علماء: الخنفساء الآسيوية تنتج سلاحا مضادا للملاريا
أكد علماء ألمان أن الخنفساء الآسيوية تنتج مواد فعالة ضد ميكروب الملاريا وغيره من الجراثيم المسببة للأمراض.
وعثر العلماء على هذه المادة أثناء دراستهم لسائل داخل جسم الخنفساء. وتوجد هذه المادة التي تسمى بـ''الدملمف'' في دم الخنفساء وفيما يعرف بالسائل الخلالي.
ونشر الباحثون نتائج دراستهم أمس الأربعاء في مجلة ''بايولوجي ليترس''. غير أن العلماء لا يعرفون ما إذا كان من الممكن تطوير عقار من دملمف الخنفساء أم لا.
ويموت طفل كل نصف دقيقة على مستوى العالم جراء الإصابة بالملاريا التي تعتبر أكثر الأمراض المعدية تسببا في الوفاة في العالم إلى جانب نقص المناعة المكتسبة ''الإيدز'' والسل.
وليس هناك حتى الآن تطعيم ضد الملاريا ولا تلوح في الأفق بشائر لتطوير مثل هذا التطعيم. وهناك مشكلة كبيرة تواجه العلماء في مكافحة الملاريا حيث تتزايد مناعته ضد العقاقير الفعالة المستخدمة في علاجها مما جعل الأطباء يبحثون بشكل حثيث عن وسائل جديدة ضد هذا الميكروب.
وعثر باحثو معهد فراونهوف خلال مشروعهم البحثي ''بايوريسورسين'' على الخنفساء الآسيوية التي بدأ الأوروبيون يستخدمونها بقوة لمكافحة الحشرات بشكل طبيعي، من دون مبيدات. ويتميز دملمف هذه الخنفساء بقوة كبيرة على مقاومة الميكروبات مما يجعل هذه الخنفساء أقل عرضة للأمراض البكتيرية.
وتبين للباحثين خلال التجارب المخبرية أن مادة هارمونين التي يحتوي عليها دملمف هذه الخنفساء تتمتع بقوة كبيرة على قتل الجرثوم المسبب للسل وكذلك الميكروب المسبب للملاريا.
وقال الباحثون إن أكثر ما فاجأهم هو القدرة الخاصة لهذه المادة على قتل هذه الجراثيم في المرحلة الجنسية التي تستعصي على العقاقير المستخدمة حاليا ضدها، حيث تنجح الجراثيم فقط في تجاوز فترة حياتها في أمعاء بعوضة أنوفيليس ثم نقل العدوى بالملاريا من خلال اللدغ.
ويأمل الباحثون في القضاء على المراحل الجنسية لهذه البكتريا في دم المرضى وكذلك منع انتقال العدوى بها للأصحاء.
غير أن تصنيع مادة هارمونين مكلف للغاية في الوقت الحالي حيث يمر إنتاجها عبر 30 خطوة كيميائية معقدة مما جعل الباحثين يعلقون آمالهم على التصنيع البسيط لها من خلال إعادة برمجة بعض البكتيريا جينيا بشكل يخدم أغراضهم.
كما تبين خلال التجارب المخبرية أن مادة هارمونين يمكن أن تكون سامة للخلايا البشرية في حالة وجودها بشكل مركز. ولم يفسر العلماء بعد سر قدرة الخنفساء على مقاومة هذا السم.