الشيخ بن حميد في ملتقى ربوة الرياض: السلفية ليست مذهبا أو حزبا
أكد الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أن السلفية ليست مذهباً أو حزباً لكن منهج السلف الصالح, محذراً من خطورة الانتماء للأشخاص وتعظيمهم أو التحاكم لفهم بعضهم للنصوص.
وأضاف الشيخ بن حميد في محاضرته في ملتقى ربوة الرياض يوم الجمعة التي حملت عنوان "خطر الأحزاب على المسلمين"، أن تعظيم الأشخاص والغلو فيهم إلى حد القول بعصمتهم من الخطأ, خطر عظيم يهدد وحدة المسلمين ويفتح باب التنازع والتفرق, فليس معصوماً من الخطأ إلا الأنبياء والرسل, والرسول - صلى الله عليه وسلم - "لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى"، أما غيره فينطقون بالخطأ والصواب.
وقال: "إن تفرق الناس إلى مذاهب وفرق وأحزاب ظاهرة موجودة, والتنازع بينها مظهر من مظاهر ضعف الأمة, وبذرة التفرق تسقى دائماً بماء التنازع لتخرج من طينتها أمراض التنابز بالألقاب والتعصب البغيض بغض النظر عن امتلاك هذه الفرق الصواب من عدمه".
#2#
واستطرد بن حميد قائلا: "إن الله سبحانه وتعالي سمي أهل الحق "حزب الله" فالمقصد أن الحزبية والطائفية موجودة لكن يظل منهج الحق ظاهر", مشيراً إلى أن الأمر يظل بحاجة إلى شيء من التمحيص والالتزام بالضوابط وتقييم الخطاب للعلماء مع رؤوس أهل العلم وشيوخ المذاهب وليس لعامة الناس.
وتابع: "نحن سلفيون والسلف الصالح ليس مذهبا أو حزبا، بل منهجا تنتمي إليه وليس للأشخاص, فالحق غايتنا أينما وجد, والمنهجية أن ننسب لمنهج ونتحاكم للنص وليس لفهم النص, ونستعين في ذلك بمفهوم الصالحين الأخيار".
وزاد: "إن التحزب, ليس حكراً على أمة الإسلام، بل موجود أيضاً عند أبناء الملل الأخرى, والكتابات التنظيرية في قرون الأمة تؤكد ذلك, وترصد مظاهر التعصب المرتبط بمذهب أو فكر شيخ بعينه أو بلد بعينه, وقد تندثر بعض هذه المذاهب وتظهر مذاهب أخرى, ووجود هذه الفرق والمذاهب لا يعني مشروعيتها أو بطلانها ولا يعني بالضرورة أنها ضارة, لكن التنازع فيما بينها وتعصب كل أبناء مذهب أو فرقة لها هو الخطر الذي يجب أن نحذره ونتنبه إلى آثاره الوخيمة على وحدة المسلمين".
وأشار الشيخ بن حميد إلى أن من علامات التعصب ضيق الأفق, وعدم قبول الرأي الآخر, وصعوبة الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه عملياً, وأن بعض من يسقطون في دائرة التعصب يتمسكون بالخطأ إعجاباً بالنفس وحرصاً على ألا تهتز ثقة الناس به, وهذا يتنافى مع صفات العالم الحق.
ولفت بن حميد إلى أن من مظاهر التعصب الازدراء بالآخرين في آرائهم بحق أو غير حق, وقد يصل الأمر إلى حد الاستهزاء بهم والسخرية منهم, وهذا من أقبح مظاهر الحزبية المصحوبة بشيء من الجهل. وقال: "لا يقبل أن يصل التعصب أو الحزبية إلى ظلم الآخرين أو تتبع عوراتهم, ولا يجوز للعلماء أن يغضوا الطرف عن هذه الأخطار، بل أن يطرحوها للنقاش لتجنب الفرقة والتنازع".