الأمير سلطان تكفل بعلاج والدنا في الخارج لـ 18 عاما

الأمير سلطان تكفل بعلاج والدنا في الخارج  لـ 18 عاما

يسطر التاريخ حياة رجل أفنى عمره في خدمة دينه ووطنه، مستحضرا سجلاته ومقلبا لصفحاته البيضاء التي كتبت بماء الذهب بفضل الأعمال الجليلة والإنسانية التي اشتهر بها وميزته عن غيره، حيث أصبحت صفة ملازمة لهذا الرجل الشامخ الذي ما زالت الألسن تلهج بالدعوات له بأن يمن الله عليه بالمغفرة والمثوبة وأن يسكنه فسيح جناته. كيف لا والحديث هنا عن أمير الإنسانية صاحب الأيادي البيضاء سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، فالمتأمل لمسيرة الأمير الراحل يجد ما يغنيه من المواقف الإنسانية التي لا حصر لها، حيث كان السباق دوما لفعل الخير ومد يد العون للمحتاجين، مالا يدع مجالا للشك بأن سلطان هو أمير الإنسانية بلا منازع.

ويتحدث في هذا السياق أبناء منصور بن مانع بن جمعة أحد الرجال المقربين من الأمير سلطان حيث رافقه على مدى 50 عاما، مستذكرين قصة بناء مستشفى عريعرة العام، حيث علم الأمير سلطان أن رفيق دربه منصور بن مانع قرر أن يبني مستشفى لأبناء محافظته في عريعرة على نفقته الخاصة الأمر الذي أسعد الأمير سلطان وجعله يتكفل ببناء المستشفى الذي كلف 15 مليون ريال، ما جعل من المستشفى صرحا طبيا متكاملا وذلك بفضل التبرع السخي من سلطان الخير في تحقيق هذا الإنجاز الطبي الذي يعد منظومة طبية متكاملة. وأشاروا إلى أن المستشفى بني على مساحة 12800 متر مربع وبسعة سريرية تصل إلى 50 سريرا، ومجهز بأحدث الأجهزة الطبية، ويوجد فيه جميع التخصصات والمساندات الطبية، التي ستوفر على أهالي المنطقة والمناطق المجاورة مشقة وعناء السفر للعلاج، أو مراجعة أي عيادة في المستشفيات الأخرى.
وأضاف أبناء منصور أن الجميل في هذه القصة أن الأمير سلطان سمح لوالدنا بتبرعه بالأرض التي تم بناء المستشفى عليها، إضافة إلى إنشاء وحدتين للغسيل الكلوي، وبناء مسجد. ولم يستأثر بالأمر لوحده وهذا إن دل إنما يدل على مدى سعادة الأمير سلطان بمساهمة أبناء الوطن في عمل الخير ودعمه لهم بأن يكونوا مواطنين فاعلين خاصة الميسورين منهم. وزادت سعادة الأمير سلطان بأن يكون صاحب المبادرة أحد رفقائه الخاصين المخلصين الذين تأثروا بشخصية الأمير سلطان الإنسانية ما كان له عظيم الأثر في أن يسلك البعض منهم هذا المسلك الإنساني ليصبحوا أفرادا فاعلين في مجتمع تسوده أواصر المحبة والإخاء. وأوضحوا أن منصور بن مانع شهد مع الأمير سلطان مواقف إنسانية كثيرة كان لها دور بالغ في تكوين شخصيته الإنسانية. وأوضحوا أن الشيخ منصور رافق الأمير سلطان على مدى 50 عاما وجاءت مشيئة الله بأن يمرضا في وقت واحد وأن يتوفاهما الله في وقت متقارب، حيث غيبهما الموت في عام واحد، حيث توفي الشيخ منصور في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد معاناة مع المرض. ولا ينسى للأمير سلطان موقفه وهو يتكفل بعلاج منصور بن جمعة لأكثر من 18 عاما خارج المملكة، حيث كان والدهم يسافر سنويا للعلاج على نفقة الأمير سلطان الخاصة.
ويؤكد أبناء منصور بن جمعة أن والدهم يخبرهم كثيرا أن الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - كان يقوم بعتق رقاب كثير ممن يحتاجون لدفع الدية عنهم، كما أن الأمير سلطان - طيب الله ثراه - كان يعين كثيرا من الشباب السعودي على الزواج، فهنالك كثير من الشباب السعودي يعيش الآن حياة مستقرة بفضل ما قدمه الأمير سلطان من دعم مالي وعيني لهؤلاء الشباب.
وأشاروا إلى أن أمير الإنسانية سلطان رحل عن هذه الدنيا بجسده فقط ولم يرحل عنا بذكره، حيث إن هناك رجالا إذا رحلوا تركوا أثرا في النفوس لما خلفوه وراءهم من أعمال كبيرة وخدمات جليلة قدموها لأبناء شعبهم وأمتهم ولكل المحيطين بهم. وأشروا إلى أن رحيل صاحب الأيادي البيضاء على جميع من عرفه وطلب عونه أو شفاعته أثر في نفوس جميع من عرف هذا الرجل. ولفتوا إلى أنه برحيل أبو خالد انطفأت شمعة طالما أضاءت ما حولها، فعم الحزن أرجاء المملكة وكل من عرف أمير القلوب سلطان.
وبينوا أن الجمعيات والمراكز الخيرية التي كانت له أياد بيضاء في دعمها معنويا وماديا حزنت كثيرا على رحيله لمعرفتهم بفقدان إنسان يصعب تعويضه. وبينوا أنه فقده المحتاج واليتيم وكل من تعرض لويلات الزمان ومحنه. وأضافوا أن الفقيد الكبير كان معلما بارزا تتجسد فيه كل معاني الرجولة ومزايا الرجال الكبار التي تجبرك على احترامه فكان رجل دولة أخذ على عاتقه خدمة دينه ووطنه وشعبه.

الأكثر قراءة