إمام الحرم: الرجولة ليست في عبوس الوجه وإصدار الأوامر

إمام الحرم: الرجولة ليست  في عبوس الوجه وإصدار الأوامر

تناول الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة قواعد السلوك ومعايير الأخلاق وآداب التعامل مع الآخرين في ضوء الشرع المطهر وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال إن البعض يظن أن الرجولة والشخصية في عبوس الوجه وتقطيب الجبين وإصدار الأوامر والنواهي وتجنب المباسطة في الحديث مع الأهل ومبادلة المسرات وحسن الإصغاء. وتابع: ''ومن دقيق الملاحظة في التعامل مع الصغار أنهم لا يفرقون بين أوقات الجد وأوقات اللعب، فالطفل يظن أن الوقت كله له وقد قدر الإسلام هذه المشاعر فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل بنت ابنته في الصلاة فإذا ركع وضعها وإذا قام رفعها, والحسن أو الحسين رضي الله عنهما يرتحلان النبي صلى الله عليه وسلم ويركبان على ظهره وهو في الصلاة فيطيل السجود حتى يقضي الطفل نهمته, بل وهو يخطب على المنبر جاء الحسن رضي الله عنه فصعد المنبر فضمه النبي صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه, والطريق الأيسر والأقصر والأمتع إلى قلوب الأطفال والصغار هو ملاطفتهم وممازحتهم وحسن رعايتهم ومنحهم الحنان والاهتمام وما كان أحد أرحم بالعيال من محمد صلى الله عليه وسلم, وزحمة الواجبات وكثرة المسؤوليات لا يجوز أن تشغل عن مثل هذا فهذا من جملة المسؤوليات والواجبات, مفردات التعامل مع الصغار قبلة حانية وحضن دافئ ولعب بريء وهي لغة سهلة يسيرة في تكاليفها عظيمة في تأثيرها.
وقال: ''أما التعامل مع الخدم والأجراء والعمال فيجسده تمام التجسيد مقولة أنس رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله''. وتأملوا هذه الحادثة: خرج أنس في حاجته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى الصبيان يلعبون في السوق فانشغل معهم لأنه كان صغيرا في سنهم فاستبطأه النبي صلى الله عليه وسلم فخرج يبحث عنه فوجده يلعب مع الصبيان, يقول أنس فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي فنظرت إليه وهو يضحك فقال ياأنيس أذهبت حيث أمرتك فقلت نعم أذهب يا رسول الله. وأضاف بن حميد: ومن حسن التعامل وآدابه اليقين الجازم بأنه لا أحد يخلو من العيوب والناس يكرهون من لا ينسى زلاتهم ويذكرهم بأخطائهم ومواجهة الآخرين بأخطائهم هي أقصر طريق للعداوة ومن ستر مسلما ستره الله، والمتقون هم الكاظمون الغيظ والعافون عن الناس، وابتسم للناس يبتسموا لك وتبسمك في وجه أخيك صدقة''.

الأكثر قراءة