لو حققت الخطوط هذين الهدفين لكفى (2 من 2)
تطرق المقال السابق لرؤية مستقبلية لـ''الخطوط السعودية'' من هدفين، هذه الرؤية هي الأكثر ملاءمة حاليا في ظل تأخر وتعثر مشروع الخصخصة الذي فات على موعده سنوات عديدة دون تأثير ملحوظ. الهدف الأول يتمثل بتكوين شركة مستقلة، وذات هوية اعتبارية خاصة بالنقل الجوي الداخلي التي قوامها شبكة من 25 مطارا، وحركة جوية متنامية ستصل إلى 20 مليون مسافر داخلي خلال العقد المقبل. شركة الخطوط الداخلية يحق لها نيل الدعم الحكومي المقنن من الدولة أسوة بأغلب القطاعات الحكومية كقطاع الطرق وسكك الحديد. الهدف الثاني للخطوط السعودية يتمثل بتكوين شركة خاصة بالنقل الدولي مهمتها الأولية تملك حقها في سوق النقل الجوي الدولي والمحافظة عليه من التسرب للمطارات المجاورة. ويمكن ترجمة هذه المهمة الأولية بإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل تردي جودة وطاقة مطاراتنا الدولية وناقلنا الوطني. بيانات وكالات السفر والسياحة ـــ عدا الحجوزات التي تتم عبر الإنترنت ــــ تشير إلى نسبة تسرب كبيرة حجمها المالي عشرة مليارات ريال تتم عبر المطارات المجاورة التي تقدم رحلات مباشرة إلى محطات أشمل من مطاراتنا الدولية. ''الخطوط السعودية'' لديها طائرات البوينج 777 وطائرات الإيرباص 320، وهما مزيج فاعل تستطيع بهما الشركة الجديدة وبقليل من الإدارة الديناميكية من توسعة شبكتها الدولية المتواضعة حاليا والبالغة 60 مطارا تزيد وتنقص قليلا حسب طبيعة مواسم السفر السنوية. تكوين شركة مستقلة للرحلات الدولية يجعل هذه الشركة في وضع تنافسي حر ويلغي أعذار الخسائر التي تلقى دوما على الرحلات الداخلية. فوجود بيئة التنافس المتكافئ سيكون له تأثير إيجابي على روح الشركة الجديدة ويجبرها على التطور. الشركة الجديدة لديها أصول قوية تمكن لها النجاح منها سوق السفر السعودي الدولي ذي الحجم الكبير إن هي تمكنت من إرجاع التسرب الحالي. ومن خلال قاعدتها في مطار جدة تمتلك الخطوط خدمة مضافة تتمثل في تقديم مناسك العمرة، وبذلك تنمي سوقها وسوق مطار جدة. كما أن مطار الدمام هو الآخر فقد النصيب الأكبر من سوقه لمطار البحرين مع ما تمثله المنطقة الشرقية من طلب على الرحلات الدولية كونها حاضنا دوليا لصناعات النفط والغاز والبتروكيماويات. بقي أن نقول إن شركة الخطوط الدولية متحقق لها جميع وسائل النجاح والربحية، وستكون هي الأولى في الطرح العام كشركة مساهمة سعودية.