أنماط التاريخ وما تكشفه عن المستقبل
إن نموذج التطور الاجتماعي مكننا من عقد مقارنة بين الطرق التي تختلف بها الحضارة الغربية عن الشرقية في قياس التكنولوجيا، والقدرة على شن الحرب، والتحضر، ومعدلات الاستهلاك اليومي للطاقة لكل فرد في صور سعرات حرارية.
إيان موريس
إن تتبع هذا التطور يضع أساسا للمقارنة بين الحضارات الغريبة التي نشأت في أوروبا وحوض البحر المتوسط، والحضارات الشرقية التي ظهرت في الشرق الأدنى والشرق الأقصى. ونموذج التطور الاجتماعي هذا يحلل هذه المقارنات كميا عبر التاريخ ليفسر لنا ما الذي جعل الغرب أكثر تطورا من الشرق.
والواقع أن الإجابة معقدة ويمكن أن تكون حساسة من الناحية السياسية، إلا أنها لا تعتمد على المصادفة. لقد نشأ الغرب أقوى لأسباب جغرافية ولأنماط التنمية التي تنطوي على مقارنة أداء الأفراد وطبيعة المجتمعات منذ عقود سحيقة.
ومع ذلك فإن معظم المقارنات بين الحضارات تفشل في قياس التنمية الاجتماعية وقدرة المجتمعات على تحقيق أهدافها. أما المقاييس الأخرى مثل القدرة التنظيمية والتنمية الحضرية ومعالجة المعلومات والقوة العسكرية فهي أكثر فائدة في تقييم التطورات الاجتماعية على مدى آلاف الأعوام الماضية.
توضح هذه المقارنات أن الشرق والغرب تطورا بالتوازي ولكن معدل التغير المتسارع بشكل كبير في الـ 200 عام الماضية كان هو التحول الأكبر والأسرع في التاريخ. إحدى النظريات باستخدام هذه الحسابات تقول إن الشرق سيتجاوز الغرب في عام 2103، وسوف تتسع الفجوة بحلول عام 2150.
إن تحديد التغيرات الاجتماعية على مدى التاريخ المسجل يعد العدة لمناقشة تنافس القوى بين الشرق والغرب. يوضح هذا النقاش كيف شكلت الأحداث الأخيرة شكل الحياة المعاصرة للمليارات من البشر.
فمثلا لو لم يحدث طلب الصين الاستثنائي على الفضة مثلا؛ فإن تاريخ العالم كان سينسج في مسار مختلف تماما. بحلول القرن السادس عشر، واجه الاقتصاد الصيني توسعا كبيرا ونقصا في الفضة. انتهز التجار الأوروبيين هذه الفرصة، ووجهوا فتوحاتهم إلى العالم الجديد، ولا سيما المكسيك وبيرو، لجلب الفضة من أجل الاتجار فيها.
باستخدام عمالة من الهنود الحمر وهم السكان الأصليون في القارة الأمريكية الجنوبية، استخرج الأوروبيين 150 ألف طن من المعادن الثمينة وأرسلوا نحو ثلثها إلى الصين. عندما بدأت الفضة تستنزف بدءا من عام 1750، دفع هذا النقص الأوروبيين إلى تطوير منتجات جديدة لتصديرها إلى الصين. واعتبارا من عام 1790 أصرت الصين على أن تدفع بريطانيا فضة مقابل الشاي، وهو ما حاولت بريطانيا تعويضه بتصدير الأفيون الذي تستورده من الهند إلى الصين، مما تسبب في انتشار وباء الإدمان في الصين، الذي أدى إلى اندلاع حرب الأفيون.
TITLE: WHY THE WEST RULES--FOR NOW: THE PATTERNS OF HISTORY, AND WHAT THEY REVEAL ABOUT THE FUTURE
AUTHOR: IAN MORRIS
PUBLISHER: FARRAR, STRAUS AND GIROUX
ISBN-10: 0374290024
OCTOBER 2010
768 PAGES