عسير: مشاركو «الحوار الوطني» يطالبون بتمكين الإعلام من عرض المشكلات بشفافية

عسير: مشاركو «الحوار الوطني» يطالبون بتمكين الإعلام من عرض المشكلات بشفافية

أجمع المشاركون في اللقاء التحضيري الثالث للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري الذي نظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تحت عنوان (الإعلام الواقع وسبل التطوير: حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية) على أهمية تمكين الإعلام السعودي من عرض المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمع بكل شفافية ووضوح وواقعية وموضوعية. كما اتفق الجميع على أن يشمل الطرح الإعلامي كافة المناطق والتوجهات الفكرية الموجودة على أرض الوطن بمعنى أن يكون الإعلام السعودي انعكاساً لعقيدتنا ولغتنا وتاريخنا وجغرافيتنا وهويتنا وضرورة أن تتناسب استراتيجية الإعلام السعودي مع واقع المملكة ومكانتها الدينية والإقليمية وخدمة الحرمين الشريفين داخلياً وخارجياً بما يبرز هذا الدور، ضمن ضوابط الحرية المسؤولة ومواكبة التطورات الإدارية والإجرائية للمؤسسات الإعلامية الوطنية، إلى جانب مضاعفة الجهود على كل الصُعد الفردي والمؤسساتي والحكومي لمواجهة التحديات التي يفرضها الإعلام الجديد بكل أبعاده ومكوناته للاستفادة قدر الإمكان من كل ذلك وتقليص السلبيات المتوقعة على مستوى الفرد والمجتمع وتعزيز قيم الرقابة الذاتية لدى المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها وبخاصة في الإعلام الجديد.
وكانت مدينة أبها قد شهدت أمس وقائع اللقاء بمشاركة 70 مفكرا ومفكرة وباحثا وباحثة من المهتمين بالشأن الإعلامي وبعض ممثلي الإعلام وتناول اللقاء أربعة محاور رئيسية: المحور الأول واقع الإعلام السعودي، والثاني المنطلقات الشرعية والفكرية للإعلام السعودي، في حين تناول المحور الثالث الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الرأي العام، فيما تناول المحور الرابع مستقبل الإعلام السعودي وسبل تطويره. وأكد الدكتور راشد بن راجح الشريف نائب رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في بداية اللقاء أهمية ابتعاد الحوار والمتحاورين عن شخصنة المواقف وتحويل الحوار إلى جدل بين المتحاورين، وشدد على أن ضرورة أن يكون الهدف من الحوار هو البحث عن المصلحة العامة، وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهد الأمين، والنائب الثاني، حفظهم الله، حريصون على سماع رأي المواطن، ومشاركته في القرار وبكل ما له علاقة بمصلحة العباد والبلاد وشدد على أهمية الحوار وتأصيله من الجانب الشرعي من خلال القرآن والسنة وما ورد عن السلف الصالح.
في حين قال الدكتور عبد الله العبيد عضو اللجنة الرئاسية في المركز إن الإعلام والوسائل الإعلامية عضو أصيل في منظومة الحوار في المجتمع السعودي، وأن الحوار خيار استراتيجي لا بديل عنه وهو الوسيلة الحضارية لبناء المجتمع وتمخض عن اللقاء عدد من الرؤى كان من أبرزها أن مكانة المملكة العربية السعودية الدينية تتطلب أن يتناسب إعلامها مع تلك المكانة الدينية والسياسية في الوقت الذي تسيطر الإقليمية والمناطقية على الإعلام السعودي، ودعا بعض المشاركين الإعلام إلى أن يكون الإعلام داعيا للقيم الإسلامية عبر نشرها ورأى أحد المشاركين أن المتلقي السعودي حائر بين قنوات رسمية تقليدية وقنوات تجارية منفتحة هابطة في ظل عجز القنوات التلفزيونية السعودية الرسمية بسبب ضعف أدائها وسياستها عن منافسة القنوات العالمية رغم الدعم الحكومي، إلا أن الإعلام المقروء كان أفضل حالاً من الإعلام المرئي والمسموع، في حين أن الإعلام الإلكتروني يفتقد للتمويل والدعم مما دفع به إلى الاعتماد على الشائعات والإثارة والتشهير وخلص اللقاء عن عدد من الرصد العلمي منه ضرورة تحويل وكالة الأنباء السعودية إلى مؤسسة للخروج بها من الطابع الرسمي وإجراء دراسات علمية موثقة تشخص بعض الظواهر المجتمعية وتتواصل مع الجهات المختصة لعلاج الضعف الذي يعانيه الإعلام.
ورأى بعض المشاركين أن الإعلام السعودي لا يصور المجتمع السعودي بصورة صادقة بل يركز على جوانب ويخفي جوانب أخرى، وأن قراءته غير واضحة لتنوعه بين (رسمي، شعبي، مهاجر، خاص) واختلاف خططه ومناهجه وقصوره عن تحقيق المأمول. وقال مشاركون إن تحقيق الأمن والاستقرار الوظيفي للصحافيين السعوديين مطلبٌ أساسي لا يمكن تجاهله، في حين يرى البعض أن من الأهمية القصوى تدشين قناة توعوية لإعداد الجيل لحياة أسرية مستقرة والحد من تزايد ظاهرة الطلاق. وقال بعض المشاركين إن اللقاء كان يستوجب حضور صنّاع القرار في وزارة الثقافة والإعلام لا ممثلين إعلاميين.

الأكثر قراءة