سلطان والأيتام .. أوقاف خيرية وصدقات جارية

سلطان والأيتام .. أوقاف خيرية وصدقات جارية
سلطان والأيتام .. أوقاف خيرية وصدقات جارية

"عندما نفقد قائداً عظيماً، ورجلاً شهماً كريماً بحجم ومكانة الأمير سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله) فإننا نحزن، ونذرف الدمع، ولكننا نعلم يقيناً أن الموت أمر (مُقَدٌر) وأجل مكتوب لا يؤخر". بهذه الكلمات ابتدأ صالح اليوسف مدير عام جمعية "إنسان" حديثه عن الأمير الراحل، إذ يوضح: "فالعين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.. وعزاؤنا أن الأمير سلطان بن عبد العزيز سيظل حياً في قلوبنا جميعاً، وستظل ألسنتنا تدعو له، وتذكره بالخير، وسيظل حياً بأعماله النبيلة، وبسيرته الطيبة، وبذكره الجميل.
ويكمل: "وقد سمي سلطان الخير لأنه من كبار الداعمين لكل عمل خيري، وتجد اسمه على رأس قائمة المساهمين في كل مشروع إنساني، ومن أوائل المؤسسين للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية".
ويؤكد أن: "سلطان الخير اسمه حاضر في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وفي جمعيات الأيتام، وفي المبرات الخيرية، وجمعيات الإعاقة، وجمعيات الأمراض، بل وحتى في الجمعيات العلمية والثقافية".

#2#

ويشير إلى عدم استطاعته الحديث عن الأمير وأعماله الخيرية، بسبب: "ألا أفي بجهوده في خدمة الأعمال الخيرية والإنسانية وذلك لسببين رئيسيين الأول أنني أعجز عن معرفة ما يبذله من جهود في كافة الميادين الخيرية ولن أستطيع حصرها".
وعن جمعية إنسان يقول: "كان له دور كبير مع أيتام منطقة الرياض فهو الداعم والمساند لهم، وهو من أول المساهمين في بناء كيان جمعية (إنسان)، فقد منح الجمعية مليون ريال عند تأسيسها، ووجه (رحمه الله) بأن يكون هذا الدعم سنوياً.. وبالفعل أصبحت الجمعية على موعد سنوي لهذا الدعم الكريم بحيث يصل تبرعه مع بداية كل شهر رمضان من كل عام.. وكان إجمالي ما ورد للجمعية من تبرعاته منذ تأسيسها (24) مليون ريال".
ويضيف: "لا شك أن كل من قابل أو تعامل مع الأمير سلطان يعرف مدى شهامته، وكرمه، وحبه للخير، وتواضعه. فقد تشرفت أن قابلته في أكثر من مناسبة كان من أهمها، زيارتي له مع عدد من أبناء الجمعية وبعض أعضاء مجلس الإدارة، وذلك في شهر المحرم من عام 1424هـ، وقد تعجبت من تواضعه وملاطفته للأيتام وتقبيله لهم، وهو يمسح على رؤوسهم ويكرمهم بمساحة قلبه الكبير".
ويزيد: "لقد شاهدته وتعجبت كثيراً من نبل مشاعره، (سلطان الخير) رجل غني عن الأيتام ومع هذا كان يلاطفهم ويتودد لهم وكأنهم أبناؤه يقبلهم واحداً تلو الآخر ويداعبهم بمشاعره الأبوية الصادقة، ما الذي يدعو هذا الرجل إلى التودد لهؤلاء الأطفال والمسح على رؤوسهم ومداعبتهم بالكلام اللين؟ فقط لأنه يحب الخير، ولأنه كريم بأخلاقه قبل ماله، ولا شك أنه يتبع حبيبه وقدوته محمدا".
ويوضح: "من اللقاءات المهمة للأيتام مع الأمير سلطان، لقاؤه بعض أبناء إنسان في الخرج، وذلك أثناء زيارته لمصانع الخرج في جمادى الأولى من عام 1428هـ وقد كان ذلك اللقاء مشهوداً أيضا ليس للأبناء الذين شاركوا في ذلك اللقاء فحسب بل لجميع أيتام محافظة الخرج، حيث قدم هدية مجزية لجميع أبناء فرع جمعية إنسان في الخرج، عبارة عن وقف خيري بقيمة 16 مليون ريال، تم شراء هذا الوقف وتأجيره لجامعة الملك سعود بريع سنوي يبلغ مليوني ريال، وقد سُمي هذا الوقف بـ (وقف الأمير سلطان لرعاية الأيتام في محافظة الخرج) وأعطى هذا الوقف الخيري دفعة قوية لفرع الجمعية في محافظة الخرج حيث يغطي بريعه السنوي ما نسبته (17%) من إجمالي ما يصرف لأيتام المحافظة ولا شك أن هذا الوقف سيظل شاهداً لأعمال الأمير سلطان الجليلة، وصدقة جارية لا تقطعه من أعمال البر، حتى بعد وفاته (بإذن الله)".
وختم اليوسف حديثه: "لقد ترجل الأمير سلطان عن الحياة مخلداً له اسماً بين العظماء، ومكانة في التاريخ، فلمثله تكتب السير، وله يرفع الأيتام أيديهم لرب البشر أن يرحمه ويعلي قدره ويجعل الفردوس له منزلا، اللهم إنه كريم وأنت تحب الكرماء وهو رحيم وأنت تحب الرحماء. اللهم فأكرم نزله وارحمه برحمتك الواسعة واجعله من عبادك المقبولين".

الأكثر قراءة