الجمعة, 2 مايو 2025 | 4 ذو القَعْدةِ 1446


استراتيجية مؤسساتية لأعماله الخيرية داخل المملكة وخارجها

تقف اليوم الجمعيات الخيرية والأعمال الخيرية تبكي سلطان الخير، بعد أن فقدت رمزا من رموز الأعمال الخيرية ''الأمير سلطان بن عبد العزيز'' ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الأب الروحي للأعمال الخيرية داخل المملكة وخارجها، كما وصفته الجمعيات الخيرية في المملكة، فعلى الرغم من ارتباطه بالأمور السياسية والاقتصادية، إلا أنه لم يغفل عن الأعمال الخيرية التي خصص لها مؤسسة خيرية تسير بشكل واضح ومنظم باسم ''مؤسسة الأمير سلطان الخيرية'' ليكفل استمرار أعمالها الخيرية في حياته وبعد وفاته، ووضعت المؤسسة بصمة قوية تحكي تاريخ العمل الخيري في المملكة، ومنهجا تسير عليه الجمعيات الخيرية.
وأشارت فوزية الطاسان، مدير الجمعية الفيصلية الخيرية النسائية في جدة، إلى أن المملكة فقدت رمزا من رموز الأعمال الخيرية، ومؤسس البنى التحتية للأعمال الخيرية في المملكة، كان ذلك عن طريق مؤسسة الأمير سلطان الخيرية التي بنيت على أسس واستراتيجية مؤسساتية تكفل استمرارها في حياته وبعد وفاته، فقد كانت له نظرة مستقبلية في نمو الأعمال الخيرية واستمرارها بعد وفاته، كما اهتم اهتماما خاصا بدعم الأسر للنهوض بها ودخولها في دائرة الإنتاج والمشاركة الفعلية في تنمية المجتمع.
وقالت ''وفاة الأمير سلطان خسارة للمملكة؛ فهو جزء من تاريخ المملكة في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولمسة واضحة وحانية للأعمال الخيرية التي ارتبطت باسمة، فلم يكن ينتظر شكرا وثناءً من أحد فقد كانت المؤسسة مبادرة وسريعة في تقديم الدعم والمشاريع الخيرية''.
ولفتت الطاسان إلى الأعمال الخيرية للأمير سلطان التي سجلها التاريخ ليضع بصمة للعمل الخيري في المملكة، حيث أمر بإعادة بناء منطقة قريبة من محافظة جدة وبناء 120 وحدة سكنية في المنطقة بشكل منتظم ومتناسب مع طبيعة حياة الأسر، وذلك بعد أن قامت الجمعية بعمل دراسة تطلب إعادة ترميم المنازل ليفاجئنا بالاستجابة السريعة وإعادة البناء للمنطقة بأكملها خلال عام.
وأضافت: إن الأعمال الخيرية لم تقتصر على المملكة، بل إلى خارج المملكة فقد كانت مؤسسة الأمير سلطان الخيرية الراعية الأساسي للملتقى العلمي الأول لمرضى التوحد الذي أحدث تغيرا جوهريا لمرضى التوحد استفادت منه جميع الدول العربية المشاركة في الملتقى.
وأضافت، أن المؤسسة تقدم بشكل سنوي مبلغا مقطوعا لجميع الجمعيات الخيرية في المناسبات كرمضان والأعياد ليشارك الأسر والمحتاجين فرحة العيد، ولم يقتصر على الدعم المادي للجمعيات، بل كان يهتم اهتماما شخصيا بالدعم المعنوي ودعم الأعمال، فعند افتتاح معرض سليلة وهو معرض خصص للأسر المنتجة لإنتاج مشغولات تراثية بادر المعرض بتقديم هدية للأمير سلطان؛ شكرا للعرفان والدعم المقدم للمعرض، واعتبرها من أفضل الهدايا وقام بدعم المعرض بـ200 ألف كشكر على الهدية والاستمرار في النجاح.
وقالت: ''اليوم تقف الجمعيات والأعمال الخيرية باكية تناجي سلطان الخير تناجي الأب الروحي للأعمال الخيرية''.
من جانبه، أكد المهندس عبد العزيز حنفي، رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في جدة، أن وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تعد خسارة كبيرة للمجتمع السعودي والعربي والإسلامي.
وقال حنفي: إن الأمير سلطان - يرحمه الله - رجل دولة وخير، وكان يلقب بسلطان الخير وأياديه بيضاء على الجميع، وتابع: ''ولي العهد أحد الداعمين الرئيسين لجمعية تحفيظ القرآن الكريم ماديا ومعنويا، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، ومن خلال رحلاتنا الدعوية وجدنا العديد من المشاريع التي سميت باسمه وتبنتها مؤسساته فيما بعد''.
ولفت المهندس عبد العزيز إلى أن من أبرز أعمال الأمير سلطان - يرحمه الله - إجراء مسابقات حفظ القرآن الكريم للعسكريي،ن وهي أول مسابقة من هذا النوع على مستوى العالم، وأردف: ''من آخر قراراته - يرحمه الله - تعهده بحج جميع العسكريين الفائزين في المسابقة في دورتها الأخيرة خلال موسم حج هذا العام''.
وفي السياق ذاته، رفع عبد الله آل طاوي، مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة، أحر تعازيه ومواساته لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - رحمة واسعة، والذي وافته المنية فجر أمس السبت.
وتقدم باسم جميع منسوبي الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة، وباسم الأيتام والمعوقين والأرامل والمحتاجين للأسرة المالكة، وللشعب السعودي الكريم بأحر التعازي والمواساة في فقيد الأمة العربية والإسلامية الأمير سلطان بن عبد العزيز، والذي يعد فعلا أبا الأيتام وصديق المعوق ووالد المحتاجة والأرملة.
وقال: لقد أفنى الكريم حياته في خدمة أفراد الشعب وبذل الكثير من ماله لمساعدتهم من خلال بناء العديد من المراكز الصحية والمراكز الإيوائية للمعاق والمريض واليتيم وكبار السن، وإننا بهذا المصاب الجلل نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتغمده بواسع رحمته ويجزل له المثوبة والمغفرة وأن يكون جميع ما عمله في ميزان حسناته وإنا لله وإنا إليه راجعون. وتابع: ''بذل الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - الكثير لمساعدة المحتاجين، ولم يقتصر ذلك على مواطنين المملكة، بل تعدى الحدود وله اليد الطولى في مساعدة الأشقاء العرب والمسلمين في شتى بقاع الدنيا.
وعبر الدكتور خالد عبد الله طيب، رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة في العاصمة المقدسة ''شفاء''، عن حزنه العميق لفقدان سلطان الخير، وقال: ''إن الحزن عمّ أرجاء الوطن بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز؛ فقد عُرف عن الأمير سلطان أنه كان محبا للخير وباذلا له وله الكثير من الأعمال والمساعي الجليلة التي لا تحصى في فعل الخير والأعمال الإنسانية، فضلا عن خدمة الوطن وأبنائه''.
ولفت إلى أن المجتمع السعودي عاش مع سلطان الخير الكثير من اللمسات الإنسانية الرائعة التي لن ينساها، فهو عُرف بفعل الخير وبذل المعروف وأعماله اليوم تقف شاهدا على ذلك.
ومن جهتها، أشارت سميرة الغامدي، مديرة جمعية حماية الأسرة، إلى فقدان رجل الخير أمير الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة المحرك الفعلي للأعمال الخيرية، بجميع قنواتها الخيرية.
وأوضحت أن اليد الرحيمة للأمير سلطان لم تكن مقصورة على الجمعيات الخيرية الكبيرة، بل حتى الصغيرة، على الرغم من حداثة جمعية حماية التي لا يتجاوز عمرها الافتراضي ست سنوات، إلا أن مؤسسة الأمير سلطان لم يغفل عنها بالدعم السنوي والنظر في جميع متطلبات الجمعية وأخذها بعين الاعتبار، مؤكدة واجب الشعب تجاه الأمير سلطان بمواصلة الأعمال الخيرية التي بدأها وكانت النواة الأولى لوضعها لتستمر تخليدا لذكرى أمير الخير، ونقدم التعازي لملكنا خادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز والأسرة المالكة والشعب السعودي بأكمله.
كما عبر منسوبو جمعية البر في جدة عن بالغ حزنهم وتعازيهم بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - رحمه الله تعالى رحمة واسعة وتغمده في واسع رحمته.

الأكثر قراءة