كيف نجح الـ «معقب» في قيادة «صيف بريدة»؟
في وقت قل ما تجد فيه شبابا ذوي قيمة لمجتمعهم، يفيدون أبناء جيلهم ووطنهم الذي يأويهم. ظهر عبد الله المهوس شاب مفعم بالحيوية والنشاط، ليحول أحد أكبر المهرجانات الصيفية في منطقة القصيم من طور التقليدية إلى بث روح التفاعل والابتكار وطرح لغة الحوار وزرع السجايا الجميلة لدى سواعد المستقبل.
في مهرجان بريدة الصيفي استطاع الشاب عبد الله المهوس بصفته قائدا للمهرجان أن يغير وجهة شباب المحافظة (بريدة) من الملل والفراغ وتبديد الوقت، إلى الابتكار والحيوية والمشاركة وبث لغة الحوار. الإصرار والعزيمة ودماثة الأخلاق، تماما كما هي صفات الشاب المهوس - الذي يصفه أبناء المنطقة بـ "العصامي". هي دروس تعلمها الكثير من نشء وشباب بريدة عبر ارتيادهم المتكرر للمهرجان الصيفي في بريدة، ليعكس بذلك الدور الأمثل الذي من أجله تقام مثل هذه المهرجانات.
لم يدر بخلد الشاب المهوس الذي انطلق للحياة العملية عبر بوابة التمور التي كان فيها بائعا قبل أن ينتقل للعمل "معقبا" - تلك الوظيفة التي يقوم صاحبها بمهمة تخليص معاملات منشآت القطاع الخاص لدى الدوائر الحكومية - أن يقود مثل هذا المهرجان، وأن يوصف بالبنان بعدما أصبح في عمر قصير رمزا من رموز منطقته في حبه لغرس القيم الحميدة لدى الشباب والمساهمة في إسعاد الآخرين.
المهوس الذي شغل قبل شهرين فقط منصب رئيس مجلس إدارة شركة القصيم الزراعية - إحدى كبريات الشركات السعودية المساهمة في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية، وعضوا في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في منطقة القصيم، لم تبعده هذه المناصب التجارية عن إشباع غروره في تبني قضايا الشباب، وأن يقدم لهم الكثير من الفعاليات والأنشطة التي تشغل فراغهم بما هو مفيد خلال إجازة الصيف، وباعتبارها ضالته التي كان يبحث عنها عندما كان في سنوات عمره الأولى ولم يجدها.
استطاع الشباب المهوس عندما تولى زمام الأمور في مهرجان بريدة الصيفي لهذا العام، أن يحول العديد من فعالياته إلى برامج موجهة للشباب انطلاقا من بلورة فكرته في إنشاء "كوفي للحوار" يشرف عليه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
ويرى المهوس - الذي كان محل مدح وثناء من الكثير من أبناء المجتمع وعلى رأسهم الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم نظير ما يقدمه من برامج تلبي متطلبات ورغبات الشباب - أن لدى أبناء البلد طاقات كامنة لم تفعّل بالطريقة التي يريدها الشاب نفسه، وليس كما يريدها المجتمع.
وقال المهوس إن تدرجه في العمل أكسبه مزيدا من الخبرة والمعرفة بما يحتاج إليه الشباب سواء من الفعاليات أو الجهات، كما لم يكن غاية طموحه أن يكون قائدا لمهرجان صيفي، لكنه احتسب ذلك ضمن المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن يقدمها لأبناء وطنه وخدمة مجتمعه.
ويفتخر المهوس بأن تجربته العملية أكسبته المزيد من المعارف، ليحقق على أرض الواقع ما كان يحلم به كشاب، بأن يكون ذا دور فاعل وشخصية متحركة في كل المناسبات المهمة، بل ورقما صعبا في المنافسات.
يقول عدد من الشباب ممن يرتادون مهرجان بريدة الصيفي، بأن المهوس نجح بالفعل في ملامسة ما يحتاج إليه الشباب من برامج وعمل بكل جهد، في ابتكار برامج تلبي طموحاتهم وترتقي بهم في مواقع مهمة للغاية. ووصف شباب بريدة ابتكار عبد الله المهوس لفكرة تأسيس كافي حواري بـ "الخطيرة"، باعتباره استطاع من خلالها إيجاد فرصة أمام الشباب لإبراز قدراتهم الحوارية، وتفجير الطاقات التي لديهم حيال طرح أفكارهم، ومناقشتها بطريقة حضارية وفقا للمنطق، وتحترم أدب الحوار الذي يعد فنا من الفنون التي يجب أن تتقنها جميع المجتمعات الشبابية، خاصة في بلادنا التي تعتمد في منهجها على الشريعة الإسلامية التي تحث على التفاهم والتسامح والتشاور والحوار.