك شيء مهم يجب أن تدركه في بداية تحليك بروح المبادرة، وهو أن تبادر بفعل أشياء معينة أو أفكار محددة لا تؤثر بشكل مباشر في أرباح المؤسسة، فربما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتثبت الفكرة فشلها، وربما يعرضك هذا لكثير من المتاعب في عملك وربما يسبب لك الإحباط. حاول أن تتقدم بأفكار تتناول جوانب أخرى بعيداً عن الربحية، مثل تنظيم إجراءات العمل، أو تصميم مكان العمل، أو إدخال تحسينات في بيئة العمل، أو إدخال تطوير ما في التعامل مع العميل. وتذكر دائماً أنه ليس بالضرورة أن تنجح كل مبادراتك، فالفشل وارد، ولكن تعاطيك مع الفشل هو الذي سيجعلك تكتسب الخبرات مع كل مبادرة ناجحة أو فاشلة، وتذكر دائماً أنه لا يوجد فشل ولكن توجد نتائج كنت تسعى إلى تحقيقها ولم تحدث.
عزيزي الموظف: أعرف أنك من الممكن أن تفكر في أن تحليك بروح المبادرة قد يخلق مشكلات مع زملائك أو حتى مع رؤسائك، فالأخذ بالمبادرة أو بأفكارك المطروحة في الغالب يتطلب إحداث تغييرات ما، والناس من حولك ليس كلهم يرحبون بالتغيير. احذر التفكير في عداوات الآخرين، فمثل هذا التفكير سيدمر روح المبادرة لديك. المطلوب منك أن تتحلى بروح الشجاعة فالمبادر شجاع دائماً، درب نفسك على مواجهة الصراعات وعدم تقبل الآخرين لأفكارك ومبادراتك، اقترب منهم ووضح لهم أنك تريد مصلحة العمل، بل يمكنك أن تشاركهم أفكارك وتتعرف على تصوراتهم بشأنها، لا تخف، تقدم وكن مبادراً.