شاعر من فلسطين يرثي «سلطان الندى» بقصيدتين خلال يوم واحد

شاعر من فلسطين يرثي «سلطان الندى» بقصيدتين خلال يوم واحد

وكما أن رحيل الأسماء الكبيرة في تاريخ الأمم لا يمر مرورا عادياً على وجدان أبنائها ونفوسهم، فهو كذلك يمثل حدثا يستوقف مداد الفكر، حيث يصبح الحرف أيقونة الدلالة، وتكون القافية الشكل المبدئي لتخليد الفكرة للأبد، ضمن هذا السياق.. وفي تفاعل أدبي سريع جاء من أرض فلسطين التي ظل الأمير سلطان بن عبد العزيز مؤمنا بعدالة قضيتها ساعياً لمساعدة أهلها، كتب الشاعر يوسف أبو عواد عضو الاتحاد العام للصحفيين العرب وعضو الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين قصيدتين شعريتين فور علمه بخبر وفاة سلطان الخير، وقد استعرض الشاعر في قصائده جوانب من إسهامات الأمير الراحل في الأعمال الإنسانية، واعتبره فارساً من فرسان الأمة العربية، وأشاد بصونه لوطنه وبمواقفه الحكيمة ومحبته الواسعة للجميع، منادياً بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.

ذَرَفْنا الدَّمْعَ فَجْرَ السَّبْتِ صارَ الدَّمْعُ هَـتّانا
فَإِنَّ مُصـــــــابَنا جَلَلٌ بَكَيْنا السَّبْتَ سُـلطانا

بَكَتْ عَــرَبٌ بَكَتْ عَجَمٌ وَكُــــلٌّ ذاقَ أحْـزانا
عـلى رَجُـــــلٍ بِأَلْفٍ من زَعاماتٍ لها شــانا

عـلى رجُلِ المَكارِمِ مُذْ عَرَفْنا الجودَ أو كانا
عـلى رجُــلٍ تَــمــَلَّـكَـنـا بِـحُــبٍّ دامَ أَزْمــانا

وَبــَذْلٍ جـــاوَزَ الآفـاقَ صـارَ حَديثَ دُنْـيانا
على من طَوَّعَ البَسَــماتِ عِطْراً في مُحَـيّانا

على سُلْطانَ نَبكي اليَوْمَ هَوْلُ الفَقْدِ أَعْـمـانا
فَسُــــــــــلْطانُ النَّدى مَلِكٌ ولَمّا حازَ تيجـانا

وســــلطان النَّدى لَيْثٌ هَصورٌ صانَ أَوْطانا
وســــــــلطانُ النَّدى خَيْرٌ تَجَلَّى جابَ بُلـْدانا

حَــــكــيمٌ في مَواقِــفِهِ يُحاكي فيها لُـــقْـمانَ
وســـــلطانُ النَّدى مِزْنٌ رَوَتْ بيداً ووُدْيـانا

إذا نَـــبْكــيهِ نَـبْـكِ اليَوْمَ لِلْأَمْـجـــادِ عُـنْوانا
ولَوْ نَبْكيهِ ما نَبْكيهِ أَمْــــرُ اللهِ قَــــــــدْ كانَ

دَعَوْنا اللهَ في الأَسْحارِ رَبِّ ارْحَمهُ سُلطانا
وَســامِحْ من أغاثَ الكَلَّ من أطعَمْ وَأسْقانا

لِـــكَــــوْثَرِكَ النَّعيمِ وَأَسْكِنِ الجَنّاتِ سُلْطانا
وَسَـــــلِّمْ خادِمَ الحَرَمَيْنِ شالَ الحِمْلَ إِيْمانا

وَسَــــوِّرْ أَمْــــنَنا أَمــــْناً وارْحَمْ كُلَّ موتانا

وفي نص آخر كتبه بعد ساعات من إعلان وفاة الأمير سلطان:

تَرَجَّلَ فارِسٌ من أجْـــوَدِ الفُرْســــانِ والعَـرَبِ
تَرَجَّلَ صاحِبُ الكَـــفِّ السَّـخِيِّ بلَجَّةِ الـــكُـرَبِ

تَرَجَّلَ فارِسُ العَــلْـياءِ في سِــــلْمٍ وفي حَـرْبِ
وَلِيُّ العَهْدِ سُــلطانُ النَّدى يا عِزْوَةَ الصَّــحْبِ

ويا مَلِكَ المَكارِمِ والعَــطاءِ الجَـزْلِ كالسُّـــحُبِ
أبا كُلَّ الخَـــوالـــِدِ في ســماء الجودِ كالشُّهُبِ

عَريبُ الجَــدِّ والأخْوالِ سامي الأصْلِ والنَّسَـبِ
وّصاحِبُ بَسْــمَةِ الأخيارِ في وَجْهٍ لدى النَّصَبِ

أُعَزّي في أعـالي نَجْدَ شَـــــيْخَ المَجْدِ والنُّجُبِ
وَشَــــــعْباً طَـيِّبَ الأَعْرافِ بيتُ العِزِّ والحَسَبِ

وأدعو للفــَقـــيــدِ جِنانَ عَدْنٍ من عطا الـرَّبِّ
هِيَ الأَقْــــدارُ ما من طِـبَّ إنْ حَلَّتْ ولا هَـرَبِ

وَسُـــــلْطانُ النَّدى حَيٌّ لَدى الوُجْدانِ والقَلْبِ
بِســـيرَتِهِ وبَسْــــمَتِهِ مـعـانا لَيْسَ في التُّرَبِ

الأكثر قراءة