زياراته الدولية.. دعم للسلم ونزع لفتيل الأزمات

زياراته الدولية.. دعم للسلم ونزع لفتيل الأزمات
زياراته الدولية.. دعم للسلم ونزع لفتيل الأزمات
زياراته الدولية.. دعم للسلم ونزع لفتيل الأزمات
زياراته الدولية.. دعم للسلم ونزع لفتيل الأزمات
زياراته الدولية.. دعم للسلم ونزع لفتيل الأزمات

شكلت زيارات الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز، إلى دول الشقيقة والصديقة فرصة لتمثيل بلاده خير تمثيل، وكشفت عن دوره كرجل فذ عرف بحنكته السياسية في دعم السلم والأمن ونزع فتيل الأزمات على المستوى الدولي والإقليمي.

والأمير سلطان ـــ رحمه الله ـــ سياسي محنك، أظهر منذ صغره ذكاء فذا وحضورا ديناميكيا قويا فاعلا، وهو إلى جانب شخصيته الجريئة تمتع بفعالية روحية تليق بدور السعودية البارز في الشرق الأوسط. وقام بالعديد من الزيارات المهمة لمختلف الدول العربية والغربية وله إسهامات معروفة ومفيدة في مختلف المؤتمرات الإقليمية والدولية وحياة حافلة بالعطاء. وكان لهذا أثر واضح في النهج الذي تبناه الأمير سلطان في ممارسة أعباء المهام التي تولاها وحمله للمسؤوليات، وممارسة العمل العام في مقتبل حياته، وكان باستمرار في قلب السياسة السعودية داخليا وخارجيا.

المراقبون في العقود الأخيرة, استشعروا هذا الحضور من خلال العديد من المحطات السياسية عربيا، والتقى قادتها في مهمات رسمية وجميع دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول العربية في شقها الآسيوي أو الإفريقي, كما تسجل سجلات زيارته إلى الدول الإسلامية الأثر في المساهمة في تطوير علاقات بلاده معها.

الأمم المتحدة

وقف الأمير سلطان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، على منصة منظمة الأمم المتحدة خلال الاحتفال بمرور 40 عاما على تأسيس المنظمة، لإلقاء خطاب المملكة وسط العديد من ملوك وقادة العالم, وعام 1985 زار بريطانيا زيارة رسمية اعتبرتها الأوساط السياسية والعسكرية مهمة، حيث أتم خلالها توقيع اتفاقيات عسكرية لتزويد المملكة بطائرات التورنيدو والهوك والمعدات العسكرية المتطورة ضمن استراتيجية تنويع مصادر السلاح, كما زار إيطاليا أوائل الثمانينيات وتحديدا في أول تشرين الأول (أكتوبر) عام 1983، ألمانيا في 14 أيار (مايو) 1982، إسبانيا في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) 1983، البرازيل في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 1984، وفرنسا التي زارها عدة مرات أولها في 11 أيار (مايو) 1983، النمسا في 13 حزيران (يونيو) 1989، هولندا في 16 حزيران (يونيو) 1989، واليونان في أيار (مايو) 1989.

وفي عام 1985، وتحديدا في 24 أيلول (سبتمبر) زار الولايات المتحدة التي التقى خلالها الرئيس الأسبق رونالد ريجان، وتزامنت مع زيارته لإلقاء خطاب السعودية في منظمة الأمم المتحدة التي ألقى في عيدها الأربعين خطاب بلاده، كما ألقى أيضا خطاب المملكة في الاحتفال بمرور خمسين عاما على إنشائها عام 1995.

جولات وزيارات مهمة

جاءت الزيارات التي أجراها الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز بعد توليه منصب ولي العهد عام 2005 إلى عدد من الدول بالمهمة عالميا وإقليميا، باعتبارها استمراراً لنهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.

#3#

وكان الأمير الراحل قد أجرى عدة زيارات لعدد من دول العالم رسخت ودعمت العلاقات السعودية، ومنها جولته الآسيوية في الخامس من نيسان (أبريل) 2006 التي شملت دول اليابان, سنغافورة، وباكستان التي اعتبرها رجال الاقتصاد والسياسة أنها كانت تدشن لمرحلة مهمة في الحياة الاقتصادية والسياسية السعودية في التوجه بتوازن شرقا وغربا مع العالم.

والتأكيد على الثقل السعودي وما تمثله في العلاقات الدولية وسعيها الدائم لبناء الاستقرار والأمن العالمي ومنها أهمية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن الحل العادل والشامل للنزاع العربي - الإسرائيلي سيسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة وسيقضي على المصدر الرئيس للتوتر والتهديد للسلم والأمن الدوليين. وكذلك الأوضاع في العراق ولبنان والملفات الإقليمية في العلاقات الدولية والملفات العربية المختلفة، إضافة إلى مكافحة الإرهاب بكل صوره.

كما كان لهذه الزيارات الآسيوية أهمية كبيرة في تعزيز التعاون الثنائي بين الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي والدول الآسيوية في شتى المجالات وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة لتحقيق المصالح المشتركة، خاصة أنها بين منطقتين تضمان أكثر من نصف سكان العالم.

وعكست جولاته - رحمه الله - مؤشرات سياسية واقتصادية مهمة التي منها زيارته الناجحة لليابان، خاصة أنها جاءت عقب الجولة الآسيوية الناجحة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في تأكيد على القواعد الجديدة في العلاقات الدولية في ظل المتغيرات التي يمر بها العالم، وتعكس النهج السعودي في العلاقات الدولية المتوازنة القائمة على أخلاقية التعامل وحرية القرار. ومن قراءة الأحداث العالمية وزيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين إلى آسيا تأكد أن الحراك السياسي الرفيع لم يأت صدفة، لكنه يأتي تحت عنوان كبير في السياسية الدولية، وهو تحديث مسار العلاقات وفقا للواقع الجديد، وهي استراتيجية سعودية يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

واندرجت زيارة الأمير سلطان لليابان، التي زارها لأول مرة عام 1960 عندما كان وزيرا للمواصلات، في إطار تحديث مسار العلاقات السعودية اليابانية الثنائية وبناء شراكة فاعلة في مجالات الاقتصاد المتنوعة وفتح نوافذ الاستثمار المشترك دون عوائق وسط عولمة تحتم الدخول في شراكات استراتيجية في ظل بناء اقتصاد لا يرتكز على المصدر الواحد بل تتعدد نوافذه ومساراته.

والملفات السياسية والاقتصادية في جولات الأمير سلطان تعكس ذلك في تناولها حول القضايا الإقليمية والعالمية، وتؤكد عمق العلاقة التي تربط البلدين وتاريخهما. وهذا ما أكده الإمبراطور أكي هيتو على أهمية الزيارة في أثناء لقاء الأمير سلطان به بقوله ''إنها تأتي تأكيدا على عمق العلاقات بين البلدين، وأنها - أي الزيارة - ستعطي دفعة قوية في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها''.

#2#

وقد عكس الإمبراطور الياباني أكي هيتو هذا التأكيد خلال الحفل التكريمي الذي أقامه للأمير سلطان، بحضور ولي عهده الأمير نارو هيتو وشقيق الإمبراطور أما ساينو، مما يعتبر كسرا لمراسم البروتوكول الياباني المعروف عنه الصرامة وتجاوز الوقت المحدد للقاء وحفل الغداء التكريمي بمدة أطول من المقرر والمخصص لها في تعبير ياباني واضح عن الحفاوة الكبيرة بالأمير سلطان وزيارته.

#5#

أما زيارته لسنغافورة فتعد خطوة استراتيجية تم خلالها توقيع أربع اتفاقيات ثنائية بين البلدين، وهي اتفاقية الاستثمار العامة واتفاقية التعاون التجاري واتفاقية مذكرة التفاهم بين وزارتي الخارجية السعودية والسنغافورية حول تبادل المشاورات، إضافة إلى اتفاقية تأسيس مجلس رجال الأعمال السعودي ـــ السنغافوري.

#4#

بينما شهدت زيارة الأمير سلطان إلى باكستان في الـ15 من نيسان (أبريل) 2006 وهي الدولة التي زارها عدة مرات، دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها، إضافة إلى الشأن الإقليمي والعربي والإسلامي.

زياراته لباريس

وقد وقف المتابعون طويلا أمام زيارة الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز، إلى فرنسا في 19 تموز (يوليو) 2006، حيث جاء توقيتها وسط أتون الحرب اللبنانية الإسرائيلية، وخلالها عكس عمق العلاقات السعودية الفرنسية، وأثمرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، حيث بحث مع القادة الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس شيراك العمل على إخراج منطقة الشرق الأوسط من دوامة العنف إلى السلام العادل والشامل.

ومما سبق، وهو ليس حصرا لجولات وزيارات الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز الرسمية إلى الخارج التي تتسع لأكثر من هذه السطور، ولكن أردنا أن نقدم نموذجا من بعضها التي قام بها حول العالم حاملا رسالة بلاده السياسية والاقتصادية، وخلالها التقى مع قادة العالم وكان لها أثرها الفعال في تطوير علاقات المملكة مع هذه الدول. فمن الصعب سرد كل هذه الجولات المهمة وكل أعمال ومساهمات الأمير الراحل وحضوره اللافت والمميز، وكل ذلك يحتاج إلى صفحات، فحياته كانت حافلة بالعطاء.

الأكثر قراءة