الأحد, 25 مايو 2025 | 27 ذو القَعْدةِ 1446


رغم الإغاثة الدولية.. 3 ملايين نازح صومالي مهددون بالموت جوعًا

حذر مسؤول في الأمم المتحدة، من أن المجاعة التي تضرب الصومال ستنتقل إلى منطقتين أخريين في جنوب البلاد ظلتا بمنأى عنها حتى الآن.
ورغم تعهد الجهات المانحة برفع قيمة المساعدات لمواجهة آثار الكارثة التي وصفت بأنها الأسوأ في منطقة القرن الإفريقي، فإن المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس حذر من أن أكثر من ثلاثة ملايين نازح صومالي ما زالوا مهددين بالموت جوعا بسبب عدم تمكن وكالات الإغاثة من الوصول إليهم.
وطالب غوتيريس في أثناء زيارة له لمقديشو المجتمع الدولي بإيلاء المزيد من الاهتمام لوضع الجوعى في الصومال بحيث يمكنهم العيش بأمان في بلدهم.
وأشار إلى أن ولاية مفوضيته تركز على دعم اللاجئين خارج حدود الصومال، وهو ما مكنها من مدّ يد العون لنحو 900 ألف صومالي في جميع أنحاء العالم.
وأضاف ''لا نريد صومالا فارغا. لا نريد أن تنصب الحماية والدعم على اللاجئين فقط. نعتقد أن من المهم أن نلفت انتباه المجتمع الدولي إلى ضرورة دعم الصوماليين داخل الصومال''.

#2#

من ناحيته، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الصومال مارك بودين إن المجاعة في الصومال أخذت في الانتشار إلى منطقتين أخريين في جنوبي الصومال.
وأضاف ''من المتوقع أن تنضم جوبا الوسطى والسفلى إلى خمس مناطق أخرى أُعلنت بالفعل من قبل الأمم المتحدة مناطق منكوبة بالمجاعة، بما في ذلك أجزاء من العاصمة مقديشو التي مزقتها الحرب''.
في سياق آخر، كغيرها من نازحي مقديشو الذين فروا من الجوع ومن المتمردين الشباب، تنوي فادومو شامون (34 عاما) الاستقرار في العاصمة الصومالية، مؤكدة ''سأبقى هنا حتى الحصول على الغذاء وأتمكن من العناية بأسرتي''.
وغادرت فادومو قريتها في منطقة كوريوليه في ولاية شابيل الوسطى (جنوب) بسبب المجاعة بحسب قولها، إضافة إلى القواعد الصارمة التي فرضتها حركة الشباب التي تسيطر على منطقتها ووفاة زوجها وسند عائلتها المبكر بسبب الملاريا.
وقالت السيدة الهزيلة بشالها البرتقالي ''سأبقى هنا. وإذا رحل الآخرون إلى مخيم لاجئين آخر سأذهب معهم''.
وتنتمي فادومو إلى 100 ألف صومالي جنوبي لجأوا إلى مقديشو في الشهرين الفائتين أملا في الحصول على مساعدات تناهى إلى مسامعهم في قراهم أنها تقدم.
ومنذ ستة أيام ''اتخذت مقرا'' مع ثلاثة من أولادها، علما بأن الاثنين الآخرين بقيا في القرية مع جدتهما، في أحد المخيمات العشوائية في العاصمة الصومالية.
ويطل مخيم ماجو للاجئين على طرف مدرج مطار مقديشو، حيث يصم ضجيج الطائرات المقلعة الآذان، ويضم 850 عائلة في ظروف صحية كارثية على قطعة أرض أقرضها رجل أعمال صومالي.
وفي أسفل تلة رملية نصبت عشرات الخيم العشوائية المكونة من أغصان مغطاة بالقماش وتراكمت ملتصقة ببعضها البعض.
وانتهى للتو توزيع معدات طوارئ على غرار غطاء مشمع وأدوات الطبخ والبطانيات، وسرعان ما ادثرت جميع الخيم بالمشمعات البيضاء الممهورة بختم الامم المتحدة.
وبدأت مدينا (25 عاما) في تثبيت مشمعها الحامي، هي التي قررت مغادرة مسقط رأسها في منطقة باي على الرغم من تهديدات الشباب.
وقالت إن ''الشباب يمنعون وصول المساعدات. فجميع المنظمات الإنسانية التي كانت تزورنا تم استبعادها. لن أعود إلى هناك أبدا''.
وأعرب مسؤول المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة فرع الصومال برونو جدو المنهمك بأعمال الغوث الإنسانية الطارئة عن إدراكه لتصميم عدد من المنكوبين البقاء في مقديشو.
وقال جدو ''إنها مشكلة كبرى لكن علينا حاليا تقبل هذا الواقع. إذا تغيرت الأحوال في مناطقهم آمل أن يخف عزمهم'' على البقاء.
وتابع ''نأمل في أن يقرروا العودة إلى ديارهم إذا تمكن المجتمع الدولي من توفير الأدوات والبذور''.

الأكثر قراءة