محارب أمريكي يستعيد رسائل كتبها قبل 65 عاما

''اصطحب أحد الصغار إلى مترو أتلانتا''، مقولة كان يرددها العديد من سكان ولاية جورجيا الأمريكية خلال العقد الأول من القرن الماضي، إلا أنها لم تعد معروفة سوى لدى قليلين فقط ممن عايشوا فترة الحرب العالمية الأولى.
ولكن هذه المقولة، التي تعبر عن الاعتراف بالجميل من أفراد الجيل الحالي إلى الجيل الأكبر، عادت لتتردد مجددا، بعد قيام شاب في الـ30 من عمره، بإعادة نحو 150 رسالة، حصل عليها عن طريق أحد المزادات على الشبكة الإلكترونية، إلى صاحبها الذي كتبها قبل ما يزيد على 65 عاما. ففي ذات يوم فوجئ الشاب تريفور ماكينتاير، من مدينة ''مورجانتون'' في ولاية جورجيا، وهو واحد ممن الشغوفين بالطائرة B-29، التي حلقت لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، بإعلان على موقع E-Bay، عن بيع مجموعة من الرسائل النادرة، تخص أحد أفراد سلاح الجو الأمريكي، الذين عملوا على هذه الطائرة، خلال فترة الحرب.
وعن تفاصيل ما حدث خلال ذلك اليوم، قال ماكينتاير: ''لقد قررت أن أشارك في هذا المزاد''، وتابع قائلا: ''في صباح اليوم التالي، استيقظت لأجد نفسي المالك الجديد لـ150 رسالة''.
وأضاف: ''من خلال هذه الرسائل، اكتشفت الكثير من التفاصيل والقصص، إنها تتضمن تأملات ومشاعر رجل يُدعى الرقيب ديف ليمال، الذي أظن أنه أصبح الآن في عداد الأموات''، ولكن المفاجأة الأخرى أن ''ليمال ما زال على قيد الحياة.''
وتابع الأمريكي الشاب قائلا: ''لقد تلقيت رسالة عبر البريد الإلكتروني (من مدير الشركة التي كان يعمل لديها ليمال) تفيد بأن ديف ما زال يستمتع بالحياة، وقد جعلني ذلك أسقط على الأرض.. لقد أصبت بصدمة شديدة من هول المفاجأة''. ويبلغ الرقيب ليمال الآن من العمر 90 عاما، ويعيش حاليا في بنسلفانيا، وقال ماكينتاير: ''لم تكن لديه أي فكرة أنها (الرسائل) تم بيعها.. كما لم يعرف أن والدته احتفظت بها بعد نهاية الحرب.. وبالتالي فإنه لم يشاهدها منذ أكثر من 65 عاما''.
ووجد ماكنتاير نفسه يقود سيارته باتجاه الشمال، من جورجيا إلى بنسلفانيا، واصطحب معه جميع الرسائل الـ150 التي اشتراها، ليقدمها إلى الرقيب ليمال، الذي فوجئ هو الآخر بأن رسائله التي كتبها أثناء الحرب العالمية الأولى قد عادت إليه.
ولكن السؤال الذي قد يراود البعض هو: لماذا أقدم ذلك الشاب الأمريكي على هذا التصرف نحو شخص لا يعرفه على الإطلاق؟.. ويجيب ماكينتاير بقوله: ''إنهم يؤمنون بأن الغد الأفضل قد يأتي من اليوم السيئ''، في إشارة إلى هؤلاء الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. وتابع قائلا: ''لقد شعرت بأن مقابلة ديف وإعادة الرسائل إليه جزء صغير مما يتوجب عليّ القيام به لرد ذلك الدين القديم''.