إطار اللعب: استخدام الألعاب كاستراتيجية للنجاح

إطار اللعب: استخدام الألعاب كاستراتيجية للنجاح

في حالة فقدان الإرادة، يفتقد الناس الحافز ويتسمون بعدم الاهتمام، ولا يرون قيمة في أي نشاط أو سلوك. كما أنهم يرفضون المشاركة. الألعاب تعالج فقدان الإرادة لأنها مصممة لإشراك الناس فيها، وتقدم وعودا بالإثارة والاستمتاع.
كما تقدم الألعاب أيضا الحكم الذاتي والسيطرة. فعندما يلعب المرء لعبة ما، يتولى هو زمام الأمور. وما يحدث يعتمد عليه. إن العناصر التي تدفع الناس للمشاركة وتزيد من تحفيزهم هي المتعة والسيطرة والاستقلال.
تضعنا الألعاب في وضع التعلم، فعندما نلعب اللعبة لأول مرة، لا يكون مستوانا فيها جيدا، ومن المتوقع أن نرتكب الكثير من الأخطاء. وكلما لعبناها، كلما صار مستوانا أفضل. وفي النهاية يتقن اللاعب اللعبة وينتقل إلى المستوى التالي منها.
إن استيعاب شيء ما يعني أن نفهمه فهما شاملا لدرجة أن يصير جزءا منا. ينطبق مفهوم الاستيعاب أيضا على أماكن العمل. فمثلا المحاسب الذي يقضي خمس سنوات من العمل في المنصب ذاته في القسم ذاته في الشركة ذاتها يكون قد استوعب كل ما له علاقة بوظيفته تماما. المشكلة أنه بمجرد إتمام الاستيعاب، يصاب المرء بالملل. حيث لا يكون هناك المزيد من التعلم أو الاكتشاف.
يوضح الكتاب الأسباب التي تجعل الألعاب جذابة، ذلك أن الناس يكونون سعداء وأكثر فعالية عندما يكون لديهم المستوى الصحيح من المهارات لمواجهة التحديات التي يواجهونها في اللعبة. فإذا لم يكن لديهم هذا المستوى من المهارات، فإنهم ربما يكونون متشوقين للعب إذا ما كانت مهاراتهم أعلى من التحدي الذي يواجههم، فسيشعرون بالملل.
أي أن الناس يحتاجون إلى التحديات التي تتجاوز قليلا مستوى مهاراتهم وقدراتهم، ليتمكنوا من إحراز تقدم في أي نشاط. فهكذا ستكون لديهم الدوافع لزيادة قدراتهم قليلا للاستمتاع بالتوازن المثالي بين المهارة والتحدي وهو ما يعطيهم شعورا بالإنجاز.
يستكشف الكتاب الآثار المتعددة للألعاب في المجتمع. تتضمن الموضوعات التي يتناولها الكتاب صعود التكنولوجيا التفاعلية، ومفهوم اللعب الذي يساء فهمه أحيانا ومستقبل الألعاب. أحد فصول الكتاب يوضح للقراء كيفية وضع التصميم الناجح للألعاب السلوكية على أساس عشرة عوامل، منها: الأهداف، والمهارات، المقاومة (القوى المضادة التي تولد التوتر في اللعبة)، والموارد، والإجراءات، وردود الأفعال (أي أنواع الاستجابة للإجراءات المتخذة)، والنتائج.

الأكثر قراءة