سائحو المغامرات يتحدون تحذيرات السفر ويذهبون إلى المناطق الخطرة
يتجاهل السائحون الغربيون المحبون للمغامرات التحذيرات من السفر إلى أفغانستان التي تتضمن أحيانا عواقب مميتة.
فأحد السياح الألمان على سبيل المثال سافر لبعض الوقت إلى أفغانستان ثم انتهت مدة تأشيرته، فطلب مد أجل التأشيرة في إقليم جهور غرب أفغانستان، لكن الشرطة أبلغته بأنه مطلوب منه أن يتوجه إلى العاصمة. ونصحت الشرطة الرجل بالتوجه جوا إلى العاصمة وفقا لقول حاكم جهور عبد الله هويد، إلا أن الرجل قرر أن يسافر بالطريق البري الأكثر خطورة وقتل هو ومرافقه الأفغاني على يد مهاجمين مجهولين. وهناك عدد قليل من السائحين في أفغانستان وباكستان، لكن بعضهم يتحدى الوضع الأمني المحفوف بالمخاطر بحثا عن الإثارة.
فقبل سنوات في فندق في مدينة مزار الشريف شمال أفغانستان، أذهلت مجموعة سياحية من غرب أوروبا مراسلين أجانب كانوا يتناولون الإفطار بسؤالهم عن المكان الذي يأخذون فيه حافلة إلى قندز. وكان السياح الذين لم يعودوا شبابا والذين دخلوا البلاد عن طريق الجمهوريات السوفياتية الجنوبية السابقة يخططون للسير في ممر واخان في شمال شرق أفغانستان بدون ترتيب وسيلة نقل مقدما.
وفي باكستان قبل شهور، كانت عائلة أوروبية شابة تقوم بجولة في الريف بسيارتهم المرسيدس القديمة. وقد دخلوا باكستان من إيران وكانوا متوجهين إلى أفغانستان. إلا أنهم رغم ذلك لم يتموا الرحلة لأن السلطات المحلية لم تسمح لهم بالسفر إلى هناك. وكان طفل الزوجين يبلغ عمره أقل من عام. وقال الرجل إنهم أحيانا ما كانوا ينامون على جانب الطريق بجوار سيارتهم في العراء.
وتعرض بعض وكالات السفر جولات في أفغانستان. فعلى سبيل المثال تعلن شركة بريطانية لرحلات المغامرات عن جولة شاملة لمدة 16 يوما بتكلفة نحو 7560 دولارا.
ويقوم المسافرون بجولة في كابول وهيرات ووادي بانشير وباميان ومزار الشريف وهي جميعها في الأساس أماكن آمنة التي يمكن رغم ذلك أن تتحول إلى أماكن خطيرة دون تحذير.
ووضحت كيفية تغير الموقف الأمني بسرعة قبل بضعة أسابيع بمقتل اثنين من الألمان يعملان في منظمة مساعدات في كابول. وكان الرجلان يقومان بنزهة علي الأقدام في منطقة بمحازاة سلسلة هيندو كوش شمال كابول التي تعتبر آمنة.
ويمثل السياح الأفراد على الأخص كابوسا بالنسبة للبعثات الدبلوماسية الأجنبية، فهم في الغالب ما يتجاهلون تحذيرات السفر التي لا تكون واضحة.
وتحذر وزارة الخارجية الألمانية من أن الذين يسافرون إلى أفغانستان رغم تحذيرات السفر ''يجب أن يدركوا أخطار الأعمال الإرهابية أو العنف ذا الدوافع الإجرامية''، وحثت مواطنيها على توخي ''أقصى درجات الحذر''. وتقول الوزارة: إن هذا ينطبق بصفة خاصة على الرحلات البرية حتى في المناطق السلمية نسبيا في البلاد التي يجب أن تتم فقط في قوافل، ويفضل أن يرافقها حراس. ومع ذلك، لا يمكن منع السياح من الذهاب إلى أفغانستان، فالسفارات قد تضطر إذن إلى مساعدة أبناء بلدانها، مع أنه ليس لديها بالفعل ما يكفي للقيام بمثل هذه المهمة في منطقة تمزقها الأزمات. وعندما يقع ما هو أسوأ، كما حدث في إطلاق النار أخيرا في جهور، فهم يهتمون بإعادة الجثث إلى بلادهم.