سرية البيانات البنكية طوق النجاة من الاحتيال

أثبتت التجارب العملية أن معظم عمليات الاحتيال والنصب المالي والمصرفي، التي يتعرض لها عملاء المصارف على مستوى العالم هي في بعض منها نتيجة تساهل العملاء وتهاونهم في التعامل مع بياناتهم البنكية، بما في ذلك الأرقام السرية الخاصة ببطاقاتهم المصرفية المختلفة.
نتيجة لهذا التهاون يقع العملاء ضحايا لخطط المحتالين والنصابين، الذين عادة ما يتربصون لمثل هؤلاء العملاء، لكون التهاون في التعامل مع البيانات البنكية يمكنهم من تنفيذ خططهم الإجرامية بسهولة ويسر ومرونة مطلقة.
بغية المحافظة على بيئة مصرفية عالمية آمنة، تمكن العملاء من تنفيذ عملياتهم المصرفية المختلفة بأمن وسلامة بعيدا عن عمليات الاحتيال والنصب المالي والمصرفي المختلفة تستثمر البنوك على مستوى العالم مبالغ طائلة في تدعيم أجهزتها وأنظمتها البنكية، بما يحقق وكما أسلفت الأمان المصرفي المنشود للعملاء، وبالذات لدى استخدامهم القنوات المصرفية الإلكترونية في إنجاز عملياتهم المصرفية المختلفة.
البنوك السعودية بذلت جهودا كبيرة في الماضي ولا تزال لتوفير الحماية اللازمة لأنظمتها المصرفية المختلفة، وتجنيبها من أن تكون عرضة للاختراق من قبل النصابين والمحتالين، بمن في ذلك من يعرفون بالهاكرز، كما أنها حصنت قنواتها الإلكترونية المختلفة بأحدث وسائل الحماية المعروفة على مستوى العالم، إضافة إلى ذلك أطلقت عدداً من حملات التوعية المصرفية، التي استهدفت تعريف العملاء بمختلف عمليات النصب والاحتيال المالي والمصرفي وسبل الوقاية منها.
آخر حملات التوعية التي أطلقتها البنوك السعودية مع انطلاقة موسم صيف هذا العام، حملة بعنوان: ''لا تفشيها''، التي استهدفت ترسيخ مفاهيم سرية المعلومات البنكية، وأهمية المحافظة عليها، باعتبار أن المحافظة على البيانات البنكية وعدم إفشائها للغرباء والمجهولين تحت أي ظروف، تعد بمثابة طوق نجاة من الوقوع في عمليات نصب واحتيال مالي ومصرفي، لا قدر الله.
أكدت البنوك السعودية عبر حملات التوعية المختلفة، التي أطلقتها خلال الأعوام الماضية وخلال هذا العام، أن العميل يعد حجر الزاوية ومحور الارتكاز لصد عمليات الاحتيال والنصب المالي والمصرفي، باعتبار أن محافظة العميل على بياناته المصرفية والشخصية وعدم إفشائها للآخرين تحبط مخططات المحتالين والنصابين، وتحد من قدرتهم المرتبطة بالإيقاع بضحاياهم، ومن هذا المنطلق أكدت جميع الحملات عدم إفشاء المعلومات البنكية لجهات مشبوهة أو أفراد مشبوهين تحت ذرائع مختلفة، من بينها تحديث البيانات البنكية، أو الفوز بجائزة نقدية وخلاف ذلك.
إن تضافر جهود البنوك السعودية وعملائها، وبالذات فيما يتعلق باستجابة العملاء للتعليمات والإرشادات التي تصدرها البنوك في مجال التوعية بعمليات الاحتيال المالي والمصرفي، سيكون بمثابة مرصاد قوي للمحتاين وللنصابين، وسيكفل للمملكة وجود بيئة مصرفية ومالية نظيفة من عمليات الاحتيال، كما أن ذلك سيحافظ على أموال العملاء من أن تكون عرضة للضياع أو للسرقة، لا سمح الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي