السعودية خامسة دول العالم في تلوث الهواء والإمارات سابعة
تتميز البلدان الناشئة في العالم بمعدلات نموها السريع، لكن غالبا ما لا نسمع بالجوانب السلبية لتلك التنمية السريعة. ونشرت منظمة الصحة العالمية خلال الفترة الأخيرة تقريرا حول أكثر البلدان تلوثا في العالم، مبينة أن أشد البلدان تلوثا تضم عددا من الدول المصدرة للنفط والغاز، وهي من بين البلدان الأسرع نموا.
وجاءت السعودية في المرتبة الخامسة ضمن هذه القائمة، علما بأنها تحتل المرتبة الأولى عالميا فيما يتعلق بإنتاج وتصدير النفط، ولديها خُمس احتياطيات النفط في العالم.
بينما جاءت الإمارات في الترتيب السابع بين الدول الأشد تسببا في التلوث وفق معلومات هذا التقرير، وأن إنتاج النفط والغاز، وقطاع صناعة النفط هما المسببان الرئيسان للتلوث في الإمارات.
واحتلت الكويت المرتبة العاشرة من حيث التلوث، علما بأنها في المرتبة الرابعة من حيث كمية إنتاج النفط ضمن أوبك. واحتلت الكويت عناوين الأخبار في أوائل التسعينيات حين أشعلت القوات العراقية النار في آبارها. وازدهرت صناعة النفط السعودية خلال العقود القليلة الماضية، كما ازداد تركيز التلوث على شواطئها التي يبلغ طولها 2.175 ميلا، وهنالك مشكلات تلوث تتعلق بالصناعات النفطية والبتروكيماوية القريبة من الشواطئ.
وتعاني السعودية كذلك مستويات عالية من انبعاثات غازات احتراق الوقود في محركات المركبات، حيث يتسبب هذا المصدر في 50 في المائة من التلوث في الهواء. ويضاف إلى ذلك الطقس الصحراوي، والعواصف القوية التي تتسبب في كثير من الأمراض ذات العلاقة بالجهاز التنفسي.
وكانت السنغال هي صاحبة المرتبة الرابعة من حيث مستوى التلوث. ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى سوء التخطيط العمراني، كما أن المناجم تتسبب في زيادة معدلات التلوث.
وتأتي باكستان في المرتبة الثالثة على هذه القائمة، حيث إن مستوى التلوث فيها أخطر بعشر مرات من المستويات الخطيرة حسب معايير منظمة الصحة العالمية. وتعد مدينة كراتشي المكتظة بالسكان أكثر مدن البلاد تلوثا.
واحتلت بوتسوانا المرتبة الثانية من حيث معدل التلوث، على الرغم من أن عدد سكانها يبلغ مليونين نسمة فقط. ورافق النمو السريع لهذا البلد الإفريقي تزايد مذهل في العوامل المضرة بالبيئة. وتظل المناجم هي المصدر الرئيسي للتلوث فيها.
أما صاحبة المرتبة الأولى في قائمة التلوث هذه حسب بيانات تقرير منظمة الصحة العالمية، فهي منجوليا؛ إذ إن فيها أشد مدينة في العالم تلوثا، وهي مدينة يولانباتار، حيث إن هذه المدينة بسكانها البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة تتسبب في 45 في المائة من التلوث الموجود في هذا البلد.
ويأتي معظم التلوث من الأفران التي تعمل بالفحم، والمراجل المستخدمة في التدفئة، والطبخ، إضافة إلى الشوارع شديدة الازدحام بالسيارات. ومعلوم أن هنالك ضرورة قصوى للتدفئة خلال ثمانية أشهر من العام.
وهنالك مصدر رئيس آخر للتلوث هو العمران السريع، حيث زاد عدد سكان مدينة يولانباتار بنسبة 70 في المائة خلال السنوات الـ20 الماضية، ولم تتمكن البنية التحتية للمدينة من مجاراة معدل النمو السريع.
وتقول تقارير صحية إنه نتيجة للتلوث الشديد ارتفعت معدلات الوفيات المبكرة في المدن الرئيسة.