السبت, 3 مايو 2025 | 5 ذو القَعْدةِ 1446


التخزين والعقود يحدّان من ارتفاع أسعار الأرز محلياً

عززت الإجراءات الحكومية في تايلاند وتدمير فيضانات هائلة لمساحات شاسعة من مزارع الأرز في جنوب شرق آسيا بما فيها تلك الواقعة في أكبر دولتين مصدرتين للأرز في العالم وهما تايلاند وكمبوديا، إضافة إلى تحذيرات منظمة الفاو، من مخاطر عودة ارتفاع أسعار الأرز في السوق السعودية والتي تعد ثالث أكبر مستهلك له في العالم بعد الصين والهند، بواقع 900 ألف طن سنويا.
وتضرر بفعل فيضانات أمس - وفق مسؤولين تايلانديين - نحو 1.5 مليون هكتار من مزارع الأرز في تايلاند وفيتنام وكمبوديا ولاوس. وقال خبراء إن مياه الفيضانات أغرقت الآن دلتا ميكونج في فيتنام التي تعد من أهم منتجي الأرز في العالم، ما يجعلها من المناطق التي تضررت بالفيضانات أخيرا. وإلى الغرب أسفرت الفيضانات التي أغرقت مزارع الأرز وغيرها من الأراضي الزراعية في باكستان، عن خسائر بنحو ملياري دولار.
وهنا قال لـ "الاقتصادية" محمد عبد الرحمن الشعلان، أحد أكبر تجار الأرز في المملكة: إن السياسات التخزينية التي يتبعها تجار الأرز في السعودية وحتى المستهلكون، إلى جانب العقود الملزمة مع المصدرين الرئيسين في الهند وباكستان، ستوفر حماية كافية ضد إحداث ارتفاع جنوني في أسعاره محليا على الأقل في المديين القريب والمتوسط.
وبين الشعلان أن التخوف من ارتفاع الأسعار محليا محدود وقد لا يحدث، مشيرا إلى أنه رغم أن المملكة لا تستورد الأرز بصورة كبيرة من تايلاند إلا أن الفياضانات هناك يمكن أن تؤثر في أسعاره عالميا.

#2#

وأضاف" قد تتسبب مثل تلك العوامل في إحداث ذعر من قبل المستهلكين في الأسواق الأخرى كأوروبا ما يدفعهم إلى الشراء بكميات أكبر، كما أنه قد يدفع التجار الهنود إلى استغلال الموقف ورفع الأسعار".
ونوه الشعلان إلى أن هناك مابين 20 في المائة إلى 50 في المائة مخزون كاف في السوق السعودية وهي كافية لتلبية الطلب المحلي حنى نهاية الموسم، موضحا أن سياسات التخزين المتبعة في المملكة منذ نحو عشر سنوات أثبتت أنها ملائمة وذكية لمواجهة مثل هذه الظروف الراهنة".
يأتي ذلك بعد أن كانت أعلنت أمس الأول منظمة الأغذية و الزراعة في الأمم المتحدة (الفاو) إن أسعار استيراد الأرز بلغت 580 دولارا لكل طن في آب (أغسطس) الماضي بارتفاع بنسبة 16 في المائة عن أيار (مايو) الماضي بسبب الطلب المتزايد، والتغيرات المتوقعة لسياسة الدعم التايلاندي للمزارعين.
وقالت "الفاو" في أحدث تقرير بشأن الموقف الغذائي في آسيا - الباسيفيك "الطلب القوى من الدول الموردة وتغيرات نظام دعم الأسعار في تايلاند هما السببان وراء الزيادة". وبوجه عام تضع تايلاند التي تعد الدولة المصدرة الرئيسة في العالم للأرز على مدار الأربعة عقود الماضية مسار السعر في السوق العالمية.
وتتزامن تلك الفياضانات مع تعليمات أصدرتها الحكومة التايلاندية قبل خمسة أيام للآلاف من مطاحن الأرز في جميع أنحاء البلاد بشراء الأرز من المزارعين بسعر ثابت في إطار جهودها لتعزيز دخول سكان الريف. ويتعهد البرنامج بتقديم أسعار للمزارعين عند 15 ألف بات (500 دولار) لطن الأرز الأبيض العادي و20 ألف باهت للطن من أرز الياسمين عالي الجودة بنسبة رطوبة تقل عن 5 في المائة.
وبموجب البرنامج، ستشتري الحكومة كل الأرز من المطاحن وتقوم بتخزينه إلى حين بيعه إلى المصدرين أو إلى حكومات الدول الأخرى. وظلت تايلاند أكبر دولة مصدرة للأرز في العالم لأربعة عقود، لكن من المتوقع أن تخسر تلك المكانة لمصلحة فيتنام العام القادم كنتيجة مباشرة لبرنامج تثبيت الأسعار. قال مصدرو الأرز إنهم سيحتاجون إلى رفع أسعارهم إلى أكثر من 800 دولار للطن في السوق العالمية إذا بلغ سعر الشراء المحلي 500 دولار للأرز الأبيض العادي. ويراوح سعر السوق العالمي حاليا بين 600 و620 دولارا للطن.

الأكثر قراءة