تعاون نوعي بين المؤسسات المالية الإسلامية ومدارس الأعمال المتخصصة

تعاون نوعي بين المؤسسات المالية الإسلامية ومدارس الأعمال المتخصصة

طلب متزايد للتخصص في المصرفية الإسلامية وإقبال كبير على المدارس المتخصصة في هذا المجال في عديد من دول العالم، فقد كشف تقرير أعده دينار ستاندر أن الطلب على التمويل الإسلامي وتأسيس مرافق استثمارية إسلامية في مختلف دول العالم جعلا هذه الكليات موضع اهتمام عديد من الطلاب والباحثين الخبراء، وكشف التقرير وجود اهتمام بكليات الإدارة المتخصصة في التمويل الإسلامي والدورات المقدمة من المؤسسات المالية الإسلامية ومؤسسات الأبحاث المتخصصة في الخدمات المالية الإسلامية، وقالت الدراسة إن 50 كلية ومدرسة متخصصة في المصرفية الإسلامية في دول تتبع منظمة التعاون الإسلامي ست منها تقدم المالية الإسلامية بأربعة برامج للدبلوما، ومن أبرز هذه الدول ماليزيا، والقائمة التي تضمنها التقرير ليست مجمل المدارس العالمية وإنما فقط ما يتعلق بالمؤسسات التي تتبنى وبشكل متخصص المالية الإسلامية في تدريسها.
وتشير التقارير العالمية إلى أن الطلب على دراسات المالية الإسلامية تضاعف بعد الأزمة المالية العالمية، خاصة مع حالة النمو التي تجاوزت ما بين 20 و25 في المائة في مجال التمويل الإسلامي، وتطوير وتقديم المنتجات والقروض المتوافقة مع الشريعة، والتزام عديد من المؤسسات المالية التي تتعامل مع التمويل الإسلامي بمعايير وشروط الشريعة وضوابطها الشرعية، ونتيجة لهذا النمو والطلب العالمي على المصرفية الإسلامية، فإن ذلك أنعش الطلب على المتخصصين في هذا المجال من المهنيين والمصرفيين الذين عملوا في مؤسسات مالية إسلامية، خاصة الخبراء والعلماء في مجالي العقود القانونية والمالية للشريعة الإسلامية وأعضاء الهيئات الشرعية ممن يمتلكون لغات عدة ولهم معرفة بالجوانب الاقتصادية.
ومحصلة لهذا الطلب المتنامي والاهتمام الكبير لجأ عديد من المدارس المتخصصة في التمويل والجامعات والكليات في مختلف الدول الأوروبية إلى تأسيس مرافق تعليمية وتدريبية وبرامج دراسات عليا وبالتعاون مع مؤسسات متخصصة في الشرق الأوسط لمنح درجة الماجستير في التمويل الإسلامي تتضمن دورات متخصصة في الجوانب الشرعية والقانونية والاستثمارية.
وعلى الرغم من أن البعض يرى أن ثمة صعوبة في مهمة البحث عن فرص عمل للخريجين إلا أن الدورات المتخصصة تكسب هؤلاء الخريجين مميزات تجعلهم تحت الطلب، لا بل ويصبحون مع الوقت علامات مميزة ومطلوبة على مستوى عالمي، وتضيف التقارير أن ظاهرة المصرفية الإسلامية وانتشارها في الدول الغربية أنعشت الآمال باتجاه دمج الأعمال التجارية في المبادئ والضوابط الأخلاقية، ويمكن للمصرفية الإسلامية مستقبلا أن تصبح معيارا لهذا التوجه في مدارس الأعمال الغربية.
وفي هذا المجال يؤكد هاندي ريسزا وهو مشرف على برامج تعليمية جامعية محترفة ومتخصصة في المصرفية الإسلامية، أن الطلب على التخصص أصبح ميزة وضرورة في عالم اليوم، خاصة لصناعة ناشئة وقوية في ظل أزمة مالية عالمية وأخلاقية أدت إلى سيادة توجه عالمي نحو الاطلاع على الاقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية وأخلاقيات الاقتصاد الإسلامي ومقاصد الشريعة وضوابطها، وقال: نعمل على أن نربط بين الأكاديمي النظري وبين مجموعة الخبرات العملية للمؤسسات المالية، وعليه، فإننا نعتمد نظاما قائما في جزء منه على الدورات المتخصصة في المؤسسات المالية الإسلامية ومتابعة للمؤتمرات المتخصصة في التمويل الإسلامي ورصد ومتابعة آراء الخبراء والعلماء والتأسيس البحثي المنهجي في المصرفية الإسلامية PGSB تتضمن التخصص في المنتجات المالية الإسلامية والخدمات، والتركيز على الجانب النظري والعملي academias practitiners. المزيج الأمثل بين تنمية المهارات وبناء المعرفة.
يشار إلى أن هناك شراكات بدأت تعقد بين المؤسسات المالية الإسلامية وعديد من مؤسسات البحث العلمي والجامعات والكليات المتخصصة في تطوير المنتجات والأعمال، والعقود الإسلامية، والاستثمارات الإسلامية وأن هذه الجامعات بدأت تمزج النظري بالعملي في طرق تدريس جديدة تهدف إلى منح الطلاب الجدد الخبرة العملية التي يستفيدون منها في أعمالهم اليومية، كما بدأت المؤسسات المالية الإسلامية ابتعاث موظفيها الجدد إلى هذه الكليات المتخصصة لأخذ الدورات المتخصصة في جانب محدد على أن تكون هذه الدورات جزءا من متطلبات الدراسات العليا، وهو نوع غير مسبوق من التعاون بين هذين القطاعين.

الأكثر قراءة