القذافي في ليبيا والترقب سيد الموقف في بني وليد
أكد مشعان الجبوري مالك قناة الرأي التي تبث من دمشق أن العقيد الليبي الفار معمر القذافي "لا يزال في ليبيا"، في وقت بقي الترقب سيد الموقف في المحادثات الجارية حول تسليم بني وليد، احد آخر معاقل القذافي.
وقال الجبوري لوكالة فرانس برس "استطيع ان اقول انني تحدثت مع القذافي مؤخرا، وهو لا يزال في ليبيا ومعنوياته عالية جدا ويشعر بالقوة وليس خائفا".
واضاف النائب العراقي السابق وصاحب المؤسسة الاعلامية الوحيدة التي لا تزال على تواصل مع القذافي عبر الهاتف من سوريا "سيكون (القذافي) سعيدا اذا ما مات اثناء قتاله ضد المحتلين".
وتابع ان "نجله سيف الاسلام، بنفس الروح المعنوية".
وحول طريقة التواصل مع القذافي قال الجبوري (54 عاما) الذي اسس القناة عام 2006 "عندما احتاج للتحدث معه ابعث له رسالة، او يتصل بي عندما يريد هو ايصال رسالة".
ومنذ دخول الثوار الليبيين الى مقر القذافي في طرابلس في 23 اب/اغسطس، دعا الزعيم الليبي الفار مرارا مناصريه الى "المقاومة" وذلك في رسائل صوتية بثتها قناة الراي، لكن اخر مشاهد عرضت له تعود الى 12 حزيران/يونيو.
وضاعف عبور موكب كبير من السيارات المدنية والعسكرية الاتية من ليبيا مدينة اغاديز بشمال النيجر الثلاثاء، التكهنات حول فرار الزعيم الليبي السابق.
غير ان وزير خارجية النيجر محمد بازوم اكد لفرانس برس انه لا يجري الحديث عن القذافي، مقللا من الاهمية التي اعطيت للمواكب التي عبرت، وخصوصا موكب يقل عشرات السيارات.
وقال انه "موكب صغير" لا يقل القذافي. واضاف ان "القذافي سيطرح مشكلة بالنسبة للنيجر".
واستبعدت بوركينا فاسو مساء الثلاثاء تماما منح اللجوء للقذافي "لانها لا تريد خلق مشكلات".
كما اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند انه وفق المعلومات التي حصلت عليها واشنطن، "فان مسؤولين كبارا في النظام" الليبي السابق كانوا في الموكب (الذي عبر الى النيجر)، لكنها تداركت "لا نعتقد ان القذافي نفسه كان من ضمنهم".
واضافت "ليس لدينا اي معلومات (توحي) بان القذافي موجود حاليا في مكان اخر غير ليبيا".
وردا على سؤال، قالت نولاند ان "جميع من" كانوا في الموكب "خاضعون لقرار اصدرته الامم المتحدة بحظر السفر".
في هذا الوقت، بقي الترقب سيد الموقف في بني وليد (170 كلم جنوب شرق)، احد آخر معاقل معمر القذافي، في ظل محادثات متقطعة بين الثوار ووجهاء المدينة لدخولها بشكل سلمي.
وقال رئيس المفاوضين من جانب الثوار عبدالله كنشيل ان "المفاوضات كانت ناجحة بالامس ونحن بانتظار الضوء الاخضر للدخول".
ويؤكد مسؤولو المجلس الانتقالي انهم ملتزمون بتجنب اراقة الدماء في بني وليد، حتى بعد ان جرى اطلاق النار على وفد من المدينة كان يفاوض الثوار.
وقال كنشيل ان "الكبار انضموا الى الثورة"، مضيفا ان بعضهم كانوا في طرابلس وآخرون عادوا الى بني وليد بعدما منعوا في الاساس من الدخول اليها.
وتضاربت المعلومات حول مدى نجاح المفاوضات، اذ ان بعض المقربين من المجلس الوطني الانتقالي الليبي شددوا على ان المحادثات تقترب من مرحلة الاختراق، فيما اصر آخرون على ان وقت التفاوض انتهى.
وعلى بعد حوالى 40 كلم من الجبهة في بني وليد، قال المسؤول العسكري عبدالله ابو اسرة ان قواته مستعدة لاي طارئ.
وقال لفرنس برس "نحن جاهزون للهجوم، ننتظر اوامر المجلس الانتقالي".
وعلى جبهة سرت، تقدم الثوار ثمانية كيلومترات اضافية الثلاثاء بعد ان وقعت اشتباكات عنيفة مع قوات موالية للقذافي ترافقت مع ضربات لحلف شمال الاطلسي، بحسب ما اكد مسؤولون عسكريون لدى الثوار.
سياسيا، ستشارك ليبيا السبت في مرسيليا في اجتماع الشراكة التي اعلنتها الدول الكبرى والمؤسسات المالية الدولية لتقديم مساعدة اقتصادية ل "الربيع العربي"، وفق ما اعلنت الاربعاء فرنسا التي تراس حاليا مجموعة الثماني.
وتستعد ليبيا لاستقبال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الضي يزور البلاد في اطار جولة تبدا الاسبوع المقبل وتشمل الى جانب ليبيا مصر وتونس وليبيا، وذلك للبحث في احياء التعاون بعد الثورات التي اندلعت في هذه الدول.