لننتصر للبيئة
نحن نحتل المركز الخامس ضمن الدول الأكثر تلوثا وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية (الإقتصادية 14/10/2011). 50% من التلوث وفقا للتقرير ناتج عن انبعاثات غازات احتراق الوقود. ولهذا السبب فإن من المبهج أن تبدأ صناعتنا في التوجه نحو مصادقة البيئة. هذا الأمر يتحقق بالسعي إلى خفض هذه الانبعاثات.
هنا لا بد من النظر بإيجابية إلى مبادرة الشركة السعودية للكهرباء بتحويل محطاتها إلى صديقة للبيئة كما ورد في التقرير الذي نشره الزميل حبيب الشمري في "الاقتصادية" أمس. وبالفعل تم أمس الأول توقيع أول عقد لمحطة تستخدم تقنيات المحافظة على البيئة.
الحقيقة أن ملف المحافظة على البيئة هو حزمة من الإجراءات التي تبدأ بمبادرات مميزة على غرار مبادرة الكهرباء، وتمتد لتشمل المصانع والمنشآت الحكومية والخاصة.
دور الإنسان في الحفاظ على البيئة وممارسة واجبه الوطني، دور مفصلي للغاية، وهو يحتاج لجرعات من الوعي، وصرامة في تطبيق العقوبات. إذ لا معنى أن تضع عقوبة لرمي المخلفات من السيارة بشكل غير حضاري، لكنك لا تباشر في تطبيق هذه العقوبة إلا نادرا.
وفي السياق نفسه، ليس منطقيا أن تتم الدعوة إلى تعويض النطاق النباتي الذي فقدته بعض صحارينا بسبب الاحتطاب والرعي الجائرين، وفي الوقت نفسه تتجه بلديات بعض المدن إلى نزع الأشجار من هذا الشارع أو ذاك باعتبار أن نزع شجرة الحل الأيسر بالنسبة لهم، إذ لا أحد يدافع عن الشجرة، ولا أحد يتذكر هذه الشجرة إلا عندما يأتي الحديث عنها في اليوم المخصص لها، فيتم غرس شتلة هنا أو هناك وسرعان ما تذبل لأن مكان زراعتها مناسب لاحتفالية يوم الشجرة فقط.
مهم جدا أن ننتصر للبيئة، فالغبار المتزايد الذي ينضم إلى منظومة التلوث في بلادنا، يجعل العلاج العاجل ضروري، فنحن والكويت والإمارات ونحن نتصدر قوائم الدول الأكثر تلوثا نحتاج إلى إدارة فاعلة لأزمة التلوث.