قفزة تقنية هائلة رغم الانتقادات .. «آي فون» الجديد بـ «مساعد شخصي»
تسبب أحدث هاتف "آي فون" في خيبة أمل لوول ستريت ومحبي "أبل" الذين كانوا يأملون في شيء ليس مجرد نسخة معدلة من جهاز العام الماضي مما أوقد شرارة عاصفة نادرة من الانتقادات والإحباط للمستهلكين.
وبرع تيم كوك الرئيس التنفيذي الجديد في أول إطلاق منتج رئيسي له من دون الرئيس السابق ستيف جوبز لكنه فشل في إحداث درجة الإثارة والاهتمام التي كان يجيدها مؤسس "أبل" المشارك ذو الشخصية الكاريزمية.
وفاجأت شركة أبل الملايين ممن كانوا يترقبون أحدث منتجاتها في عالم الهواتف الذكية، فبدلاً من أن تعلن الشركة الأمريكية عن جهاز "آي فون 5"، كما كان يتوقع البعض، جاء الكشف عن نسخة معدلة من "آي فون 4"، تحمل اسم "آي فون 4S".
ورغم أن البعض شعر بـ "خيبة أمل" بسبب عدم إعلان الشركة عن جيل جديد من هاتفها المتحرك الأكثر مبيعاً في العالم، فإن النسخة المعدلة تتضمن ما يُعد "إضافة ثورية" جديدة في مجال الاتصالات، حيث يحتوي الهاتف الجديد على "مساعد شخصي"، يمكنك أن تتحدث مباشرة إليه.
وخلال مؤتمر صحفي في مقر شركة أبل في مدينة "كوبرتينو" في ولاية كاليفورنيا، قال الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، "عندما تفكر في ذلك، فإن "أبل" وحدها يمكنها أن تصنع مثل هذه البرامج المذهلة والأجهزة والخدمات، وتقدمها معاً في تجربة قوية ومتكاملة كهذه".
وتابع "سيكون الهاتف الجديد متاحاً للخدمة على شبكة سبرينت اللاسلكية لأول مرة، وهي ميزة لا تتوافر في غيره من الهواتف الذكية، إضافة إلى إمكانية تشغيله على الشبكات التقليدية الأخرى مثل AT&T و"فيريزون".
كما أن سعر "آي فون 4S" يُعد الأرخص بين نظرائه من هواتف "أبل"، حيث يُطرح الجهاز بسعة تخزين 16 جيجابايت، بسعر يبدأ من 200 دولار، مع خدمة تشغيل لاسلكية لمدة عامين، بينما يبلغ سعر الجهاز سعة 64 جيجابايت، 400 دولار فقط. ومن المقرر أن تبدأ الشركة في تلقي طلبات شراء الهاتف الجديد اعتباراً من الغد، على أن يصبح متاحاً في المتاجر بدءا من 14 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
وعقد كوك، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لـ "أبل" بدلاً من ستيف جوبز، الذي قدم استقالته أخيرا لأسباب صحية، المؤتمر الصحفي للإعلان عن الهاتف الجديد، تحت شعار "دعونا نتحدث إلى آي فون"، ولم يظهر جوبز على منصة الحضور.
ويمثل طرح جيل جديد من هاتف "آي فون" لحظة تاريخية حاسمة لشركة أبل، التي تواجه منافسة حادة من قبل منتجي الهواتف الذكية، المزودة بتقنيات وبرامج تشغيل عالية الكفاءة، مما يضع الشركة الأمريكية أمام تحد عالمي للحفاظ على مكانة "آي فون" كأكثر الهواتف الذكية مبيعاً.
وكانت التوقعات عالية لهذا المنعطف الحرج في وقت تضيق فيه هواتف أندرويد التي تنتجها سامسونج إلكترونيكس ومنافسون آخرون فارق الصدارة مع "أبل" ومع بدء موسم التسوق للعطلات المهم.
ودفع المستثمرون والمعجبون الذين كانوا في انتظار مفاجأة مذهلة أسهم الشركة للانخفاض حتى 5 في المائة قبل أن تتعافى مع السوق لتغلق منخفضة 0.6 في المائة. وعرض كوك الذي حل محل جوبز في آب (أغسطس) وفريقه التنفيذي جهازا مزودا بإمكانية التعرف على الصوت وكاميرا أفضل لكنه يتطابق في الشكل مع الجهاز السابق ولا يرفع معايير الهواتف الذكية على نحو يذكر.
ورغم أن الجهاز ليس فيه الإمكانيات التي كان يأملها البعض إلا أن المحللين أعجبوا بتكنولوجيا التعرف على الصوت التي تساعد المستخدمين على استخدام الأوامر الصوتية في كل شيء من البحث عن أسعار الأسهم إلى إرسال الرسائل وبشكل أسهل منه في هواتف أندرويد أو هواتف بلاكبيري من ريسيرش آند موشن. وقال كولين جيليز المحلل لدى بي.جي.سي "مر 16 شهرا وكل ما حصلنا عليه هو معالج إيه 5 في هاتف اي.فون 4 الموجود بالفعل" وكان بعض حملة الأسهم والمحللون يأملون في ظهور شرفي لجوبز الذي أصبح رئيسا لمجلس الإدارة. لكن جوبز الناجي من سرطان البنكرياس الذي أخذ إجازته المرضية الثالثة في آب (أغسطس) لم يظهر.
وبشكل ما قد تكون "أبل" ضحية نجاحها السابق، فمؤتمرات طرح المنتجات الجديدة للشركة هي الأهم على جدول أعمال صناعة التكنولوجيا. وكان عرض "لنتحدث عن اي.فون" هو الظهور غير الرسمي الأول لكوك منذ حل محل جوبز في آب (أغسطس). ويقول محللون إن من المهم أكثر من أي وقت مضى المحافظة على شعبية اي.فون 4 المتقادم. وباعت "أبل" أكثر من 20 مليون وحدة في الربع الثالث المنتهي في 25 حزيران (يونيو).