مصانعنا تسوّق مكيفاتها الرديئة في السوق المحلية

مصانعنا تسوّق مكيفاتها الرديئة في السوق المحلية

لم يجد الدكتور صالح بن حسين العواجي أقوى من الابتسامة وهو يصارح مصنعي المكيفات والأجهزة الكهربائية بالقول إنه "علم" أن بعض الشركات المحلية تسوق منتجاتها الجيدة إلى الخارج بينما توجه الأجهزة الرديئة التي تستهلك طاقة أكبر وإنتاجية أقل إلى السوق المحلية. وقال العواجي "علمت .. وأتمنى ألا يكون ذلك صحيحا.. هناك شركات محلية تصنع أجهزة التكييف تصدر الأجهزة ذات الكفاءة العالية إلى الخارج وذات الكفاءة الأقل إلى السوق المحلية".
وتسعى وزارة الكهرباء إلى تخفيض الحمل الكهربائي في البلاد الذي بلغ 47 ألف ميجاوات خلال صيف هذا العام، حيث تستهلك المنازل أكثر من 80 في المائة من الطاقة المنتجة تذهب النسبة العليا إلى أجهزة التكييف. وهنا قال العواجي إن الدراسات التي أجرتها وزارة الكهرباء أكدت أن نسبة 20 في المائة من الطاقة المطلوبة لتغطية الأحمال في فترات الذروة يمكن توفير لو تم استخدام تقنيات رفع كفاءة الأجهزة الكهربائية والوسائل المخفضة لاستهلاك الطاقة الكهربائية في المباني مثل العزل الحراري والأنظمة الذكية لإزاحة الأحمال والتحكم بها في أوقات الذروة والمكيفات ذات نسبة كفاءة عالية للطاقة، للاستفادة من تطبيقها في المملكة. وتوقع المسؤول "أن يصل الحمل الأقصى إلى 77 ألف ميجاواط بعد عشر سنوات من الآن وهو ما يتطلب إنفاق مبالغ تتجاوز 380 مليار ريال".
وقال العواجي في ورشة عمل تنظمها وزارة المياه والكهرباء على مدى يومين بعنوان: "تشريعات كفاءة الطاقة للمكيفات ووسائل الإلزام بها" وعقدت بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية والشركات المتخصصة في تصنيع مكونات أجهزة التكييف أن الورشة تهدف إلى رفع كفاءة استخدام الكهرباء وخفض الأحمال في وقت الذروة لتحقيق أهداف الدراسة التي تمولها الوزارة حاليا المتعلقة بتطوير صناعة المكيفات في المملكة وإيجاد تصاميم جديدة لمكيفات هواء الغرفة من نوعي الشباك والمجزأ ذات كفاءة عالية تناسب الاستخدام في الأجواء الحارة في المملكة عند درجة حرارة 46 درجة مئوية. وأضاف أنه سيتم استطلاع آراء المصنعين والمستوردين والمستهلكين وتحديد قيمة مناسبة لنسبة كفاءة الطاقة تحقق أكبر خفض ممكن في استهلاك المكيفات من الطاقة الكهربائية مع المحافظة على عمر طويل نسبياً للأجهزة وسعر مناسب للمستهلك مقارنة بما سيحققه من وفر في فاتورة الاستهلاك على المدى الطويل. ولفت العواجي أن الوزارة تسعى للاستفادة من الخبرات المحلية والدولية وعرض تجارب الجهات ذات العلاقة في هذا المجال خاصة في كيفية التحقق من مطابقة الأجهزة للمواصفات والتشريعات الفنية ومتطلبات السلامة المعتمدة لهذا الغرض ووسائل مراقبتها والإلزام بها والاستفادة محلياً من الآليات المتبعة في الدول الأخرى، لتسهم في الوصول إلى الاستخدام الأمثل للطاقة في مجال التكييف واتخاذ القرار المناسب لوضع خطة فعالة مناسبة لرفع الحدود الإلزامية لنسبة كفاءة الطاقة للمكيفات عند درجة حرارة خارجية 46 درجة مئوية والتأثير الإيجابي لها على الأفراد والمنشآت والاقتصاد الوطني والبيئة.

الأكثر قراءة