مكة تستعيد ذكرى آخر الخطى قبل 630 يوما

مكة تستعيد ذكرى آخر الخطى قبل 630 يوما
مكة تستعيد ذكرى آخر الخطى قبل 630 يوما

أكثر من عشرة ملايين ريال تدفع سنويا لمراكز الأيتام والجمعيات الخيرية سنويا في منطقة مكة المكرمة، هي آخر ما أمر به الأمير الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله - قبل مغادرته الأراضي المقدسة قبل أكثر من 630 يوما، عندما زارها وطاف بكعبة بيت الله الحرام.
فجر التاسع من شباط (فبراير) من عام 2010، هي آخر لحظات وطئت فيها قدما الراحل أرض مكة، بعد أن كان يعشق المقام فيها خصوصا في الأواخر من شهر رمضان من كل عام، عندما يأتيها ويقضي بين جنباتها تلك الأيام الفضيلة، ويجتمع بأبنائه في قصره الكائن في حي العزيزية، ولا يترك مكة إلا بعد أن يؤدي فيها صلاة عيد الفطر المبارك.
وتعود الراحل أن يأتي مكة بين الحين والآخر، فعدا قضائه للأيام الأخيرة في شهر رمضان، كان يقدم إليها في شهر الحج، ليشرف بنفسه على خدمة الحجاج وراحتهم ويتأكد من أن جميع التسهيلات والإمكانات سخرت لهم لكي يؤدوا مناسك حجهم بكل يسر وسهولة، فطالما كان يطل على الحجاج من قصره الذي يقع فوق أحد سفوح مشعر منى، وكانت تنقل كاميرات التلفاز وقوفه بجوار أخيه خادم الحرمين الشريفين من خلال النافذة الزجاجية يراقبون المشهد الروحاني لجموع الحجاج، ويذللون العقبات كافة التي قد تواجه ضيوف الرحمن.

#2#

أعيان مكة التقت بهم ''الاقتصادية'' تحدثوا عن مناقب الراحل وحزنهم على فقدهم لهذا الرجل صاحب الأيادي الخيرة والأعمال الإنسانية التي يشهد بها القاصي والداني.
يقول سالم المطرفي أحد رجال الأعمال في مكة المكرمة، أن رحيل الأمير سلطان بن عبد العزيز، أحزننا، ووقع علينا خبر وفاته كالصاعقة، حيث كنا ننتظر قدومه إلى المملكة سالما معافى، ولكن قدرة الله وحكمته فوق كل شيء، إننا مؤمنون بقضاء الله، ولكننا حزينون على فقده فكم تعلمنا منه - رحمه الله - المبادرة إلى العمل الخيري، فقد كان قدوة لكل رجل أعمال عندما نراه يعمل الخير نسارع إلى مماثلة أعماله، رحم الله يد الإنسانية ورجل الخير، سلطان الخير''.
من جهته، قال سامي الكتبي أحد كبار المطوفين في مكة المكرمة، من منسوبي مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، ''إن العين لتدمع، والقلب يعتصره ألم الفراق ولوعة الاشتياق لسلطان الخير، الذي آلمنا رحيله، فكم تشرفت أنا شخصيا بمقابلته، وكم نهلت من توجيهاته حول وجوب خدمة الحجاج، وأن هذا شرف عظيم، فكان - رحمه الله - من أشد الحريصين من ولاة أمرنا على خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتوفير جميع المتطلبات التي تكفل لهم حجا ميسرا''.
وأضاف كتبي، ''أهل مكة تعودوا على رؤيته - رحمه الله - في كل عام، عندما يأتيها تبتهج الأنفس، وتسعد بقدومه، لم يكن يبخل على أهلها بالخير كان يأتي إلينا والخير معه، لم نعهده إلا سباقا إلى الأعمال الخيرية، يسأل عن كل محتاج، يريد أن يعرف أي الجهات الخيرية تحتاج إلى مساعدات، وما آخر أوامره بتخصيص أكثر من عشرة ملايين ريال سنويا لمراكز الأيتام والجمعيات الخيرية إلا دليل على اهتمامه - رحمه الله - بعمل الخير، رحم الله سلطان الخير''.

الأكثر قراءة