اتهامات إيرانية مبطنة للحراك القومي غير (الفارسي) بتفكيك الدولة وتقويضها
تتهم السلطات ومن ورائها الأحزاب الإيرانية الشوفينية المعارضة في الخارج أي حراك ديمقراطي للشعوب غير الفارسية في إيران بأنه مرتبط بالخارج، حيث جاءت إدانة "اليستر بيرت" وزير شؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية ومسؤول ملف العلاقات الإيرانية في الحكومة اليمينية في إنجلترا، أعمال القمع والعنف والاعتقال والقتل التي تمارسها الحكومة الإيرانية ضد أبناء الشعب الأحوازي في إيران، وكذلك تعيين مجلس النواب الأمريكي مندوبا ساميا خاصا بقضايا الإثنيات في الشرق الأوسط، على أنه مؤشر واضح يدل على أنّ التنديد بانتهاك حقوق الإنسان في الدول لا يعتبر تدخلا في شؤونها كما هو الحال بالنسبة لاحتضان المعارضين.
يحاول النظام الإيراني العمل على تأليب الرأي العام في الداخل ضد أي تحرك ديمقراطي، وإن كان ذلك الحراك مطلبيا يقوم به نشطاء يعملون في إطار الدولة الإيرانية بسبب ما يشكل هذا التحرك من مخاطر لا تصب في إطار النظام أو تطلعات الأحزاب والقوى الفارسية؛ لذلك كانت ولا تزال التهم الموجهة ضد المطالبات الشعبية للشعوب من قبل النظام والمعارضة الإيرانية على حد سواء بصورة مفبركة واتهام ذلك النشاط على أنه ينوي تفكيك الدولة في إيران وتقويضها؛ متهمين تلك الجهود بأنها تقاد من قبل دول تسعى إلى أخذ الثأر من النظام الإيراني. من هذا المنطلق يوظف الشوفيني (بان ايرانيسم، القوميون الجدد: Pan-Iranists) النزعة القومية المستفحلة لدى الشارع الإيراني ويستغلون التأريخ الفارسي القديم المشحون بالكراهية والعداء للعنصر الآخر، خاصة العنصر العربي الذي امتلأ كتاب ''شاهناميه الفردوسي'' ( ''The Book of Kings'' - Is an enormous poetic opus written by the Persian poet Ferdowsi around 1000 AD )، وهو الكتاب الأسطوري الشعوبي المتطرف للفرس (بدأ فردوسي بتأليف كتابه عام 370 هجرية الموافق 980 ميلادية)؛ لضرب أي تحرك تقوم به النخب غير الفارسية، وذلك باستخدام عبارات فضفاضة تصب في إطار تخوين الناشطين، واتهامهم بالانتماء للفصائل الانفصالية أو التعاون مع أعداء إيران في الخارج في مسعى من الحكومة الإيرانية لوأد هذا التحرك الجماهيري الذي ظهر بقوة على الساحة الإيرانية، ويعتبر أكبر تحرك جماهيري على الإطلاق يواجهه النظام الإيراني في العقود الماضية.
إن تهمة الحراك الديمقراطي للشعوب غير الفارسية بالارتباط بأجندة خارجية التي يصوغها التوجه القومي المتطرف ضد القوى غير الفارسية ليست وليدة اليوم، حيث تتهم النخب الإيرانية؛ الأكراد والأذريين في إيران بأنهم مدعومون من قبل كل من إسرائيل وأمريكا، فيستند النظام ومن وراءه القوميون المتطرفون بوثائق ويكيليكس التي تشير إحدى هذه الوثائق التي تسربت في وقت سابق حديث ''مائيرداجان'' مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي الذي يؤكد فيها على التصدي للنظام الإيراني بكافة الطرق والوسائل، منها الاستثمار في مجال الشعوب غير الفارسية لإثارتهم ضد النظام الحاكم في إيران، كما أنهم يتهمون البلوش والعرب بتلقي دعم من الدول العربية وعلى رأس هذه الدول التي تتهمها السلطات الإيرانية والقوميون المتطرفون بدعم الأحوازيين والبلوش هي الإمارات العربية المتحدة والسعودية، وإنّ بقية الدول والأحزاب في الدول العربية لا تسلمن من مثل هذه التهم.
النظام الإيراني ومن وراءه عدد كبير من النخب الشوفينية في إيران يحذّرون من التحرك الأنجلو إسرائيلي الذي يسعى - على حد قولهم - لتفكيك إيران إلى خمس دول هي (الأحواز في الجنوب، كردستان في الغرب، بلوشستان في الشرق، أذربيجان في شمال غرب إيران وتركمنستان في شمال شرق إيران) ويستند هؤلاء في اتهام الحراك بالارتباط بالأجندة الأنجلو إسرائيلية بعد تصريحات السيدة ''جين هارمن'' بتاريخ 05-03-2009 خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للاتصالات الأمريكية الإسرائيلية ''الايباك''، وهو أكبر لوبي إسرائيلي في الولايات المتحدة والذي تقدمت فيه جين في مقترح تفكيك إيران حسب الشعوب والثقافات الغير فارسية إلى دول كمخرج وحيد لتنفيذ الرغبة الغربية حيال هذا البلد واستخدامه كبديل أمام استخدام القوة ضد طهران. وجاءت إشارة ''جين هارمن'' إلى التنوع القومي والثقافي في إيران والعمل على فصلهم عن النظام السائد في هذا البلد كأساس لتفكيك إيران أثار مشروع ''جين هارمن'' الفكر الشوفيني الإيراني - ''بان إيرانيسم'' وأصبح هذا الحديث مستمسكا لدى هؤلاء اتهام الحراك الديمقراطي للشعوب غير الفارسية برمته والذي بدأ العمل بشكل مكثف في الآونة الأخيرة بالارتباط بالمشروع الأنجلو إسرائيلي القاضي بتفكيك إيران إلى دول متجاهلين أن صاحبة هذا المشروع هي عضو ديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي وليست صاحبة القرار الأخير في السياسات الأمريكية.
حديث ''هارمن'' أثار حفيظة الإيرانيين الشوفينيين حول أنّ الفرس هم أقلية وأنّ إيران تتألف من عدة شعوب يطلق عليها أول دستور إيراني في عهد الملكية الدستورية 1907 أن إيران بلد ''كثير الملّة''، أي أن الشعوب تستند إلى الواقع الذي تعيشه إيران في تنوعها القومي وضرورة الالتفات لهذا الأمر الذي يعتبر نقطة ضعف النظام الإيراني والذي جهله الغرب في التعامل مع إيران طيلة السنوات السابقة. وأيضا فإن التهم نفسها تصاغ ضد عرب الأحواز؛ وذلك بسبب الانتشار الواسع للتسنن بين العرب الشيعة في الأحواز، حيث تتهم السلطات الإيرانية، الدول العربية في الخليج العربي بدعم هذا التحرك وتصدر بين فترة وأخرى من قبل المسؤولين الإيرانيين اتهامات واعترافات تبثها التلفزة الإيرانية للمعتقلين العرب في الأحواز بسبب تغيير مذهبهم تجبرهم على الاعتراف بتلقي الدعم من الدول العربية في الخليج واتهام الدول العربية في الخليج العربي بتمويل قنوات دينية موجهة مثل (وصال وصفا و...) تعمل في هذا الإطار لنشر التسنن ومن ثم تفكيك إيران إلى دول.
لا شك أنّ اتهام الحراك الديمقراطي للشعوب غير الفارسية في إيران من قبل الفرس بالارتباط مع إسرائيل وأمريكا والعرب يسعى لتشويه الحراك الديمقراطي، وذلك بسبب الصورة غير المرحب بها لإسرائيل وسط الجماهير العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، رغم ذلك يرى البعض من المتابعين للشأن الإيراني بأن إسرائيل باتت تفقد يوما بعد يوم حلفاءها بسبب ما تقوم به ضد الفلسطينيين والعرب عموما في المنطقة، بدءا بتركيا التي تحولت علاقاتها بـ''تل أبيب'' إلى علاقات متوترة في السنوات السابقة وإنّ فقدان إسرائيل لحلفاء لها في المنطقة نتيجة الثورات العربية في مصر واحتمالية سقوط النظام في سورية من شأنه أن يؤلّب الوضع الحالي ضد إسرائيل؛ مما سيدفعها للبحث عن حلفاء جدد في الفترة المقبلة من هنا إذا حصلت إسرائيل على مطلب تفكيك إيران فإن ذلك حتما سيعوضها عن فقدان بعض حلفائها بسبب ظهور دول جديدة ستكون صديقة هذه المرة بعد تفكيك إيران إلى عدة دول.
المشهد الإيراني اليوم يختلف عما كان عليه في السابق، حيث هنالك تياران سياسيان لديهما توجههما الخاص حيال إسرائيل؛ التيار الأول: القوميون، والتيار الثاني: الإسلاميون، إن التيار القومي ذو توجهات ليبرالية على خلاف التيار الإسلامي الذي يندمج باليسار في إيران وإن معاداة إسرائيل تأتي في إطار الخطاب الإسلامي اليساري لكن في السنوات الأخيرة لاحظنا صعودا غير مسبوق للتوجه الليبرالي القومي من هنا يحاول النظام الإيراني استثمار هذا المد عبر توجه مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي بات يظهر ولاءه للقومية الفارسية بدلا من التوجه الإسلامي المحافظ. يحذّر بعض القوميين الليبراليين في إيران إسرائيل من التعاون مع حركات تطالب باستقلال أجزاء من إيران (كردستان، الأحواز، أذربيجان، بلوشستان) ويتهم هؤلاء صراحة إسرائيل بتدريب ودعم لوجستي ومالي للمنظمات التحررية في تلك المناطق وهذا الاتهام نفسه يوجه من قبل النظام الإيراني ضد تيارات تحررية أو أي حراك ديمقراطي قد تشهده تلك المناطق من إيران.
في الظروف الراهنة التي تمر بها الأقاليم غير الفارسية في إيران بالتزامن مع المشاكل العصيبة في الداخل والخارج التي يواجهها النظام الإيراني من خلافات داخل أركان النظام نفسه، وكذلك إمكانية فقدان إيران لروابطها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط في مقدمتها سورية، تحول كردستان العراق نقطة فاصلة في علاقاتها الإقليمية بسبب ما يمكن لهذا الإقليم من دور سيلعبه في المستقبل في مواجهة طهران إقليميا ودوليا، كما أنّ أكراد تركيا استطاعوا بواسطة نجاحهم في الانتخابات التشريعية في هذا البلد أن يضيفوا طابعا جديدا على التخبط الإيراني حيال الشعوب غير الفارسية فبات يفكر المسؤولون في إيران بجدية في استخدام الورقة الكردية (القوى الكردية الموالية له في المنطقة)، وفي تركيا تحديدا؛ ليهدد بها هذا البلد في حال تدخلت في الأزمة السورية بشكل مباشر، وكذلك ضد الأكراد أنفسهم في إيران والعراق والضغط على حكومة إقليم كردستان طرد فصائل كردية مناوئة للنظام الإيراني وإرغام كردستان العراق على عدم فتح مكتب لمبعوث الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان ''أحمد شهيد'' في أربيل بكردستان من بين ما يؤرق النظام الإيراني حيال مطالب الشعوب غير الفارسية هناك والتي بدأت تتصاعد بدعم دولي مكثف.
يعود فشل النظام الإيراني في عسكرة المناطق غير الفارسية في إيران أخيرا إلى الفساد المالي الهائل الذي يمارسه الحرس الثوري الإيراني، حيث تحول قادة الحرس الثوري إلى ''زعماء مافيا ''النفط والمخدرات في إيران، وأصبح هؤلاء مترفون لا يفكرون سوى بمصالحهم الشخصية والاستيلاء على عوائد هائلة يدرها النفط عليهم، خاصة أنهم أصبحوا أخيرا يديرون وزارة النفط بفضل الوزير المعين من قبلهم ''رستم سليماني'' وهو قائد مقر ''خاتم الأنبياء'' التابع للحرس الثوري.
يخشى النظام الإيراني من تدويل قضية الشعوب غير الفارسية؛ مما يستدعي ذلك تدخلا أمميا في القضية من هنا يحاول جاهدا إضافة الطابع العسكري على أي حراك في الأقاليم التي تقطنها شعوب غير فارسية فالحرب الدائرة بين قوات الحرس الثوري الإيراني وفصائل كردية مسلحة في إقليم كردستان إيران يفسرها البعض من المحللين إلى عدة أسباب رئيسية منها خشية النظام في إيران من أن يصبح إقليم كردستان بوابة تصدير الثورة الليبرالية إليه، بدليل أن هذه المنطقة لا تحكمها أيديولوجية دينية؛ لذلك يحاول إدخال عناصر دينية كردية متعاطفة مع نظامه مثل ''أنصار الإسلام'' لتحول جبال ''قنديل'' من معقل الفصائل التحررية الكردية المناوئة إلى معقل لأتباع النهج الديني المساوم ''أنصار الإسلام''، وأن بقاء الإقليم، أعني إقليم كردستان العراق، على حاله سيشكل خطرا على طموحات النظام في طهران؛ وذلك لما يضاف إلى خشية هذا النظام من مشروع الـ''شرق الأوسط الكبير'' الذي تحاول الولايات المتحدة تغيير خريطة المنطقة عبره.
ففي كردستان يسعى النظام الإيراني إلى تغير الخريطة السياسية هناك، حيث يدعم فصائل ''أنصار الإسلام'' الكردية التي تعتبر من القوى الدينية السنية الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة من إقليم كردستان العراق وإيران بنفس الدرجة، فكانت تعمل الحركة في البداية تحت اسم ''جند الإسلام'' وتعتبر هذه الحركة ذات التوجه الأيديولوجي السلفي الجهادي من بين القوى السلفية الفريدة التي لديها علاقات جيدة مع النظام الإيراني، وذلك بخلاف معظم التوجهات السلفية في المنطقة، حيث تواجه هذه الحركة الأحزاب العلمانية في كردستان مثل ''الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني'' بشدة.
القضية الأخرى التي تثير اهتمام النظام في إيران هي مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ يطرح بقوة في أيلول (سبتمبر) 2002 بعد قيام المحافظين الجدد، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ''كولين باول''، بتدشينه والمصادقة عليه من قبل القادة في مجموعة الدول الثماني وما سيترتب على هذا المشروع من تغيير جيوسياسي جذري في المنطقة، وما سيترتب على المشروع من خلط في موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط ستضر بمصالح النظام الإيراني، فإحدى أهم أهداف النظام في إيران لمواجهة المشروع تتمثل في تصدير الإرهاب، تنمية الفكر الشيعي المتطرف في المنطقة، دعم القوى السنية المتعاونة في المنطقة العربية لإجهاض مثل هكذا مشروع يتصور المحللون الإيرانيون أن النظام نجح لحد هذه اللحظة في وقف تنفيذه بسبب تعاظم دوره في رقعة ممتدة في المنطقة بدءا من العراق إلى لبنان وسورية ومصر، حيث تسعى لاستغلال الربيع العربي خدمة لمشروعها المناوئ لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سيفكك إيران بمنح الشعوب غير الفارسية حقوقهم التي يطالبون بها منذ عقود من هنا تفعل إيران ما تملك لمواجهة الثورة السورية لكي لا تحدث فجوة في مخططها الإقليمي.
في الوقت الذي تتهم السلطات ومن وراءها الأحزاب الإيرانية الشوفينية المعارضة في الخارج أي حراك ديمقراطي للشعوب غير الفارسية في إيران على أنه مرتبط في الخارج، حيث جاءت إدانة ''اليستر بيرت'' وزير شؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية ومسؤول ملف العلاقات الإيرانية في الحكومة اليمينية في إنجلترا، أعمال القمع والعنف والاعتقال والقتل الذي تمارسها الحكومة الإيرانية ضد أبناء الشعب الأحوازي في إيران، وكذلك تعيين مجلس النواب الأمريكي مندوبا ساميا خاصا بقضايا الإثنيات في الشرق الأوسط، على أنه مؤشر واضح يدل على أنّ التنديد بانتهاك حقوق الإنسان في الدول لا يعتبر تدخلا في شؤونها كما هو الحال بالنسبة لاحتضان المعارضين.
وفي سياق متصل تأتي تصريحات الإدانة من قبل مسؤولين غربيين ضد ما يحدث للشعوب غير الفارسية، وعلى رأسهم عرب الأحواز لترفع من تضخم الخطاب الإيراني المعادي للشعوب غير الفارسية واتهامه للشعوب بالعمالة عند أول تصريح غربي يصدر في هذا الإطار، حيث جاءت تصريحات ''اليستر بيرت'' التي عبر فيها عن انزعاجه الشديد حيال ممارسات النظام الإيراني بحق المتظاهرين الأحوازيين الذين خرجوا للتظاهر السلمي في الخامس عشر من نيسان (أبريل) عام 2011، وقال الوزير: ''لقد انزعجت بشدة لما جرى ويجري بحق هذا الشعب من أعمال عنف، حيث تحدثت التقارير عن مقتل ما بين 20 و30 متظاهرا على يد قوى الأمن الإيراني، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 700 مواطن عربي أحوازي، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على النفاق الصارخ والمفضوح للنظام الإيراني الذي يدعم الاحتجاجات في بلدان أخرى بينما يحرم ويقمع المظاهرات التي تجري ضده لتغضب النظام الإيراني والشوفينيين وترفع من أسهم عدائهم للأحوازيين''. من هنا فإن جميع المؤشرات تشير إلى أنّ قضايا الشعوب في المنطقة بشكل عام وفي إيران على وجه الخصوص تؤكد اقتراب موعد الحسم أسرع من أي وقت مضى على أمل أن تكلل نضالات هذه الشعوب في العقود الماضية بالنجاح الباهر، حيث بدأت مبادرة الأمم المتحدة عام 1996 تتجسد شيئا فشيئا عندما أطلقت لجنة حقوق الإنسان والمواطنة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرن الواحد والعشرين تسمية ''قرن الشعوب'' ففي ظروف ''الربيع العربي'' التي تشهدها المنطقة العربية يأتي إعلان مجلس النواب الأمريكي في تعيين مفوض أمريكي خاص بشؤون الإثنيات في الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية تكريسا لهذه الحقيقة التي يطالب بها الشعوب في إيران منذ الحرب العالمية الثانية لتجسيد تعليمات مؤتمر ''موسكو'' الذي تضمن مطالبة واضحة لحقوق ''العرب والكرد والترك'' في إيران وتعطلت بسبب تقاعس الإرادة الدولية في الفترة السابقة، لكن الآن بدا واضحا أنّ إرادة الشعوب سوف تكون هي المنتصرة على آلة القمع والدكتاتورية في إيران ودول متحالفة مع هذا النظام في المنطقة؛ لأن مثل هذه المبادرات تصب أولا في إطار الحراك الديمقراطي للشعوب غير الفارسية في إيران قبل غيرها.