صباح السبت الحزين.. رسائل قصيرة تقرأ الوجوم في وجوه السعوديين

صباح السبت الحزين.. رسائل قصيرة تقرأ الوجوم في وجوه السعوديين

لم يكن أسبوعا يسهل هضمه عند من يتلقون الأخبار، فمن مشاهد القتل الشنيعة التي جرت في ليبيا إلى وفاة أحد أساطير الصحافة العربية أنيس منصور وصولا إلى غياب أحد أبرز من شكلوا السياسة السعودية وأثروا المشهد السياسي في المنطقة الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي كان خبر غيابه "قصة" حاول السعوديون عدم تصديقها وهي تتردد على هواتفهم المحمولة منذ الساعات الأولى ليوم السبت،
الخبر الذي لم يتم الاعتراف به بين المواطنين إلا بعد أن صدر عن الديوان الملكي صباح الأمس، شغل هواتف السعوديين منذ فجر السبت عن الرسائل المعتادة ليجعلهم في حال ترقب لما باتت تطالعهم به الأخبار المتلاحقة والمتضاربة، توقفت تلك الرسائل غير الجادة من جل الهواتف وتوقفت تلك المعنية بشؤون ليبيا مع آخر مقاطع الفيديو الصادرة من هناك، وانحسرت قصص أنيس منصور المتداولة عبر البريد الإلكتروني والرسائل، لتبقى قصة الفقد المهيبة ليد أعطت كثيرا وقامة وقفت طويلا في شواهد بارزه من تاريخ السعوديين الحديث هي القصة الباقية.
تداولت الأجهزة الهاتفية خبر الديوان الملكي الذي أكد غياب الأمير سلطان بشيء يشبه الوجوم، بدا الخبر صاعقا بادئ الأمر غير أن الإيمان في نفوس أبناء المملكة، كما يقول عبد الرحمن بن حريب، يجعل الجميع يتقبل خبرا مزعجا كهذا خصوصا ورحلة العلاج الطويلة للأمير الراحل قد خففت وقع المفاجأة غير السارة، لكن ما يجعل الأمر يبقى طويلا في طور الأحزان هو أن ثغرة كبيرة في ميدان العمل الإنساني قد فتحت مع رحيل الأمير الإنسان الذي ارتبط اسمه بأعمال الخير في كل مكان.
ومن عبارات الترحم على روح الراحل الكبير إلى عبارات الإطراء لأفعاله الخالدة تتوزع رسائل أبناء المملكة ممن عرفوا الرجل من مواطنين ومقيمين بين بعضهم البعض لتحاول تلك الرسائل القصيرة اختصار مشاعر كبيرة لمشوار طويل رافق ذاكرتهم فيه سلطان بن عبد العزيز على مدى ستين عاما من العمل العام.
"يا رب كان بالأيتام رحيما فارحمه, وكان لكل معوقا معينا فأعنه, وأعطى للفقراء.. فالجنة أعطه" .. هذه رسالة تختصر الجو العام الذي سرى بالأمس، فيما فضل آخرون التعبير بأبيات شعر كان كثير منها عفويا يعاني الكسر إلا أن الكسر الذي جرى للخواطر كان أشد فتكا.

الأكثر قراءة