أزمة السكن و«منوبولي» العقار
لا أشك في أن الجميع سمع عن الفيلم السعودي منوبولي الذي أحدث ضجة في أوساط الشباب والشبكات الاجتماعية، وشاهده إلى الآن ما يقارب 900 ألف مشاهد. ولكن ما هذا الفيلم؟ ومن صنعه؟ ولماذا هذه الضجة؟
قام بتصوير وإخراج هذا الفيلم شاب مبدع سعودي اسمه بدر الحمود، أحد الذين غفل عنهم الإعلام القديم واكتشفهم الإعلام الجديد. شاركه في هذا الفيلم فريق عمل من الشباب السعودي ليسوا بأقل إبداعاً منه. فكرة هذا الفيلم هي أزمة السكن التي يواجهها شبابنا هذه الأيام والتي أعاقتهم عن تكوين أسرة جديدة وجعلت الحياة أصعب لمن لديه أسرة ولا يملك مسكنا. اسم الفيلم بالعربي هو ''الاحتكار''، يحكي هذا الفيلم قصة شاب اتخذ سيارته ''الفان'' مسكنا، وقصة أصدقائه الخمسة الذين اتخذوا غرفة صغيرة مسكنا لهم، وجاء هذا الفيلم ليناقش معاناة هؤلاء الشباب مع السكن بأسلوب كوميدي جميل ليبين أن سبب مشكلة السكن هو احتكار الأراضي الذي أدى إلى ارتفاع أسعارها. سبب انتشار هذا الفيلم أنه لامس معاناة الكثير من الشباب والأسر التي تعاني أزمة السكن وارتفاع أسعار الإيجارات وأسعار شراء الوحدات السكنية، جاء هذا الفيلم ليجعل من يعاني هذه المشكلة يضحك ودمعة الحزن والأسى في عينيه وهو يشاهده. جاء يقول نحن نعاني مثلكم وهذه رسالة لمن لا يعرف معاناتنا ليتعرف عليها أكثر.
الجميل في هذا الفيلم، أنه طريقة حضارية ذكية وجميلة ينقل فيها الشباب همومهم للمسؤولين، ويقولون لهم هذه معاناتنا فلا تنسونا من حلولكم.. جاءوا ليقولوا للمسؤول ها نحن جيل الشباب قادمون اجعلونا ضمن مخططاتكم للإصلاح والتنمية، جاءوا ليقولوا للناس نحن مبدعون ونستطيع أن نكون لبنة إصلاح في هذا البلد.
أتمنى من كل مسؤول في هذا الصباح أن يأخذ من وقته 22 دقيقة لمشاهدة الفيلم على اليوتيوب عله أن يبدأ صباحه بإيجاد حل لخمسة ملايين أمثال بدر الحمود في هذا البلد سيعانون أزمة سكن.
همسة في أذن كل صاحب قرار: ''تبغى تشوف أجمل وأعظم إحساس بالفرحة، شف عائلة من ذوي الدخل المحدود وهم ينقلون أغراضهم من بيت إيجار إلى بيت ملك''.