ما تأثير الظواهر المناخية العالمية في طقس شبه الجزيرة العربية؟
صنف علماء المناخ مناطق الكرة الأرضية إلى عدة أصناف لكي تسهل دراستها ورصدها، ووضعوا لها قوانين ومفردات.
فمن مؤشر الدائرة القطبية AO وظاهرة النينيو ولانينيا في المحيط الهادئ إلى ظاهرة ثنائي الأقطاب في المحيط الهندي. واليوم نتحدث عن أثر التذبذب الحراري والضغط الجوي شمال المحيط الأطلسي التي تعرف بـ NOA وهي تقاس بخمس أو بست درجات سلباً وإيجاباً ويندرج تحت الظروف السلبية ارتفاع قيم الضغط الجوي فوق جزيرتي جرينلاند وآيسلندا والبرودة في بعض مناطق أوروبا وضعف المنخفض شبه الدائم فوق آيسلندا وفي المقابل انخفاض قيم الضغط في جزر الأزور وغرب البرتغال وإفريقيا وضعف مرتفع الأزور شبه الدائم. وفي الظروف الإيجابية يحدث العكس وهو السائد معظم شهور العام. السؤال هنا هو ما فائدة شبه الجزيرة العربية من هذه الظاهرة؟ الجواب عندما تكون ظروف NAO في الظروف السلبية فإنه يتشكل حزام من الضغط المرتفع يعمل على صد للمنخفضات الجوية والرطوبة القادمة من الغرب باتجاه غرب وشمال غرب أوروبا ثم تقوم بالبحث عن مسار بديل وفي الأغلب أنها تسلك طريقاً عبر جنوب غرب أوروبا وشمال غرب إفريقيا والبحر المتوسط وجزء من هذه المنخفضات يذهب شمالاً في أقصى شمال أوروبا . وعندما أن تقترن هذه السلبية بسلبية AO في الدائرة القطبية ينفرج التيار النفاث بشدة ناحية الجنوب باتجاه صحراء إفريقيا وشبه الجزيرة العربية وقد حدث ذلك عدة مرات خلال العقود الماضية.
وقد استفادت شبه الجزيرة من هذا الاقتران السلبي فائدة كبيرة وتمتعت بطقس رطب مطير معظم أيام الشتاء وعلى سبيل المثال كانون الأول (ديسمبر) 1956 في الوسطى ممطر ورطب وغائم لفترة تزيد على 30 يوما وفي كانون الأول (ديسمبر) 1995 حصلت أمطار وأيام ضبابية رطبة في القصيم والرياض استمرت عشرة أيام شبه متواصلة وكذلك في كانون الثاني (يناير) الذي كانت ظروف الظاهرتين سلبية تمتعت القصيم بخمسة أيام مطيرة دون انقطاع وشملت حائل. وهناك فترات كانت رطبة ومطيرة أخرى مثل منتصف كانون الثاني (يناير) 1979 الذي هطلت فيه كمية أمطار هائلة تجاوزت 80 مل في بعض هجر وقرى المنطقة الغربية.
وشملت الأمطار القصيم وغرب منطقة الرياض وحائل وفترات أخرى مطيرة يصعب حصرها هنا.
وننتقل إلى جانب التوقعات لظاهرة شمال الأطلسي والمنقولة من موقع نوأ الأمريكي لرصد المحيطات والغلاف الجوي.
يشير الرسم البياني إلى اعتدال نسبي خلال هذه الأيام يليه سلبية خفيفة ثم إيجابي يصل إلى (1) ثم سلبية مرة أخرى في آخر هذا الشهر.
قد تكون الظروف السلبية المتوسطة هي أفضل بالنسبة لشبه الجزيرة العربية عند اقتران هاتين الظاهرتين حسب أرشيف الأمطار في شبه الجزيرة العربية مقارنةً بأرشيف الظواهر السابقة .