خبراء يطالبون بمزيد من المساحات الخضراء في المدن

خبراء يطالبون بمزيد من المساحات الخضراء في المدن

أعرب خبراء المناخ في ألمانيا عن ضرورة اتخاذ إجراءات جادة لمواجهة موجات الحرارة الشديدة التي تضرب البلاد، مطالبين بزيادة الرقعة الخضراء داخل المدن الألمانية كإحدى وسائل علاج ارتفاع درجات الحرارة.
وقال الخبراء: إن تغير المناخ قادم بالضرورة وعلى المدن أن تكيف أوضاعها مع هذه الحقيقة. وصرّح فيلهلم كوتلر، عالم المناخ الألماني، بمناسبة انعقاد مؤتمر المناخ في مدينة ''إسن'' غرب ألمانيا هذه الأيام ''لا بد من إيجاد مساحات خضراء جديدة داخل المدن من أجل تخفيف موجات الحرارة الشديدة''.
وقال كوتلر، وهو أستاذ علوم المناخ في جامعة (دويسبورج-إسن) الألمانية في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية: إن التغير المناخي سيتسبب في ظهور درجات حرارة مفرطة في الارتفاع، تدوم فترات أطول من ذي قبل.
وأشار كوتلر إلى أن المدن الكبرى ستكون أكثر تأثرا بارتفاع درجة حرارة الأرض؛ ولذلك عليها أن تكيف ظروفها مع الأوضاع المناخية الجديدة.
جاء ذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر المناخ الذي تنظمه جهات عدة في مدينة إسن الألمانية من بينها وزارة الإنشاءات في ألمانيا.
وتحدث الخبراء أمس الأول عن ''استراتيجيات تطوير المدن بما يتوافق وأوضاع المناخ''.
وذكر كوتلر أن المنازل والشوارع داخل المدن ستزداد حرارة بسطوع الشمس المتزايد، وستحتفظ بهذه الحرارة مدة أطول، مضيفا القول: ''وهكذا لن تنخفض درجات الحرارة في المدن ليلا إذا قورنت بالأماكن المحيطة بها والتي تبرد ليلا بصورة ملحوظة''.
وقال كوتلر: إن أماكن مختلفة في مدينة إسن مثلا شهدت تفاوتا في درجات الحرارة وصل إلى ثماني وتسع درجات مئوية بين حي وآخر. وواصل كوتلر قائلا: ''هناك علاقة وثيقة ومؤكدة بين ارتفاع درجات الحرارة وبين معدلات الوفاة بين سكان المدن''، مشيرا إلى أن ألمانيا عاشت صيفا قائظا للغاية عام 2003 وفي أثناء ذلك توفي في ولاية بادن فيرتمبيرج وحدها ستة آلاف شخص.
وينصح عالم المناخ كوتلر بإنشاء المزيد من المساحات الخضراء في داخل المدن الألمانية للسيطرة على هذه المخاطر، حيث يقول: ''علينا أن نحاول فض أختام المدن''، فالكثير منها الآن يتراجع في المساحة؛ لذا لا بد من التفكير في إقامة منتزهات جديدة بها.
وقال كوتلر: ''عندما يترك الناس منازلهم، تصير هذه المساكن خالية''، والمساحات غير المأهولة تحقق ميزة مناخية تتمثل في أن الرياح تحمل الحرارة الزائدة خارج النطاق السكني، ويأتي البخر والندى ليخفف من حرارة الجو بشكل أكبر.

الأكثر قراءة