الصناعات الحربية.. 4 عقود من التطوير

الصناعات الحربية.. 4 عقود من التطوير

أكد الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي لعب دوراً في تحديث القوات المسلحة السعودية ورفع مستواها، أن المدن العسكرية في السعودية ليست فقط حاميات عسكرية ترابط في أرض صحراوية، إنما هي مدن للصحة والعلم والتعليم والتربية، وتدريب الأجيال التي تسهم في تقدم الأمة، بإعطائها دفعة إلى الأمام في المجالات العسكرية. وحرص على التأكيد دوماً؛ على أن بلاده تنتهج سياسة سلام وصداقة مع دول العالم كافة، وأن تقوية دفاعاتها هي صميم تنفيذ هذه السياسة. ويردد دائماً في المناسبات العسكرية التي يرعاها؛ أن القوة العسكرية السعودية هي حقاً قوة من أجل السلام في المنطقة.
ولمس الجميع مدى تطبيق الأمير سلطان هذا التوجه، فقد تحولت المدن العسكرية، ومشاريع وزارة الدفاع والطيران إلى مراكز حضارية للعلم والتعليم والتربية والصحة والتدريب، فهناك المستشفيات العسكرية التي تُصنف في قائمة المستشفيات التخصصية الكبرى، وتُجرى فيها مختلف العمليات المعقدة والنادرة، وتفتح أبوابها للعسكريين ومختلف فئات المواطنين والمقيمين على أرض السعودية، كما تستقبل المراكز الطبية التابعة لوزارة الدفاع والطيران، مرضى الحالات الصعبة، وتجرى فيها عمليات زراعة القلب والكبد وغيرهما من الأعضاء. وكانت المستشفيات العسكرية التابعة للقوات المسلحة السعودية ولا تزال، مضرب المثل في الدقة والتنظيم، كما كانت مقصداً للمرضى الذين يجدون صعوبة في العلاج في المستشفيات الأخرى.

الصناعات الحربية
أسهم الأمير سلطان في تحويل المصانع الحربية إلى مؤسسة عامة للصناعات الحربية، يشرف على توجيهها مجلس إدارة يرأسه الأمير سلطان نفسه. وخلال العقود الأربعة الماضية؛ تمكنت البلاد من خلق بيئة صناعية حربية وإنتاج العديد من المستلزمات الصناعية، وإجراء البحوث اللازمة لتحسين وسائل الإنتاج. وقد بدأ اهتمامه بدعم وتطوير ورعاية الصناعات الحربية ومنسوبيها، منذ توليه مهام عمله في وزارة الدفاع والطيران، وقد وجه حينها بالبدء بتدريب الكوادر الوطنية، لتحل محل الكوادر الأجنبية، وذلك لتحقيق السعودة في العمل في المصانع الحربية، فقد ابتعثت المصانع الحربية عدداً من الفنيين إلى فرنسا وألمانيا، وذلك للتدريب في المجالات الصناعية المختلفة.
خلال الفترة من عام 1392 إلى 1402 هـ وجّه الأمير سلطان بوضع خطة لتطوير المصانع الحربية، تتزامن مع الخطة الخمسية العامة للدولة. وبفضل الدعم المتواصل الذي تتلقاه المصانع الحربية منه، تمكنت المصانع الحربية خلال الفترة من تنفيذ خطتها التنموية، محققة نتائج تمثلت في افتتاح مصنع الأسلحة، ومركز التدريب الصناعي عام 1394هـ، وافتتاح مصنع العدد وقطع الغيار لتغطية احتياجات المصانع المختلفة، وتشغيل مستشفى المصانع الحربية بسعة 60 سريراً، والمختبر المركزي الذي يقوم بعمل الاختبارات الميكانيكية والكيميائية والفيزيائية على جميع المواد الخام المستخدمة في الإنتاج قبل إدخالها الخطوط الإنتاجية، وإنشاء نادي المصانع الحربية الذي يشمل المرافق الرياضية والثقافية والاجتماعية لخدمة العاملين، وتطوير وزيادة الكفاءة الإنتاجية في عدد من المصانع، وافتتاح مصانع جديدة، وتشغيل المطعم المركزي الذي يقدم وجبتين للعاملين من دون مقابل، وسعودة الأعمال في المؤسسة العامة للصناعات الحربية، وتأسيس المعرفة الفنية لبناء قاعدة عريضة وقوية من الكوادر الفنية المدربة، وإنشاء مرافق البنى التحتية بطاقات إنتاجية تكفي لتلبية احتياجات المنشآت الجديدة، وتمثلت في المرافق العامة كمحطة الكهرباء والتحلية، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، وشبكة اتصالات جديدة، وشبكة طرق جديدة.
ومنذ عام 1402 إلى 1412هـ تواصل اهتمام الأمير سلطان بتطوير الصناعات الحربية السعودية، وإيصالها إلى أرقى المستويات التقنية، وبرزت العديد من الإنجازات تشمل: إدخال تقنية الحاسب الآلي في قطاع الإنتاج والإمداد والصيانة والجودة والنوعية، والشؤون الإدارية والمالية، والأبحاث الصناعية، وأصبح للحاسب الآلي دور أساسي في أنشطة المؤسسة، وإنشاء معهد ثانوي صناعي يلبي احتياجات المؤسسة من الكوادر الفنية المدربة، وإنشاء مشروع سكني حديث ومتكامل الخدمات والمرافق لمنسوبي المؤسسة. ونتيجة لجهود واهتمام ومتابعة الأمير سلطان؛ صدر قبل 18 عاماً أمر ملكي بتحويل المصانع الحربية إلى مؤسسة عامة للصناعات الحربية، يشرف على توجيهها مجلس إدارة يرأسه الأمير سلطان، ويضم في عضويته عدد من الوزراء والمسؤولين في القطاع الخاص السعودي.
ومنذ عام 1412هـ إلى 1422هـ وبتوجيه الأمير سلطان حققت المؤسسة العامة للصناعات الحربية الإنجازات التالية: تكوين إدارة صناعية قادرة على إيجاد بيئة علمية صناعية تساند أنشطتها المختلفة، تصميم وتنفيذ برنامج للتأهيل التقني يتدرج في مستوياته من التدريب الصناعي الأساسي حتى الدراسات العليا المتخصصة، وتنفيذ الأبحاث التطبيقية على أساس استقطاب قدرات المهندسين والفنيين في مصانع المؤسسة واستثمارها في تحسين وسائل الإنتاج القائمة وتصنيع آلات تخصصية، وتطوير منتجات جديدة وتحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج العدد التشكيلية وقطع الغيار وبعض المستلزمات الصناعية الأخرى، والتكامل الصناعي مع القطاع الخاص السعودي عن طريق تنفيذ مشاريع مشتركة سيكون لها دور مهم لتعزيز قدرة صناعتنا الحربية، النمو الأفقي في مجال المنتجات العسكرية الجديدة والتنسيق المستمر مع الجهات المختصة في قواتنا المسلحة، وفي هذا المجال وبدعم وتشجيع من ولي العهد السعودي تم إنجاز مشروعين صناعيين مهمين عن طريق تكامل المؤسسة مع القطاع الصناعي المدني: تأسيس الشركة السعودية للملابس والتجهيزات العسكرية بالتعاون مع القطاع الخاص السعودي، وإنشاء مصنع لتلبية جميع متطلبات القوات المسلحة السعودية بقطاعاتها المختلفة من الملابس والتجهيزات العسكرية، وتصميم وتنفيذ مشروع إنتاج المدرعة السعودية (الفهد)، وافتتاح المصنع عام 1417 هـ الذي يقوم بإنتاج هذه المدرعة.

الأكثر قراءة