الخط العربي.. حرفة أخفتها «التقنية»
لم يعد للخط العربي وفنونه مجال للمنافسة بعد اكتساح التقنية بجميع أشكالها واعتماد الكثير على مخرجات التقنية من خطوط متنوعة، ويؤكد متخصصون في مجال التربية أن ضعف المواد المقدمة جعلت الخط العربي غائبا، كما أن ضعف أساليب المعلمين في تقديم مثل هذه المواد للطلاب غيب المحاكة للخطوط الجميلة.
ويشتكي هؤلاء من سوء خط الطلبة بعد اعتمادهم على أجهزة الكمبيوتر، ولم يعد يستخدم القلم إلا في حالات ضيقة، مطالبين أن تكون شهادات التقدير المقدمة في المناسبات الرسمية تكون مخطوطة بالخط اليدوي واعتبار الخط العربي إحدى الحرف اليدوية.
وفي هذا الشأن يقول سليمان الفايز رئيس جمعية الثقافة والفنون في منطقة القصيم ومساعد مدير التربية والتعليم في المنطقة إن القلم له ضوابط حتى في طريقة استلامه باليد، كما أن محاكاة الطلاب لمعلميهم غائبة تماما في الفصول الدراسية، فلم يعد المعلم يمتلك خطا جميلا، وبالتالي سيكون الطالب أيضا ليس صاحب خط جميل.
ويضيف: ''قواعد الخط الحالية قتلته وجعلته جامدا لا فن فيه، والخط العربي يجب ألا يتبع قاعدة معينة، بل ينطلق في مجالات الجمال''.
ويشير إلى أن هناك الخط الكوفي، وهناك 60 نوعا من الخط وفيه مجالات للمبدعين يجب ألا تتقيد بقاعدة معينة، وهناك الخطوط الأندلسية، وكذلك الخط المزوي الذي جمل قباب المساجد، وهو أيضا من الخطوط الجميلة.
ويؤكد أن الكمبيوتر كمثل الوراقين في العهد العباسي يجب ألا يقضي على الخط الجميل، فالوراقون مهمتهم نسخ الكتب، وإعادة كتابتها باليد، بينما في الوقت الحالي من يقوم بهذه المهمة هو الكمبيوتر، الذي يتبع أنظمة خط واضحة لا تغير فيها.
من جانب آخر، يرى سعيد القحطاني مشرف برنامج بارع في الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الخط العربي هو ضمن الحرف اليدوية، ولم يعلق على أن يكون شعار برنامج بارع مصنوعا بيد أحد الخطاطين السعوديين بديلا لتصميم تم عمله على أجهزة الكمبوتر، خصوصا أن هيئة السياحة تدعم الحرف والحرفيين بأن تكون الهدايا المقدمة في المناسبات الرسمية معمولة بأيد حرفية سعودية.
ويطالب الخطاط عبدالله المطلق أن يكون الخط العربي حاضرا، فيما يخص هيئة السياحة ضمن الحرف اليدوية، متمنيا أن يكون شعارا بارعا، الذي يهتم بالحرف اليدوية من صنع الخطاطين، وأن تكون شهادات التقدير المقدمة في الاحتفالات الرسمية بالخط اليدوي بديلا للكمبيوتر.