«فاو» تطلق مبادرة عالمية لضمان سلامة التربة الزراعية في العالم

«فاو» تطلق مبادرة عالمية لضمان سلامة التربة الزراعية في العالم

أطلقت منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة مبادرة عالمية لضمان سلامة التربة الزراعية التي تواجه تدهورا مستمرا، وذلك لدعم الأمن الغذائي. في هذا الصدد، حذَّر جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الأغذية من أنّ الضغوط الواقعة على موارد التربة في العالم وتدهور حالة الأراضي إنما تهدِّد الأمن الغذائي العالمي، داعياً إلى تجديد الجهود الدولية لضمان سلامة التربة وصَون خصوبتها سواء لأجيال الحاضر أو المستقبل.
وقال الدكتور جاك ضيوف إن ''التربة أصلٌ ضروريٌ للإنتاج الزراعي وللنُظُم الإيكولوجية البرية''. وأكّد أن ''التربة علاوة على ذلك موردٌ هشّ وغير متجدِّد، يتعرَّض للتدهور بسهولة ويتطلَّب سياقاً بطيئاً وصعباً ومُكلِّفا قبل أن يعود إلى التجدُّد''.
وأشار الدكتور جاك ضيوف إلى أن موارد التربة عبر مناطق الكرة الأرضية تقع تحت وطأة ضغوطٍ مُتزايدة بسبب تضارُب استخدامات الأراضي إلى جانب تضررُّها بفعل سياق التدهور الفعلي الواسع النطاق للتربة، والذي يؤدي إلى الاستنفاد السريع للكمّيات المحدودة من موارد الأراضي والمياه المتاحة لإنتاج الغذاء.
وطبقاً لبيانات المنظمة ''فاو''، ففي إفريقيا وحدها ثمة 6.3 مليون من هكتارات الأراضي الزراعية التي فَقَدت خصوبتها وقدرتها على الاحتفاظ بالماء. وتتطلّب تلك المساحات الواسعة تجديداً لقدراتها، من أجل تلبية الطلب على الغذاء لأعدادٍ سكانية يُتوقَّع أن تنمو بأكثر من الضعف في غضون السنوات الأربعين القادمة.
وفي عام 1982 كانت المنظمة ''فاو'' قد أقرّت ميثاق التربة العالمي الذي أورد المبادئ والخطوط التوجيهية الأساسية لإدارة التربة وحمايتها على أسسٍ مُستدامة، لفائدة الحكومات والهيئات الدولية. وأعلن المدير العام للمنظمة ''فاو'' أن ''ثمة تأخيرا كبيرا في تطبيق هذه المبادئ والخطوط التوجيهية الأساسية من جانب العديد من البُلدان وفي كثيرٍ من مناطق العالم''. وأضاف ''لا بد من بذل جهودٍ مُستَجَدة لكي توضع مَوضع التنفيذ على وجه السرعة''.
وعلاوةً على المساعدة على تطبيق أحكام ميثاق التربة العالمية تَرمي الشِراكة العالمية الجديدة للتربة إلى رفع مستويات الوعي وتحفيز العمل من قِبَل صُنّاع القرار بقدر ما يتعلّق الأمر بأهمية التربة للأمن الغذائي، والتكيّف لتغيُّر المناخ، والتخفيف من آثاره. كما تستهدف المُبادرة الجديدة تهيئة بيئة سياساتٍ إيجابية وحلولٍ تقنية لحماية التربة وإدارتها، والمساعدة على تعبئة الموارد والخبرات لتنفيذ أنشطةٍ وبرامج مشتركة.
والمُزمّع أن تأتي شراكة التربة العالمية كمُكمِّل للشراكة العالمية للمياه التي مرّ على إنشائها 15 عاماً من قِبل برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي UNDP والبنك الدولي WB، في وقتٍ يعود إلى عام 1996 كمبادرةٍ تهدف إلى تنسيق تنمية موارد المياه والأراضي وإدارتها مع غير ذلك من الموارد ذات الصلة، كيما يتسنَّى تحقيق الحد الأقصى من الرفاه الاقتصادي والاجتماعي بلا مَساسٍ بقدرة النُظم البيئية الحيوية على الاستدامة.

الأكثر قراءة