دعوة للاستفادة من تجربة معرض الكتاب في دعم صناعة النشر للأطفال

دعوة للاستفادة من تجربة معرض الكتاب في دعم صناعة النشر للأطفال

حين يتفق الجميع على أن معرض الكتاب في الرياض يتربع على صدارة المعارض العربية من الناحية الاقتصادية، وأن جناح الطفل في معرض الرياض الدولي للكتاب كان جزءا لا يتجزأ من نجاح المعرض الذي استقطب في نسخته الأخيرة قرابة ثلاثة ملايين زائر صنعوا له قوة شرائية تقترب من 15 مليون ريال خلال عشرة أيام فقط، فهذا يعني أن وجود معرض كتاب خاص في أي مناسبة ثقافية للأطفال هو أمر ينبغي التعامل معه بجدية بالغة. رؤية كهذه دفعت عددا من الناشرين العرب للمشاركة في الملتقى الذي استضافته الرياض أخيرا، حيث أكدوا لـ "الاقتصادية" أن السمعة التي حققها معرض الرياض للكتاب خلال السنوات الماضية كانت في مقدمة الأسباب التي شجعتهم لزيارة العاصمة السعودية من أجل المشاركة في معرض الكتاب المصغر المصاحب لملتقى ثقافة الطفل، وكان من ضمن هؤلاء الناشرين من شارك بالفعل مع أجنحة مستقلة في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام في بداية شهر مارس من كل عام.
الناشر ماهر عبد الله من مصر والذي زار المملكة قبل عامين تقريبا للمشاركة في مؤتمر الناشرين العرب، وصف معرض الكتاب بالحدث الناجح الذي يجب نقل تجربته التنظيمية إلى فعاليات ثقافية أخرى، معتبرا أن الدورة الأولى من الملتقى الدولي لثقافة الطفل بالخطوة التأسيسية التي تحتاج إلى التعاون من أجل الوصول بها إلى تجربة رائدة في الاهتمام بالطفل، ومتمنيا أن تتكرر هذه التجربة في أكثر من مدينة عربية، وأضاف " لقد جئنا ونحن متحمسون لهذه الفكرة، وهدفنا جميعا أن نرتقي بصناعة النشر المعنية بالطفل وأن نحتفي بالناشطين في هذا المجال من مؤلفين ورسامين وناشرين، وهو ما سينعكس إيجابا على المهتمين بهذه المهنة المرتبطة مباشرة ببناء شخصيات النشء وإعداد الأجيال الواعدة التي هي عماد أي دولة ومجتمع لتحقيق التقدم". وفي تعليقه حول القوة الشرائية التي يمكن للمعرض المصاحب لملتقى ثقافة الطفل تحقيقها في ضوء تجربة معرض الكتاب، قال عبد الله إن الحضور الذي تحقق في التجربة الأولى جيد مع وجود الرغبة في تعزيزه مستقبلا، مشيرا إلى أن اهتمام أغلب الناشرين المتخصصين في كتب الطفل، لا يتركز حاليا على عمليات البيع والشراء بقدر ما هو متجه لإنجاح تطبيق هذه التجربة واستمراريتها، وأشار إلى أن هذا يتحقق بالتعاون والتنسيق بين المنظمين والناشرين، بالإضافة إلى دعم الجوانب التسويقية وتهيئة كل السبل الممكنة للحضور الجماهيري الذي يعد المقياس الحقيقي لنجاح أي فعالية ثقافية أو اجتماعية.
في جانب آخر، وعلى الرغم من التركيز الواضح على كتب قصص الأطفال والوسائل التعليمية المبتكرة، إلا أن بعض دور النشر العارضة في الملتقى الدولي لثقافة الطفل عرضت عددا من الكتب المتخصصة في الأدب والنقد وهو ما أثار نوعاً من التساؤل البديهي بين الزوار، بل إن بعض دور النشر شاركت بجناح يماثل تقريبا جناحها في معرض الرياض للكتاب في الوقت الذي اتجهت فيه دور نشر أخرى –غير متخصصة بالكامل في ثقافة الطفل- إلى الاقتصار على عرض مطبوعاتها الموجهة للطفل، وإذا كان الأطفال الذين يحملون البالونات ويتحلقون حول الدمى التعبيرية ودروس اللغة الترفيهية لن يعيروا اهتماما كبيرا لوجود كتب نقدية وأكاديمية محكمة، فإن وجود هذه الكتب وبحسب قائمين على الأجنحة بأنه لا يمثل تعارضاً مع فكرة الملتقى معتبرين أن وجود التنوع في الفئات العمرية التي تزور المعرض المصاحب، ومنها عدد من أولياء أمور الأطفال يجعل من الطبيعي إيجاد كتب تلائم مستواهم الثقافي واهتمامهم كما أن هذا يتيح لهم فرصة اقتناء مطبوعات قد لا يجدون وقتا للبحث عنها في المكتبات التجارية، في حين يقول ناشر من لبنان إن فائدة بعض كتب الأطفال ذات الطابع الموسوعي لا تقتصر عليهم فقط بل إنها قد تكون وعاء معرفياً مشوقاً لأهاليهم أيضا. يشار إلى الملتقى الدولي لثقافة الطفل أقيم برعاية من الأمير سلمان بن عبد العزيز وشراكة إعلامية مع المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ممثلة في مجموعة نمو العلمية، وقد اختتم فعالياته نهاية الأسبوع الماضي، بعد مشاركة جيدة من عدد من القطاعات التربوية والتعليمية ودور النشر والسفارات والجمعيات التطوعية والمؤسسات المهتمة بالطفل.

الأكثر قراءة