سلطان.. محبة في قلوب العرب وتقدير في وجدان المجتمع الدولي

سلطان.. محبة في قلوب العرب وتقدير في وجدان المجتمع الدولي
سلطان.. محبة في قلوب العرب وتقدير في وجدان المجتمع الدولي
سلطان.. محبة في قلوب العرب وتقدير في وجدان المجتمع الدولي

في حالات نادرة واستثنائية، يأخذ الفقد شكلا عموميا، ويتجاوز المساحة المفترضة للجغرافيا، وحينها فقط يمكن القول إن الشخصية الراحلة لم تكن اعتيادية، ولا يصبح الأمر مقتصرا فقط على مجتمعها ووطنها، بل يتعدى ذلك إلى نطاقات أوسع ضمن الخريطة الإقليمية، والدولية، وفي حالة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز –رحمه الله- فإن الأمر على كل ما فيه من طيب الذكرى وحسن السيرة والمسيرة، يوائم بانسجام لافت بين الكاريزمية السياسية والإدارية المعروفة والطابع الإنساني والعفوي المميز، وبين الجانبين تكمن مجموعة من القيم الشخصية النبيلة التي منحت الراحل الكبير كل تلك المحبة الصادقة بين أفراد مجتمعه المحلي أولا، والممتدة عبر العمقين العربي والإسلامي، تماما كما منحته كل ذلك التقدير الثمين في أوساط القادة والسياسيين والمسؤولين على امتداد العالم، وقد كان الخبر الذي أعلنه الديوان الملكي صباح السبت محل اهتمام عدد غير يسير من الوسائل الإعلامية والتصريحات الصحفية التي تم تداولها منذ الساعات الأولى لإعلان الخبر، في حين انتظمت المجتمع العربي والدولي حالة من التعاطف والمواقف الرسمية والشعبية التي تقدم تعازيها إلى قيادة وشعب المملكة.
وكما كان في حياته الحافلة بالعطاء والمنجزات، لم يكن الأمير المحبوب في لحظة وفاته شخصية سعودية فقط، بل كان كذلك رمزاً خليجيا وعربياً واسماً عالمياً يحظى باحترام الجميع، وقد جاءت أول ردود الفعل من دولة الكويت الشقيقة التي أعلنت الحداد الرسمي على وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم "الثلاثاء "المقبل، حيث سيتم كذلك تنكيس الإعلام داخل البلاد وعلى سفارات دولة الكويت في الخارج. بينما نشرت وكالة الأنباء الكويتية تقريرا يستعرض سيرة ولي العهد ومحطات حياته، ويرى التقرير أن التركة الثقيلة والكبيرة والواسعة من العمل الخيري والإنساني والاجتماعي والبيئي التي أسس لها الأمير سلطان داخل المملكة وخارجها ستبقى خالدة بعد رحيله".

#2#

#3#

وعبر رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن تأثره بنبأ وفاة ولي العهد، وأشار إلى أن "المملكة العربية السعودية الشقيقة تخسر بغيابه ركنا من أركانها الذين عملوا على نهضتها وتقدمها وتطورها، كما يخسر الشعب السعودي الشقيق راعيا من رعاته المخلصين الذين سهروا طوال سنوات، إلى جانب إخوانه في العائلة المالكة، على توفير كل ما يؤمن له الرفعة والتقدم والهناء، وتفتقد الأمة العربية والإسلامية أحد رجالاتها البارزين الذي كانت له اليد الطولى في الدفاع عن حقوق العرب والمسلمين على مدى سنوات من العطاء"..
كما أبرق رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز، معزيا بوفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز. وجاء في البرقية: "في هذه المناسبة الأليمة، التي خلفت ولا شك شعورا بالخسارة والأسى في قلبكم وقلوب أبناء الشعب السعودي الشقيق، أتقدم من جلالتكم، باسمي الشخصي، وباسم الشعب اللبناني، بتعازي القلبية الحارة، سائلا الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهمكم وعائلتكم الصبر والسلوان.
رئيس الحكومة سعد الحريري قال بدوره في بيان له "في غياب ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ينطوي علم كبير من أعلام المملكة العربية السعودية وشخصية عربية فذّة، لعبت دورا بارزا في تحمل مسؤوليات الأمة وقيادتها، ومواكبة تطورها وتقدمها".
أضاف: "إن الفقيد الكبير الذي تولى مسؤوليات كبيرة إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، كان نموذجا للقيادي الناجح وصاحب الأيادي البيضاء، وعلامة مميزة من علامات الخير والإحسان لبلده وأمته".
من ناحية أخرى، وقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني دقيقة صمت في المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن تعبيرا عن الحداد، كما أعرب عن أحر التعازي لخادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، وقال "إن الأردن ينعى الأمير سلطان الذي كان "رجل دولة مميزا، وأحد المدافعين بقوة عن القضايا العربية والإسلامية".
وأرسل السلطان قابوس بن سعيد برقية عزاء إلى خادم الحرمين الشريفين، كما نعت منظمة التعاون الإسلامي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، ووصفت المنظمة في بيان لها الأمير سلطان بأنه "أحد كبار قادة الأمة الإسلامية الحكماء، الذي كرس حياته لخدمة وطنه والأمة الإسلامية، وتميز بأياديه البيضاء ودوره المشهود في دعم مسيرة التضامن الإسلامي". كما بعث الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو برسالة تعزية لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز..
بدوره، قال الأمين العام السابق عمرو موسى إن العالم فقد شخصية متميزة برحيل الأمير سلطان، معتبرا أن الراحل شارك بشكل فاعل في الحركة السياسية العربية لفترة طويلة، وكان ذا رؤية سياسية ثاقبة ودور لا ينسي في مسيرة المملكة العربية السعودية وفي المسيرة العربية بشكل عام".
في حين قال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم إن للأمير سلطان مواقف تاريخية وبصمات لا تنسى في تكريس العلاقات الأخوية وحل كثير من القضايا العربية، معتبرا أن التعزية فيه يجب أن توجه لكل العرب وليس للمملكة فحسب، الوزير القطري توجه إلى الأسرة المالكة بالتعازي، معلقا "حتى إن تمنينا لأهله الصبر والسلوان.. فنحن أيضاً نعتبر نفسنا أهلا للأمير سلطان".
على الصعيد العالمي، فقد عبر عدد من قادة العالم عن تعازيهم لحكومة وشعب المملكة، وتقديرهم للمكانة المميزة التي حظي بها الأمير سلطان من خلال تاريخه المشرف في المشاركة الفاعلة على الساحة الدولية، ومن طاجكستان قدمت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تعازيها لوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، وقالت في أول تصريح أمريكي رسمي بشأن هذا النبأ "ولي العهد كان زعيما قويا وصديقا جيدا للولايات المتحدة على مدار الأعوام وبطلا لا يكل لبلاده.. سنفتقده، علاقاتنا مع السعودية قوية ومستمرة ونتطلع للعمل مع القيادة السعودية لسنوات مقبلة".
إلى ذلك، فقد نشرت وكالات الأنباء العالمية والعربية تقارير متنوعة عن حياة ولي العهد متناولة فيها نشأته وتوليه مناصب مهمة منذ عمر مبكر، إضافة إلى جهوده الخيرية وإسهاماته التنموية الواسعة وإشرافه وعمله المستمر من أجل تحديث ودعم القوات المسلحة في المملكة من خلال توليه وزارة الدفاع والطيران.

الأكثر قراءة