سلمان .. «خوي الليالي المعاسير»

سلمان .. «خوي الليالي المعاسير»

قبل نحو عام وخلال استقبال الأمير سلمان بن عبد العزيز للمهنئين بوصوله إلى أرض الوطن، إثر مرافقته لأخيه الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، قال مسن يسنده ابنه في صالة استقبال الإمارة بعد أن سلم على الأمير: حظ من أنت أخو له". قالها الرجل بلكنة شعبية بسيطة، أحسست أنه يقولها من الأعماق، ويقصد بها حسن الرفقة والصحبة والوفاء بين الأمير سلمان وأشقائه، ومرافقته الدائمة لهم في الصحة والمرض.
لسلمان بن عبد العزيز مع إخوانه شواهد ومواقف كبيرة، ليس أقلها أنه رفيق المرض على الدوام لأشقائه، فقد كان مرافقا لأخيه الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز طوال فترة مرضه، حيث كان مبيته في مستشفى التخصصي لعدة أشهر حتى أسلم الأخير الروح إلى بارئها. وخلال فترات علاج الأمير سلطان بن عبد العزيز كان الركن الثابت في مختلف مراحل العلاج، فقد قضى أكثر من عام في الولايات المتحدة إلى جواره، ولم يعد إلا عندما عاد، وفي الرحلة الثانية (التي انتهت أمس الأول) كان سلمان كعادته وفيا لأخيه ولازمه في كل يوم وكل ساعة وكل ثانية.
لم تشغل سلمان المناصب ولا المسؤوليات ولا الارتباط، وهي ظروف كافية لشخص بمثل حجمه، ومسؤوليات مثل مسؤولياته في إدارة شؤون الحكم ليبذل استطاعته دون أن يلومه أحد، لكنه يأبى دائما إلا أن يقدم أقصى طاقته، ويوقف عجلة حياته، وفاء لإخوانه ولأشقائه، لاتشغله عنهم مسؤولية، ولا ترده عنهم ظروف.
يقول عنه شاعر شمالي اسمه عبد الله محمد المفضلي في بيت شعر: "ياخو فهد، يابو فهد صارم فهود .. من عائلة ما مثلها في العوائل" .. تبدو إشارة الشاعر هنا بليغة وهو يتحدث عن العائلة التي ضربت مثالا في الترابط والأخوة، وهي العائلة التي حكمت لأكثر من 300 عام بفضل الترابط والأخوة والاحترام بين أفرادها، وبين شعبها على حد سواء.
سلمت لنا سلمان، وأنت تقدم لنا هذا النموذج الإنساني الرائع، وأنت ترسم لنا هذه اللوحة العطرة من الوفاء النادر، وأنت تقول لنا دون كلام معنى الأخوة ومعنى أن يكون لك أخ مثل سلمان.

الأكثر قراءة