أمير الابتسامة .. في الصحة والمرض

أمير الابتسامة .. في الصحة والمرض

لم يخف المرض ابتسامة الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - التي كانت تتسيد الموقف في مختلف الظروف، فحتى وهو على سرير المرض بدا مبتسما متفائلا، يمنح من حوله الرضى ويشعرهم بأنه سليم معافى لا فرق بينه وبين الأصحاء.
ابتسامة الأمير سلطان الغالية باتت سمة دائمة للراحل، أكسبته حب الكثير ممن حوله، بل تحولت إلى دروس وعبر غالية، في كيفية التعايش مع الأحداث والظروف السياسية والاجتماعية والصحية، التي تحف به من كل صوب، وبات من خلالها يطلق العنان للابتسامة التي غابت عن واقعنا وستعيش في أذهاننا ومخيلتنا.
لذا وكون هذه السمة تميزه، فقد اختارت الصحف والمجلات الأجنبية صورا يبدو من خلالها الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود مبتسما، في مشاركات خارجية كثيرة منها خلال مقابلته لوزير خارجية إسبانيا جوس ليوس في حزيران (يونيو) 2008.
ومن واشنطن بوست مرورا بالجارديان وحتى لوموند كان في صوره - رحمه الله - مبتسما بشوشا، لتعقبها بمقالة عنه وعن حياته. واستأثرت هذه الصحف العالمية بصوره الرائعة مبتسما وبالبحث عن صور أخرى له وهو متعب أو على فراش المرض أو حتى وهو جاد لم يحالفهم النجاح لصعوبة الحصول عليها، أو تفضيلهم لصور تعكس جانب حياته الحقيقية.
رحم الله الأمير سلطان، كان مبتسما دائما لدرجة جعلت الأفراد والشعب يعرفونه بابتسامته، ولا يهابون طلبه أو حتى الإفصاح له بأي أمر يتعلق بعلاج مريض أو مساعدة محتاج أو حتى موضوع يتعلق بالعمل.
وبدوره، حذا أحد المواقع الأمريكية حذو غيره من الصحف العالمية، ونشر ألبوما كاملا بصوره وهو مبتسم خلال ذكرهم خبر وفاته فلا أحد من الشعب ينسى ابتساماته خلال استقباله الملك عبد الله بعد رحلته العلاجية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، ولا وهو يلاعب الطفل المعوق عبد الله الجريد ذي الخمس سنوات وعندما سئل الطفل عن سبب الابتسامة، أجاب بأنه عبر له عن مشاعره بمفردة "أحبك"، ولا عندما عاد من رحلة العلاج في كانون الثاني (ديسمبر) 2009 وكان يلوح بيديه محاطا بشقيقيه الأمير نايف بن عبد العزيز والأمير سلمان بن عبد العزيز وبجوارهما ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. غاب الأمير سلطان بن عبد العزيز وظلت ابتسامته ماثلة أمام الناس وهو ما جعل لقبه بين الشعب رجل الابتسامة، كما يقول خالد الزهراني إنه يستحق هذا اللقب لأنه عودنا ألا تفارق الابتسامة وجهه حتى في أحلك الظروف داعيا الأفراد والمسؤولين للتعلم من ابتسامته التي لم يفتقدها وتغيب عن وجهه على الرغم من كثرة الأعباء.
و يتمنى الطالب في جامعة الأمير سلطان خالد الشهراني أن يقتدي المسؤولون والمحاضرون بابتسامته، فإن كان قد لقب بسلطان الخير فخيره ليس فقط بما أنفقه من أموال أو منح دراسية قدمها للطلاب بالجامعة، بل لأن الابتسامة صدقة وهو كان معروفا بابتسامته التي لا تغيب.
من جهته، يؤكد الدكتور عبد الله بن موسى الطاير خلال حديثه عن مجلس له إن ابتسامته بقدر ما توحي من تواضع وشفافية وإنسانية إلا أنه يتمتع بعزيمة من صخر.

الأكثر قراءة