الأحد, 25 مايو 2025 | 27 ذو القَعْدةِ 1446


«أرشيف الإنترنت» يؤرخ هجمات 11/9 تلفزيونيا .. وأحداث سبتمبر تجعل عامل نظافة بطلا إعلاميا!

رغم أن قلة من الأمريكيين، وربما الناس، يرغبون في تذكر هجمات الـ11 من أيلول (سبتمبر) 2001، إلا أن التقارير التلفزيونية لهذه اللحظات المرعبة والأيام التالية، باتت مؤرشفة على الإنترنت لأي شخص يرغب في مراجعتها ورؤيتها مجددا.
''أرشيف الإنترنت'' عبارة عن مكتبة رقمية غير ربحية، قام بنشر فيديو من 20 محطة تلفزيونية تؤرخ لتلك اللحظات التي واكبت وتلت الهجمات التي تعرضت لها مدينة نيويورك وأسفرت عن انهيار برجي مركز التجارة العالمي وسقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل.
وقال مؤسس المجموعة: إن مشروع ''من أجل فهم الـ11 من أيلول (سبتمبر)'' مصمم لمساعدة الباحثين والمؤرخين والمواطنين العاديين على وضع الهجمات الدامية في سياقها التاريخي بعد عقد من وقوعها. وأضاف بريوستر كاهل، المتخصص في المكتبات الرقمية ومؤسس الأرشيف، قائلا: ''نحن نأمل بأنه من خلال عرض المادة الأصلية على الإنترنت، فإنها ستسمح لنا بإعادة التركيز على الرواية الأصلية، وربما الخروج برواية مختلفة الآن عما كان عليه الأمر قبل عشر سنوات.''ويتضمن الأرشيف تسجيلات تصل مدتها إلى ثلاثة آلاف ساعة، من 20 محطة تلفزيونية، بما فيها شبكة CNN. ويبدأ الأرشيف قبل قليل من أول تقرير على الهجمات التي تعرض لها برجا مركز التجارة العالمي، ويمتد على مدى أسبوع بعد الهجمات.
يشار إلى أن ''أرشيف الإنترنت'' عبارة عن مكتبة رقمية غير ربحية تأسست عام 1996، وبدأت بمحاولة جمع صفحات المواقع كافة على الإنترنت، غير أن المجموعة أضافت لاحقا أرشيف التلفزيون لمهمتها، ووصفته بأنه مشروع تاريخي لم يحظ بالتقدير اللازم رغم أهميته الهائلة. ''وفي عام 2000 بدأت المجموعة في إضافة أشرطة التلفزيون في كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والعراق وفرنسا والمكسيك وبريطانيا. وفي أعقاب هجمات 9/ 11 عمد القائمون على المشروع على متابعة ما تبثه القنوات التلفزيونية المختلفة عن الهجمات في محاولة منها للحصول على رؤية ومنظور مختلفين للهجمات، فأخذت تتابع ما تبثه قنوات التلفزيون في البلدان.
من جهة أخرى، فإن ويليام رودريجيز اعتبره البعض بطلا، بينما رآه آخرون شخصا نفعيا، إلا أن المتيقن أن هجمات 11 أيلول ( سبتمبر) 2001 حولت مسار حياة ويليام بصورة كلية. حكى قصة حياته مرات لا تحصى، ورغم ذلك اختنق صوته عندما راح يحكي كيف تمكن قبل عشرة أعوام من الاختباء تحت إحدى سيارات الإطفاء بينما كان برج
التجارة ينهار خلفه.
يقول رودريجيز والدموع تنهمر من عينيه: إنه رأى جثثا مشوهة، إلا أنه تمكن أيضا من إنقاذ أرواح العديد من الناس في ذلك اليوم. يضيف رودريجيز في حديث أجراه مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلا: ''مع ذلك فالجراح لم تلتئم حتى بعد عشرة أعوام مرت على الأحداث.'' كان رودريجيز الذي ينحدر من دولة بورتوريكو يعمل وقتها عامل نظافة في أحد البرجين العالميين، وكان ''آخر من خرج حيا'' قبل انهيار المبنى، كما وصفته بعض وسائل الإعلام الأمريكية وصنعت منه بطلا.
إلا أن البعض يعتبر رب الأسرة رودريجيز شخصية نفعية تاجرت بأسوأ هجمات تعرضت لها أمريكا في تاريخها، بيد أن المتيقن كذلك هو أن هذه الهجمات غيرت حياة رودريجيز بصفة أساسية. فحين جاء رودرييجيز مهاجرا إلى نيويورك كان يحلم بتحقيق مكانة لنفسه من خلال عمله كحاو، أو ساحر، حيث إنه مارس هذه الوظيفة من قبل في
موطنه بورتوريكو. غير أنه صار عامل نظافة في أحد برجي التجارة، وراح ينظف سلم البرج الشمالي لمدة عشرة أعوام كاملة. لم يكن رودريجيز يعرف هذا البرج فقط كمعرفته لاسمه، وإنما كان يستحوذ أيضا على واحد من خمسة مفاتيح عمومية لسلم البرج الذي كان يرتفع 110 طوابق في السماء.
ويذكر رودريجيز أن المفاتيح الأربعة الأخرى كانت في حوزة ''مديري المبنى'' المدربين على مواجهة الطوارئ، ثم يضيف في نبرة شكوى: ''إلا أنهم كانوا أول من فر هاربا''. أي أنه كان الوحيد من هؤلاء الذي رافق وحدة للمطافئ عبر المبنى، حيث كانت أبواب سلالم الدور الثالث مفتوحة أمامهم في كل مبنى، إلا أن الأدوار الأخرى كانت تحتاج إلى المفتاح الرئيس بالضرورة، وهكذا عبر الكثير من الناس عن طريقه إلى بر الأمان في ذلك اليوم العصيب.
صار رودريجيز بعد الأحداث نجما إعلاميا، وصار أيضا من حيث لا يدري متحدثا باسم الناجين وأهالي ضحايا الهجمات من أبناء أمريكا اللاتينية المعروفين باسم ''اللاتينو''.عمل رودريجيز مدة طويلة في وظيفة شرفية؛ الأمر الذي أتى على مدخراته حتى صار بلا موارد، وكتبت عنه الصحافة آنذاك تقول: ''بطل قومي بلا أي مورد''.
اليوم يعيش رودريجيز مع زوجة تعمل صحافية واثنين من الأولاد، وبعد أن تطلع فترة للعمل في حقل السياسة يكتسب الرجل اليوم قوته من التقارير التي يكتبها عن تجربته إلى الكثير من صحف العالم، ومن تقديم النصيحة في حالات الاعتداء الإرهابي، كما حدث في 11 من آذار (مارس) 2004 في مدريد.

الأكثر قراءة