رجال إطفاء «هجمات سبتمبر» عرضة للسرطان بنسبة 32 %
قال باحثون أمريكيون إن رجال الإطفاء الذين تعرضوا لأتربة سامة ودخان إثر هجمات 11 أيلول (سبتمبر) على مركز التجارة العالمي في نيويورك عرضة للإصابة بجميع أنواع السرطانات بنسبة تصل إلى 32 في المائة عن أقرانهم الذين لم يتعرضوا لذلك.
وهذه أول دراسة تتناول معدلات الإصابة بالسرطان بين جميع رجال الإطفاء الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ إثر ''هجمات سبتمبر''، وربما تمهد نتائجها السبيل لمنح مزايا صحية لعمال الإنقاذ الذين يعانون الآن من السرطان بعد نحو عشر سنوات من الهجمات.
وقال الدكتور ديفيد بريزانت من إدارة الإطفاء في نيويورك، الذي نشرت دراسته في مجلة ''لانسيت'' الطبية ''هذه الدراسة تظهر بوضوح أن تعرض هؤلاء الرجال للمخاطر إثر هجمات مركز التجارة العالمي أدى إلى زيادة الإصابة بالسرطان''.
وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت زيادة في معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية التي تحدث عادة بعد التعرض للصدمات وفي معدلات الربو وغيره من أمراض الجهاز التنفسي بين عمال الإنقاذ. ولم تكشف إلا بضع دراسات صغيرة حتى الآن عن زيادة معدل الإصابة بالسرطان الذي قد لا تظهر معالمه إلا بعد فترة من خمس سنوات إلى 20 سنة. وفي تموز (يوليو) الماضي، خلص تقرير نشره الدكتور جون هاوارد مدير المعهد القومي للصحة والسلامة المهنية، إلى أنه لم تظهر حتى الآن دلائل كافية على وجود صلة بين ''هجمات سبتمبر'' والإصابة بالسرطان.
#2#
وعمدت الدراسة إلى عقد مقارنة بين احتمالات الإصابة بالسرطان بين أفراد فرق الإطفاء الذين توجهوا إلى موقع مركز التجارة العالمي في نيويورك، بعد وقت قليل من وقوع تلك الهجمات، وغيرهم من رجال الإطفاء الذين لم يشاركوا في جهود إنقاذ الضحايا في ''المنطقة صفر''.
وقالت الدراسة إن الزيادة في نسبة الإصابة بأمراض السرطان بين هؤلاء الأفراد حدثت خلال السنوات السبع الأولى التي تلت الهجمات التي حدثت قبل أقل من عشر سنوات.
وفضلاً عن رجال الإطفاء، فقد عانى سكان ضاحية ''مانهاتن'' من سحابة خطيرة، خلال الأيام التي تلت الهجمات، تكونت من الأبخرة السامة والغبار الناجم عن انهيار برجي مركز التجارة العالمية، واستغرقت شهوراً طويلة حتى تبددت تماماً عن سماء المنطقة.
وتسببت سحابة الغبار، وتحديداً بعض المكونات السامة التي كانت تحتويها، مثل الديوكسين والبنزين والأسبستوس، في حدوث مأساة ما زالت تجري فصولها حتى الآن بعد مرور تسع سنوات على تلك الهجمات، وتتمثل في إصابة عديد من العاملين في المنطقة بنوع نادر من السرطان، يُطلق عليه اسم ''إبيثيليويد ساركوما''.