ولادةٌ جديدة
تتجه اليوم حروفي نحو النور، لتخط لنفسها درباً في زحمة الدروب الكثيرة المتعبة اللاهثة على الورق. يخط قدرُ الآخرين ملامحَ الجنون لقلمي المتصارع مع ألحان الغدر..
عشت ولازلت أعيش بينكم، وأقرأ كل يوم في عيون من هم حولي ألف ألف حكايةٍ خجول عصرَها البردُ وأذبلها المطر، وسحقها النسيانُ تحت جنون الرحى، وأصبحت ببساطة.. لا شيء!
نفضتُ اليوم النارَ عن كاهلي، وودعتُ الغبارَ عن معصمي، وبدأت أغرس نبتة أمل..
بداخل كل منا حلمٌ صغير يسكننا ويسيطر علينا، ورغم ذلك لا نتردد بقتله ومن ثم دفنه في سراديب اليأس والنسيان.. كل منا بداخله تسكن معاناة أو حتى بقاياها، لكنها لا تطفو أبدا على السطح، لأن أكثر الآذان حولنا صماء، وأمية لا تقرأ..
قررت اليوم أن أروي ما أشاهده كل يوم، ألف ألف حكاية وحكاية لم ولن تنتهي حتى لو سكن البياض جدائلي، مادام الجنسُ البشري موجودا .. ويتنفس.
كم ظـُلمنا، ولكم تألمنا، كم حلمنا، وكم قُتلت أحلامُنا قبل أن ترى نورَ الحياة الحقيقية، كم تجولت أعينُنا في أزمان غيرنا .. وضاعت في زمننا..كل ما سأكتب هو محض موجاتٍ تنبثق كل موجة من سابقتها وتتصل بما تليها، وكأن الموجةَ مشهدٌ قصيرٌ في عملٍ درامي يحاكينا، مادمنا كالرّحى ندور كل يوم لنشبع الجرادَ والغربان وأشباه البشر، وتطحن الشوان والحجر، وحتى إن أعشب ثرانا .. فإنه يشعُبُ بخجل!
حروفي تتساقط على العتبات والحنايا وتحت الجُدُر، مبتعدة عن المرايا، حتى لايقتلها الخوفٌ يوما مما ترى.
أيها المتكبرُ المتثبت بالغراء على الكرسي بضعفي وقلة حيلتي قررت معاداة غرورك وإرباك سكونك، سأكون الأنشودة وأنت المطرقة، وأصنع من نغمي كلاماً واضحاً يحاكي نسيج الشمس..
فأنا، وإخوتي هنا ممن يقرؤونني مللنا الانتظارَ في الظل والنوم تحت الكراسي، وقررنا إقامة الأعراس، ونزع الألغام المفروشة تحت الأقدام، سنلمس مواقعَ سهام الزمن في أحشائنا ونصل بصبرنا إلى وجه الأمل .. كيف لا ونحن نعيش بعزتنا وكرامتنا؟!
أبناءَ الوطن..
هذه المساحة اليومُ ولدت، وعلى غير العادة في الولادة، ولدت تضحك.. تضحك للأمل!
ستنير هذه المساحة قصص الظمأى وتعطرها ، وستبقى لتحكي قصصَ المجد.
اليوم قررتُ فتح سراديب خوفي ..كي أروي لكم بعض حكايانا.
*رسالة اليوم: لو دامت لغيرك ما وصلت إليك!