يتحمل آلامه ويرفع من همة الجنود

يتحمل آلامه ويرفع من همة الجنود
يتحمل آلامه ويرفع من همة الجنود
يتحمل آلامه ويرفع من همة الجنود
يتحمل آلامه ويرفع من همة الجنود

في مساء السبت الأخير من عام 1430هـ، كان جنود مصابون قد نقلوا للتو من الجبهة الجنوبية بانتظار زيارة خاصة من رجل أحبوه كثيرا، لكنهم يعلمون أنه بدوره خرج للتو من وعكة صحية أشد ألما.
جاءهم الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله - بتواضعه المعهود، مبتسما كعادته، لم يزده الألم إلا لطفا، قام إليه المصابون، لكن لطفه أبى عليه إلا أن يبقيهم على وضع الاستلقاء والراحة، فيما الزائر الكبير هو من ينحني لتلك الوجوه ليقبل رؤوس المصابين.
تنحني قامات الجنود أدبا، وهم يرون وزيرهم وأحد أكبر أعمدة البيت السعودي يقترب إليهم للسلام، هنا يطبع وزير الدفاع قبلاته على جبين جندي مصاب آخر لا يملك سوى أن يتذكر أن تلك الروح لا يملكها سوى الكبار الذين ارتقوا عن فكرة أن الجندية نظام صارم لا يملك فيه الصغير سوى أن يطيع أوامر الكبير دون شكر أو كرامة، "فأي وزير دفاع يفعلها في هذا العالم؟" يتساءل عسكري بسيط لا يتمالك دموعه وهي تكاد تفيض من عينيه حين يتذكر هذا المشهد. لم يكن الأمير سلطان حين ذاك بعيد عهد بالمستشفيات، فهو قبل تلك الزيارة التاريخية كان قد وصل إلى التو من رحلة علاجية دامت أشهرا طويلة في خارج المملكة، لكن الأحداث التي جرت جنوب المملكة مع مكافحة خطر المتسللين الحوثيين عجلت بعودته لممارسة مهام عمله كوزير للدفاع، وإعادة وهج علاقاته الخاصة بجنود القوات المسلحة الذين أحبوه كما لم يحبوا مسؤولا من قبل.

#2#

#3#

#4#

وتعود الذاكرة في هذا السياق إلى ليلة رمضانية جميلة في عام 1426، شهدت حضور الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز في وسط منطقة المدينة المنورة العسكرية، إذ كان بصدد افتتاح مستشفى القوات المسلحة في المدينة المنورة، غير أن الأمير الراحل لم يترك الأمر يقف عند هذا الحد، بل أعلن وعبر قائد المنطقة اللواء ركن عشق بن نجر الصقر عن منح شقق سكنية للضباط والأفراد، فعمت الفرحة حينها صالة الطعام، حيث جرى الإعلان وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز على مقربة من الصورة، حيث يبتسم سرورا وهو يراقب الفرحة وقد علت الوجوه.

الأكثر قراءة