مطلوب جلسة تصوير عاجلة
ليس عمرك ولا حتى جنسك ولا تجولك بمفردك في منطقة غير آمنة هو ما يجعلك عرضة للاعتداء من قبل الآخرين، بل إن طريقة مشيتك ولغة جسدك ونظراتك هي المعيار في سهولة أو صعوبة الاعتداء عليك، هذا ما توصلت إليه الباحثة بيتي جريسون من قسم التسويق والتواصل فيUniversity Hofstra في نيويورك والتي تذكر في بحثها بأن بعض ضباط الشرطة والكثير من المجرمين المعتقلين يبدون قادرين على تحديد الضحية المحتملة التي لا تبدي إلا القليل من المقاومة للاعتداء من خلال نظرة واحدة، فهل يستخدم رجال الشرطة والمجرمون سحرا خاصا لذلك؟ أم أن هناك إشارات أو تلميحات سلوكية محددة يستدلون منها؟
كانت هذه الأسئلة هي محور بحث جريسون، و للإجابة عن ذلك فقد قامت بتثبيت آلة تصوير فيديو مخفية في أحد الشوارع من أجل أخذ لقطات أمامية للناس أثناء مرورهم، وكانت تقوم بتسليط آلة التصوير على كل شخص لمدة سبع ثوان تقريبا وهي الفترة الزمنية التي يستغرقها المجرم - من وجهة نظرها - لتقدير طبيعة الضحية أو تكوين رأي بشأنها، ومستعينة بهذه الصور وبآراء نزلاء السجون في طبيعة الأشخاص الذين صوروا في تلك الأشرطة ومستوى مقاومتهم للاعتداء، فقد تمكنت جريسون من التوصل إلى وضع مقياس لاحتمالية الاعتداء، حيث قامت بعرض الأشرطة على نحو 60 نزيلا من الذين أدينوا باعتداءات عنيفة على الغرباء، وطلبت منهم أن يقدروا احتمالية اعتدائهم على الحالات المسجلة في الأشرطة وتصنيفهم من الأكثر قابلية للاعتداء عليه كفريسة سهلة إلى الأصعب الذين يجب تجنبهم لأن الموقف سيكون صعبا معهم، وحين يتفق أكثر من نصف السجناء على حالة ما كضحية محتملة فقد كانت تجمع تلك الحالات في مجموعة مستقلة وصل عدد أفرادها إلى 20 شخصا، وبمساعدة Jody Zacharias المدير التنفيذي لمعهد لبان لدراسات الحركة قامت جريسون بتحليل طريقة مشي هؤلاء الضحايا الـ20 المحتملين، وتبين لها بأن هؤلاء الأشخاص لديهم حركات تشير بوضوح إلى ضعفهم وقابلية الاحتمال عليهم، حيث يميلون إلى اتخاذ خطوات ذات أطوال غير عادية فهي إما قصيرة جدا وإما طويلة جدا، وبدلا من أن يطأوا الأرض بأعقاب أقدامهم ثم بمقدماتها فإنهم يطأونها بباطن أقدامهم، وبدلا من تحريك الذراع اليسرى عند الخطو بأقدامهم اليمنى فإنهم يحركون اليسرى منها مع الأقدام اليسرى، واليمنى مع القدم اليمنى، كما أنهم يحركون جذوع أجسامهم بشكل عرضي إلى الجزء السفلي من جسدهم، وهذا ما جعل الباحثين يؤكدون أن الضحايا المتكررة الاعتداءات قد يتمكنون من حماية أنفسهم بدرجة كبيرة عبر تدريبهم على كيفية تغيير تلك الحركات، وهذا يؤكد مغزى الدراسة التي توصل إليها العالم الفرنسي ألبرت مهاربيان من جامعة هارفارد بأن 93 في المائة من عملية التواصل تكون غير ملفوظة، وأن الاتصال اللفظي له 7 في المائة من التأثير فقط، أما نبرة الصوت فتمثل 38 في المائة، بينما تشغل الحركات التعبيرية نسبة 55 في المائة من عملية الاتصال.
ما علاقتك بذلك؟ وهل يمكنك الاستفادة من ذلك البحث في تطوير شخصيتك؟
بالتأكيد لأن هذا يعني بأن حركات جسدك وخطواتك الواثقة تنقل رسالة مفادها الثقة واحترام الذات لمن حولك، وعندما تتبنى ذلك الأسلوب يفهم من حولك في العمل أو في الحياة بأنك شخص واثق، فللضعفاء حركات وخطوات وللواثقين حركات وخطوات، وكل ما يحيط بك يعطي انطباعات كثيرة عنك لمن حولك أشد تأثيرا من كلماتك، طريقة ملابسك، صوتك، نظراتك، حركات يديك، تصفيفة شعرك، كل ذلك يترجم لأحكام عند الآخرين، وإذا لم تكن واعيا حتى الآن بنوعية الرسالة التي تنقلها لغة جسدك لمن حولك فاحذر من التجول بمفردك ليلا إلى أن ترتب جلسة تصوير فيديو خاصة بك!