الإدارة

الإدارة

يمكن القول إن تحول الإدارة إلى أحد الفروع العلمية هو أهم تطور حدث في إدارة الأعمال في القرن الـ 20. ولقد زاد الطلب على الممارسات الإدارية عندما تحولت الأيدي العاملة من العمل اليدوي إلى العمل المعتمد على المعرفة.

في بدايات القرن الـ 20، كان 90 في المائة من العمال في جميع أنحاء العالم يعملون أعمالا يدوية باعتبارهم من ذوي الياقات الزرقاء أو في وظائف الخدمات المحلية. ومع نمو النظم الاقتصادية والمؤسسات التجارية، زادت الحاجة إلى المهنيين المهرة كذلك.
إن موظفي المعرفة يحملون قدراتهم معهم فهم يمتلكون أدواتهم الإنتاجية. وفي الوقت الذي تسعى فيه الشركات إلى التنافس على أساس ما هو أكثر من التكلفة، والجودة والفعالية نجد أن الميزة التنافسية للمعرفة يمكن أن تجعل الشركة تسبق منافسيها بمراحل.
ظهر علم الإدارة مع تطور البنوك العالمية في أوروبا وظهور السكك الحديدية التي تربط بين القارات في أمريكا الشمالية خلال أواخر القرن الـ 19. غيرت هذه المشروعات الضخمة من أنشطة إدارة الأعمال وحولتها من أنشطة ذات مالك واحد تدار مركزيا إلى مؤسسة مملوكة للعديد من المساهمين موزعة بين عدة دول.
في ثمانينيات القرن الـ 19، كان المهندس الصناعي فريدريك وينسلو هو أول من يضع مقياسا لإنتاجية العامل الأمريكي. في الوقت نفسه تقريبا يعد الفرنسي هنري فايول على تطوير مفهوم الهيكل التنظيمي في المؤسسات.
قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، وضع الكتاب الألمان نظريات حول تأثير المؤسسات الصناعية الكبرى على المجتمع، ومن هذا الفرع العلمي الجديد ولدت علوم الإدارة الكلاسيكية مثل "المحاسبة الإدارية، وأبحاث العمليات، ونظرية اتخاذ القرار". وفي الولايات المتحدة كان هوجو ميونستربرج هو أول من ربط علم النفس والعلوم السلوكية بممارسة الإدارة في المؤسسات الكبرى.
بنهاية الحرب العالمية الأولى، استعان الأمريكي هربرت هوفر والذي كان مهندسا آنذاك والتشيكي توماس جي مازاريك وهو مؤرخ بمبادئ الإدارة لترتيب المساعدات لأوروبا التي مزقتها الحرب. صار هذان الاثنان من كبار السياسيين لاحقا، حيث تولي الأول منصب رئيس الولايات المتحدة والثاني صار رئيسا لجمهورية التشيك. حيث شجعا الإدارة كأداة تنظيمية لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى.
إن الهدف الأساسي للإدارة هو أن تجعل الناس منتجين. وتعد الإدارة ضرورية في كل المؤسسات المعقدة التي تعتمد على الناس لتقديم مساهمات تلا غنى عنها. يوجه المديرين الموظفين للتأكد من أن كل ما يبذلونه من جهد يتجه مباشرة إلى دعم أهداف المؤسسة. عادة ما يكون دور المدير هو كما يلي:
ـــــ المساهمة في تشكيل رسالة الشركة وتطبيق الإجراءات التي تضمن هذا.
ـــــ إرشاد الموظفين والعاملين إلى تحقيق أهداف الشركة بطريقة منتجة.
ـــــ مساعدة المؤسسة على الوفاء بالتزاماتها الاجتماعية وهو ما يعني الاستجابة لمطالب العملاء.

TITLE: MANAGEMENT REV ED
AUTHOR: PETER F. DRUCKER
PUBLISHER: HARPERBUSINESS
ISBN-10: 0061252662
APRIL 2008
608 PAGES

الأكثر قراءة